الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القيادات الفلسطينية وازدواجية المواجهة بقلم:تميم منصور

تاريخ النشر : 2015-05-26
القيادات الفلسطينية وازدواجية المواجهة بقلم:تميم منصور
بقدر ما تحاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي استغلال عامل الزمن لإطالة عمر الاحتلال ، لعل هذا الكم الزمني يزرع اليأس في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده ، ومن ثم يقترب من خطوط النسيان والاستسلام .

لكن ثبت بأن هذا الأسلوب الاستعماري التقليدي قد ضاعف من تمسك هذا الشعب بهويته وتراثه وحضارته ووطنه ، كما زاد من ايمانه بحتمية مصيره المرتبط بحق العودة الى المدن والقرى التي انتزع منها عام النكبة وعام النكسة ، كما عمق ايمانه بحتمية حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية ، التشريد والملاحقة زاد من ايمان الشعب الفلسطيني بأنه لا بد الا ان يكون لهذا الليل من آخر .

لقد قضى الجيل الأول للنكبة ولحق به الجيل الثاني ، الا ان فلسطين لم تمض ولم تغيب من اذهان خلف السلف ، لأن كل فلسطيني يحمل معه قطعة من ارضها وسمائها أينما ذهب ، وهي متغلغلة في مسامات كل أبن من أبنائها ، لقد تحولت النكبة الى وجع تاريخي يعاني منه كل فلسطيني ، والشفاء الوحيد من هذا الوجع هو اقامة دولة فلسطين المستقلة وحق العودة ، لقد ثبت ان مدة الغياب الطويلة عن الوطن عاجزة عن امتلاك الفلسطيني .

اسرائيل لم تراهن على عامل الزمن فقط ، بل راهنت  ولا تزال على حالة الترهل التي تعاني منها القيادات الفلسطينية منها والعسكرية والاهم من ذلك الانشقاق والانقسامات التي عمقت من نزيف الانتظار ، الخطورة ان هذه الانقسامات والتباين في المواقف اصبحت فكرية ايديولوجية بين هذه القيادات ، وهذا ما ادركته اسرائيل وقوى اقليمية كثيرة .

لقد تحول هذا الخلاف الفكري الى ثوابت سياسية لم يعد بالإمكان تجاهلها ولم يعد بالإمكان التنازل عنها ، فالفكر الأداة المحركة للسياسة وهو البوصلة التي توجه من يؤمنون بهذا الفكر ، مثلاً كان البطل العالمي في الكفاح والنضال " تشي جيفارا " يكفر بمهادنة القوى الامبريالية ، لا يهم أين ..!! وآمن ان الحل الوحيد للتخلص منها هو الكفاح المسلح ، وعندما انتصرت الثورة الكوبية رفض ان يصبح وزيراً ، لأن هذا ليس مكانه الطبيعي الذي يؤمن به ، فعاد والتحق بالثوار داخل الادغال خارج كوبا ، يدافع عن ايمانه وعقيدته حتى سقط شهيداً .

هذا كان حال لينين الذي رفض ما انجزته الثورة الروسية في مرحلتها الاولى آذار 1917 ، لأنه وجد البرجوازية التي امتصت دماء العمال لا تزال تتحكم بمصير الطبقات الكادحة ، فاستمر بالثورة حتى انجز الكثير من المبادىء التي آمن بها .

سلطات الاحتلال تعرف بأن دائرة الخلاف بين فتح وحماس تتسع كل يوم بدلاً من أن تتقلص وتردم الفجوات ، رغم اقامة حكومة وحدة وطنية ، الا أن هذه الحكومة لم تنهض حتى الآن من المهد الذي ولدت به .

اتسعت دائرة الخلاف الفكري اكثر بدعم وتأثير من قوى عربية وأجنبية كثيرة ، وهذا أدى الى وقف عجلة المصالحة عن الدوران ، في مقدمة القوى العربية والاجنبية التي تغذي هذا الانشقاق ، تركيا وقطر ، وحركات الاخوان المسلمين داخل الاقطار العربية وخارجها ، هذه القوى تدعم حركة حماس وتشجعها على التمسك بمواقف لا يقبلها الطرف الثاني من النزاع .

