مفاهيم دينية مغلوطة لدى العامة..! كتبت/ فداء محمد عبد الجواد
في القرآن الكريم كثير من القصص والعظات لا يمكن التراخي عنها، حيث يجب علينا أن نتخذها طريقًا واضحًا لحياتنا، ففيه بيان لكل شيء من شؤون الحياة.. الدنيا والدين، وفيه منهج تربوي أخلاقي يعيننا على فهم كافة الأمور، ويساعد الدعاة والمرشدين على إصلاح المجتمع وبناء الأمم، وفيه هداية للطريق الأمثل في العبادة والمعاملة، وهو مواساة للمؤمنين وتثبيت لأقدامهم، وغير ذلك من المقاصد التي لا يمكن الاستغناء عنها لأي إنسان.. فبعض الناس يرددون أقوالًا قرآنية تتحدث عن موضوع معين أو في سياق دارج، وتجدهم يفسرونها على أهوائهم الشخصية، ما يؤثر على طبيعة الآية القرآنية، والتفسير الصحيح لها أمام العامة، ولهذا كان لزامًا علينا أن نوضح في هذا المقال إضاءتين قرآنيتين في حياتنا يفهمهما الكثيرون منا بشكل خاطئ وخاصة عند العامة، على الرغم من كثرة المفاهيم الخاطئة، ولكن سنكتفي بهاتين الزاويتين لهذا المقال..!
* حواء وآدم وخروجهما من الجنة..!
يظن البعض أن سبب خروج سيدنا آدم عليه السلام من الجنة هي حواء، فعلام استند هؤلاء: بأن حواء هي السبب في خروج آدم من الجنة، فلا يوجد أي نص أو آية قرآنية تدل على هذا الحديث المغلوط، فأصبح الأمر استهتارًا فيه، ولذلك سنراجع معًا هذه الآية القرآنية لنحلل أيهما كان السبب في الخروج من الجنة..!
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾.. (طه 120) وهذه الآية معلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس لآدم وليس لحواء، فالحوار موجه من الشيطان الرجيم الملعون لسيدنا آدم، وفي تفسيرها أن الشيطان وسوس لسيدنا آدم وقال له هل أدلّك على شجرة الخلد التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من النعيم، وملك لا يبيد ولا ينقضي..!
وقال تعالي: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴾.. (طه 117) وفي هذه الآية الكريمة نلاحظ أنه لم يقل فتشـقيا كخطاب لحواء وآدم، وإنما قال (فتشقي) دلالة على توجيه رسالة لآدم، بمعنى لوحدك..! وفي الآية الكريمة ﴿ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسـي ولـمْ نجـدْ لـه عـزْمـاً﴾.. (طه 115)، وكان العهد هنا في هذه الآية لسيدنا آدم فقط، فجاءت المعصية من سيدنا آدم فقط، ودليل على ذلك ﴿َعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾.. (طه 131) وللعلم، فإن الله سـبحانه قد نبّه آدم فقط، ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴾.. (طه 117) وفي آيات قرآنية أخرى في هذا السياق،
قال الله تعالى: ﴿َ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾.. (البقرة 36)
وقال تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾.. (الأعراف 20) وهذه الآيات جمعت آدم وحواء، وكانت حواء تحت مسؤولية آدم، وكانت الآيات الأولى كلها موجهة لآدم، وإن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن آدم هو العقل وهو القادر على السيطرة، فلو لم يزيغ عن تحذيرات الله عز وجل، لما وصلا للعصيان، حيث جاءت الآيات صريحة في سبب العصيان وهو أن الشيطان أستزل آدم وحواء، ليأكلا من الشجرة، ويخالفا أمر الله، وبهذا تحملت حواء مسؤولية خطأ آدم، بعد أن أكلا من ثمار الشجرة، فنزل آدم على الأرض، ونزلت زوجته حواء معه، ليعمرا فيها..! وقبل أن ينزلا للأرض اعترف وأقر آدم عليه السلام وزوجته، بأن هذه معصية وظلم، وطلبا المغفرة والرحمة والتوبة من الله.. بقول الله عز وجل: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.. (الأعراف 23) وقد صرح الله عز وجل بأنه قد تاب على آدم بعد هذه المعصية بقوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.. (البقرة 37)، وقوله: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾.. (طه 122)
* ماذا نعني بهذه الآية..؟!
بالطبع كثير من المواضيع المغلوطة أو المفهومة بشكل خاطئ من تفسير السور القرآنية، واخترنا في هذه المحطة الآية الكريمة والتي يخطئ بعض الناس في فهمها وتفسيرها، وهي قول الله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾.. (النور 26) فقد ظن كثيرون أن هذه الآية تتحدث عن علاقة الرجل والمرأة فيما يخص الزواج، فلو كان تفسير الآية صحيحًا ويأخذ هذا المنحى؛ لتعارض مع قول الله تعالى:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ *وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.. (التحريم 10/11)،
حيث هنا تفسير المعني الصحيح للآية الكريمة في سورة النور عن الكلمات الطيبة والكلمات الخبيثة، وليس النساء والرجال وعلاقة الزواج بينهما، وهذا واضح تمامًا من نهاية الآية: ﴿أولئك مبرّؤون ممّا يقولون﴾.. (النور 26) وهذا يعني أن الإنسـان الطـيّب لا يقول إلا الكلمات الطـيّبة، والإنسان الخبيث لا يقول إلا الكلمات الخبيثة، حيث كانت الآيات السابقة لهذه الآية تتحدث عن قذْف المؤمنات المحصـنات، والقرآن الكريم تحدث في مواضـع أخرى عن الكلمة الطـيّبة والكلمة الخبيثة،
فقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ...، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾.. (ابراهيم 24/26)، وقال: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾.. (فاطر 10) بعد تفسير الآية وتوضيحها جيداً، نتمنى من الله عز وجل أن يمن علي الجميع بحفظ ألسنتهم وقول الحق، وقول الكلمات الطيبات بعيدًا عن الكلمات الخبيثات، وأن نصب أقلامنا في الاتجاه الصحيح وتصويب كل ما هو مغلوط للعامة، فهي أمانة نحملها، فلا نقول إلا خيرًا..!
في القرآن الكريم كثير من القصص والعظات لا يمكن التراخي عنها، حيث يجب علينا أن نتخذها طريقًا واضحًا لحياتنا، ففيه بيان لكل شيء من شؤون الحياة.. الدنيا والدين، وفيه منهج تربوي أخلاقي يعيننا على فهم كافة الأمور، ويساعد الدعاة والمرشدين على إصلاح المجتمع وبناء الأمم، وفيه هداية للطريق الأمثل في العبادة والمعاملة، وهو مواساة للمؤمنين وتثبيت لأقدامهم، وغير ذلك من المقاصد التي لا يمكن الاستغناء عنها لأي إنسان.. فبعض الناس يرددون أقوالًا قرآنية تتحدث عن موضوع معين أو في سياق دارج، وتجدهم يفسرونها على أهوائهم الشخصية، ما يؤثر على طبيعة الآية القرآنية، والتفسير الصحيح لها أمام العامة، ولهذا كان لزامًا علينا أن نوضح في هذا المقال إضاءتين قرآنيتين في حياتنا يفهمهما الكثيرون منا بشكل خاطئ وخاصة عند العامة، على الرغم من كثرة المفاهيم الخاطئة، ولكن سنكتفي بهاتين الزاويتين لهذا المقال..!
* حواء وآدم وخروجهما من الجنة..!
يظن البعض أن سبب خروج سيدنا آدم عليه السلام من الجنة هي حواء، فعلام استند هؤلاء: بأن حواء هي السبب في خروج آدم من الجنة، فلا يوجد أي نص أو آية قرآنية تدل على هذا الحديث المغلوط، فأصبح الأمر استهتارًا فيه، ولذلك سنراجع معًا هذه الآية القرآنية لنحلل أيهما كان السبب في الخروج من الجنة..!
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾.. (طه 120) وهذه الآية معلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس لآدم وليس لحواء، فالحوار موجه من الشيطان الرجيم الملعون لسيدنا آدم، وفي تفسيرها أن الشيطان وسوس لسيدنا آدم وقال له هل أدلّك على شجرة الخلد التي إذا أكلت منها حصل لك الخلد فيما أنت فيه من النعيم، وملك لا يبيد ولا ينقضي..!
وقال تعالي: ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴾.. (طه 117) وفي هذه الآية الكريمة نلاحظ أنه لم يقل فتشـقيا كخطاب لحواء وآدم، وإنما قال (فتشقي) دلالة على توجيه رسالة لآدم، بمعنى لوحدك..! وفي الآية الكريمة ﴿ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسـي ولـمْ نجـدْ لـه عـزْمـاً﴾.. (طه 115)، وكان العهد هنا في هذه الآية لسيدنا آدم فقط، فجاءت المعصية من سيدنا آدم فقط، ودليل على ذلك ﴿َعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾.. (طه 131) وللعلم، فإن الله سـبحانه قد نبّه آدم فقط، ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴾.. (طه 117) وفي آيات قرآنية أخرى في هذا السياق،
قال الله تعالى: ﴿َ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾.. (البقرة 36)
وقال تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾.. (الأعراف 20) وهذه الآيات جمعت آدم وحواء، وكانت حواء تحت مسؤولية آدم، وكانت الآيات الأولى كلها موجهة لآدم، وإن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن آدم هو العقل وهو القادر على السيطرة، فلو لم يزيغ عن تحذيرات الله عز وجل، لما وصلا للعصيان، حيث جاءت الآيات صريحة في سبب العصيان وهو أن الشيطان أستزل آدم وحواء، ليأكلا من الشجرة، ويخالفا أمر الله، وبهذا تحملت حواء مسؤولية خطأ آدم، بعد أن أكلا من ثمار الشجرة، فنزل آدم على الأرض، ونزلت زوجته حواء معه، ليعمرا فيها..! وقبل أن ينزلا للأرض اعترف وأقر آدم عليه السلام وزوجته، بأن هذه معصية وظلم، وطلبا المغفرة والرحمة والتوبة من الله.. بقول الله عز وجل: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.. (الأعراف 23) وقد صرح الله عز وجل بأنه قد تاب على آدم بعد هذه المعصية بقوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.. (البقرة 37)، وقوله: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾.. (طه 122)
* ماذا نعني بهذه الآية..؟!
بالطبع كثير من المواضيع المغلوطة أو المفهومة بشكل خاطئ من تفسير السور القرآنية، واخترنا في هذه المحطة الآية الكريمة والتي يخطئ بعض الناس في فهمها وتفسيرها، وهي قول الله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾.. (النور 26) فقد ظن كثيرون أن هذه الآية تتحدث عن علاقة الرجل والمرأة فيما يخص الزواج، فلو كان تفسير الآية صحيحًا ويأخذ هذا المنحى؛ لتعارض مع قول الله تعالى:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ *وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.. (التحريم 10/11)،
حيث هنا تفسير المعني الصحيح للآية الكريمة في سورة النور عن الكلمات الطيبة والكلمات الخبيثة، وليس النساء والرجال وعلاقة الزواج بينهما، وهذا واضح تمامًا من نهاية الآية: ﴿أولئك مبرّؤون ممّا يقولون﴾.. (النور 26) وهذا يعني أن الإنسـان الطـيّب لا يقول إلا الكلمات الطـيّبة، والإنسان الخبيث لا يقول إلا الكلمات الخبيثة، حيث كانت الآيات السابقة لهذه الآية تتحدث عن قذْف المؤمنات المحصـنات، والقرآن الكريم تحدث في مواضـع أخرى عن الكلمة الطـيّبة والكلمة الخبيثة،
فقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ...، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾.. (ابراهيم 24/26)، وقال: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾.. (فاطر 10) بعد تفسير الآية وتوضيحها جيداً، نتمنى من الله عز وجل أن يمن علي الجميع بحفظ ألسنتهم وقول الحق، وقول الكلمات الطيبات بعيدًا عن الكلمات الخبيثات، وأن نصب أقلامنا في الاتجاه الصحيح وتصويب كل ما هو مغلوط للعامة، فهي أمانة نحملها، فلا نقول إلا خيرًا..!