ان الموقف التركي لا ينبع من ابواب الحرص على فلسطين وشعبها ، لأن تركيا الحالية ، وتركيا اتاتورك وعدنان مندريس وجلال بيار أي ما يسمى بتركيا الحديثة ، قد ورثت معاداتها للجنس العربي من اجدادهم العثمانيين الذين سيطروا على الاقطار العربية ، بإسم الدين مئات السنين ، مع انهم كانوا اقلية دينية بين الشعوب المسيحية ، وكانوا اقلية قومية بالنسبة للشعوب العربية التي اخضعوها ، فقد بلغ عدد الاتراك في القرن التاسع عشر سبعة ملايين ونصف المليون نسمة ، وبلغ عدد المواطنين العرب الخاضعين للحكم العثماني حوالي احد عشر مليون نسمة .

الرئيس التركي الحالي يعرف اكثر من غيره بأن اجداده العثمانيين أهملوا اللغة العربية ، رغم انها كانت على مر العصور لغة الدولة الاسلامية ، ولغة القرآن ، تعمد الاتراك بأن لا يتعلموا هذه اللغة كما فعل الافغان والفرس ، هذا بدوره أبعدهم عن روح الثقافة الاسلامية ، لأن الاهمال في اللغة ادى الى تراجع في الثقافة العربية الاسلامية ، كما عملوا على افراغ الاقطار العربية من العلماء والصناع والفنانين ، وتم نقلهم الى العاصمة استنبول ، هذا الشيء ادى الى هبوط بمستوى الثقافة والابحاث والابداع داخل الاقطار العربية ، كما انعدم التأليف وانحط الفن العربي ، وانعزل العرب عن حضارات العالم ، اذا ارتكب الاتراك مذبحة واحدة ضد الارمن ، فقد ارتكبوا عشرات المذابح ضد العرب ، أهمها الجمود الفكري والتخلف الذي سببوه لهم .

ان سبب محاولة اردوغان تدمير سوريا والعراق ، نابع من حقده على العرب كما انه يحلم بالتوسع التركي السياسي والاقتصادي داخل الاقطار العربية خاصة بعد ان فشلت تركيا الارتباط بعجلة اوروبا الاقتصادية فشعرت بالعزلة ، ولم تعد عضويتها في حلف الاطلسي الاستعماري كافية للتعبير عن مواقفها واطماعها التوسعية .

اما قيام قطر بدعم حركة حماس ، فقد زاد من عزله هذا التنظيم ، وهذا ما تتمناه اسرائيل ، فالحصار الذي يعاني منه قطاع غزة اليوم من قبل اسرائيل ومصر ، لا يعود الى موقف وايمان قيادة حماس بالكفاح المسلح فقط ، بل هناك اسبابا أخرى ، أهمها الازدواجية السياسية التي تمارسها قيادة حركة حماس السياسية ، فقد زجت هذه القيادة هذا التنظيم في متاهات من الصعب الخروج منها ، مثل التآمر على سوريا ، والتحيز لتركيا في معاداتها لمصر بعد طرد مرسي ، ودعمها للعدوان على اليمن ، كنوع من النفاق للسعودية وامريكا ، السؤال الذي يطرح نفسه ، هل بإستطاعة أي تنظيم طمس في هذه التناقضات السياسية ان يحرر وطنه من الاحتلال ؟

أما الشق الثاني من طرفي الخلاف ، فقد اختار الاسلوب اللين المريح في مقارعة الاحتلال ، أختار اسلوب العمل السياسي ، والاتكال على الانظمة العربية رغم ادراكه انها عاجزة وفاسدة وتدور في فلك الامبريالية الامريكية ، أنظمة كانت لها الدور الاول في المآسي التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ سنة 1936 حتى اليوم .

ان احداً لا يعترض على الاعتماد على الاساليب السياسية من اجل التحرير ، لكن هذا الخيار يجب ان لا يكون بديلاً للمقاومة ، يجب ان يتحركا بخطين متوازيين ، كما فعل الشعب الانغولي والجزائري والفيتنامي 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف