تأثير الصورة البصرية في السينما
بقلم: نجوى اقطيفان
عناوين تمتليء بالرموز والإيحاءات التي تخفي بداخلها قضايا إنسانية عديدة... وصورة بصرية تحدت كل شيء لكي تصل رسالتها الفنية إلى كل العالم كل بلغته التي يفهمها... فثقافة الصورة تكمن في قدرة المبدعين من مخرجين وكتاب في توصيل فكرتهم من خلالها للتأثير على الجمهور المشاهد ...فأصبحت الصورة هي اللغة الوحيدة المترجمة لحال بعض الدول التي غطرس الاحتلال الأجنبي بها... فما كان إلا للسينما الروائية والتسجيلية أن تترجم ما يحدث في هذه الدول لكي يشاهدها الجمهور الذي يقف وراء الستار لا يعرف ماذا يدور في تلك الدول المحتلة...فعلى سبيل المثال البسيط هنا... نأتي بفلسطين مثالا واضحا لمثل ما نتحدث عنه... ألا وهو تسجيل معاناة هذا الشعب جراء مماراسات الاحتلال الإسرائيلي عليه ليكون دليلا واضحا على جرائمه... فما كان إلا أن يقوم عدد من المخرجين والمبدعين الفلسطينيين بترجمة ما يتعرض له شعبهم على يد المحتل ... وفي عديد من المهرجانات الدولية نالت هذه الاعمال الفنية العديد من الجوائز.. ففي غزة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في الحرب الأخيرة والتي ارتفعت رايات النصر بها... قام المخرج خليل المزين بطرح فكرة جديدة هي الأولى من نوعها وبالاشتراك مع بعض المؤسسات الإعلامية والثقافية والفنية أمثال الملتقى السينمائي الفلسطيني ( بال سينما ) والمورد الثقافي وغيره.... ليخرجوا لنا السجادة الحمراء ( red carpet ) بعنوان كرامة غزة... وبشكل مختلف تماما عما شاهدناه في المهرجانات الغنية العالمية... فسجادة تلك المهرجانات كان يسير عليها عمالقة الفنانين العرب والأجانب... أما على تلك السجادة الفلسطينية الحمراء اللون يختلف الوضع تماما لأنه سار عليها أهل إحدى المناطق المنكوبة في غزة أهل الشجاعية... التي لاقت من الضربات الصهيونية الموجعة التي أخذت أبنائهم ودمرت منازلهم وشردتهم هنا وهناك... ساروا عليها لكي يؤكدوا للعالم الخارجي من عرب وأجانب بأنهم مازالوا أحياء يرزقون وأنهم صامدون على تلك الأنقاض وسيبنونها من جديد بسواعدهم...هذا المهرجان السينمائي ذا الطابع العالمي بدأ بعرض بعض من الأفلام التسجيلية عما دمره الاحتلال في تلك المنطقة ومناطق عدة من قطاع غزة مثل متطقة خزاعة بخانيونس وبيت حانون... عرض المهرجان عدة أفلام أخرى عن أوضاع الفلسطينيين بالداخل المحتل...وأفلام عن حق العودة..... واعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين الآمنين في منازلهم ومن ضمن تلك الأفلام .. كان فيلم( مقلوبة، انا انسان، ....).. وفي الذكرى ال 67 للنكبة... كان للإبداع مكان آخر.. في سينما اللجوء.. لم تكن سينما اللجوء التي أقصدها هنا مقتصرة على اللاجئين الفلسطينين في ال 48 ولكن أقصد لجوء آخر ذاق طعم مرارة من نوع جديد .. هربا من الوضع السياسي الذي يعيشه الوطن الشقيق سوريا.. لجأ الآلاف من السوريين والفلسطينين إلى دولا عربية مجاورة ودولا أجنبية... حيث قام الملتقى السينمائي (بال سينما) ممثلا برئيسه المخرج فايق جرادة وبالمشاركة مع مسرح وسينماتك القصبة بالضفة وجمعية الشبان المسيحية بغزة وسينما جنين ونساء ضد العنف وبدعم من مؤسسة هينرش بول الألمانية بعمل مهرجان أسبوع أنا لاجيء ... I'm a refugee ... ففي ذاك الأسبوع السينمائي المغمس بطعم اللجوء عرضت بعض الأفلام التسجيلية والروائية عن لاجيئي سوريا ومعاناتهم التي رافقتهم في البلدان التي لجأوا بها.. هذه الافلام تناولت الحرب والأزمة الإنسانية في سوريا عن طريق تجارب شخصية لصناع هذه الأفلام من جهة والتجربة الجماعية للاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا وخارجها خاصة أبناء مخيم اليرموك...أنا لاجيء.. بدأت عرضها بفيلم "لا سبيل للعودة هناك الآن يا عزيزي" للمخرجة كارول منصور... وفي فيلمها الثاني "نحنا مو هيك"...وقدم المخرج طلال ديركي فيلمه التسجيلي "للعودة إلى حمص" ...وفيلم "بلدنا الرهيب" للمخرج محمد علي الأتاسي وزياد حمصي... ومن ضمن الأفلام التسجيلية ايضا التي قدمت في أسبوع... أنا لاجيء... فيلم "مدينة الملاهي".. وفيلم "أنا أزرق" لأبو غابي ...فيلم "مرمية" للمخرج هاني موعد.. والمخرج جورج ابراهيم وفيلمه القصير "بيت السلحفاة"...وأخيرا فيلم "حصار" للمخرج عبدالله الخطيب وعدد من المخرجين هذا الفيلم السينمائي من قلب مخيم اليرموك.. ختاما نريد أن نصل سويا إلى فكرة واحدة ألا وهي أن الصورة البصرية سواء كانت تسجيلية أو روائية تستطيع التأثير بالرأي العام للجمهور المشاهد وباستطاعتها أن تقوم بطرح العديد من القضايا بطرق إبداعية مختلفة عن المعتاد الذي نشاهده في نشرات الأخبار...فالإبداع لا يقيده شيء فرغم القصور الذي يعاني منه المبدعون في فلسطين وخاصة غزة المحاصرة إلا أنهم أخرجوا طاقتهم الإبداعية هذه بأبسط الإمكانيات لتصل للعالم الخارجي رسالتهم التي عجزت السياسة أن تصل بها.....
بقلم: نجوى اقطيفان
عناوين تمتليء بالرموز والإيحاءات التي تخفي بداخلها قضايا إنسانية عديدة... وصورة بصرية تحدت كل شيء لكي تصل رسالتها الفنية إلى كل العالم كل بلغته التي يفهمها... فثقافة الصورة تكمن في قدرة المبدعين من مخرجين وكتاب في توصيل فكرتهم من خلالها للتأثير على الجمهور المشاهد ...فأصبحت الصورة هي اللغة الوحيدة المترجمة لحال بعض الدول التي غطرس الاحتلال الأجنبي بها... فما كان إلا للسينما الروائية والتسجيلية أن تترجم ما يحدث في هذه الدول لكي يشاهدها الجمهور الذي يقف وراء الستار لا يعرف ماذا يدور في تلك الدول المحتلة...فعلى سبيل المثال البسيط هنا... نأتي بفلسطين مثالا واضحا لمثل ما نتحدث عنه... ألا وهو تسجيل معاناة هذا الشعب جراء مماراسات الاحتلال الإسرائيلي عليه ليكون دليلا واضحا على جرائمه... فما كان إلا أن يقوم عدد من المخرجين والمبدعين الفلسطينيين بترجمة ما يتعرض له شعبهم على يد المحتل ... وفي عديد من المهرجانات الدولية نالت هذه الاعمال الفنية العديد من الجوائز.. ففي غزة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في الحرب الأخيرة والتي ارتفعت رايات النصر بها... قام المخرج خليل المزين بطرح فكرة جديدة هي الأولى من نوعها وبالاشتراك مع بعض المؤسسات الإعلامية والثقافية والفنية أمثال الملتقى السينمائي الفلسطيني ( بال سينما ) والمورد الثقافي وغيره.... ليخرجوا لنا السجادة الحمراء ( red carpet ) بعنوان كرامة غزة... وبشكل مختلف تماما عما شاهدناه في المهرجانات الغنية العالمية... فسجادة تلك المهرجانات كان يسير عليها عمالقة الفنانين العرب والأجانب... أما على تلك السجادة الفلسطينية الحمراء اللون يختلف الوضع تماما لأنه سار عليها أهل إحدى المناطق المنكوبة في غزة أهل الشجاعية... التي لاقت من الضربات الصهيونية الموجعة التي أخذت أبنائهم ودمرت منازلهم وشردتهم هنا وهناك... ساروا عليها لكي يؤكدوا للعالم الخارجي من عرب وأجانب بأنهم مازالوا أحياء يرزقون وأنهم صامدون على تلك الأنقاض وسيبنونها من جديد بسواعدهم...هذا المهرجان السينمائي ذا الطابع العالمي بدأ بعرض بعض من الأفلام التسجيلية عما دمره الاحتلال في تلك المنطقة ومناطق عدة من قطاع غزة مثل متطقة خزاعة بخانيونس وبيت حانون... عرض المهرجان عدة أفلام أخرى عن أوضاع الفلسطينيين بالداخل المحتل...وأفلام عن حق العودة..... واعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين الآمنين في منازلهم ومن ضمن تلك الأفلام .. كان فيلم( مقلوبة، انا انسان، ....).. وفي الذكرى ال 67 للنكبة... كان للإبداع مكان آخر.. في سينما اللجوء.. لم تكن سينما اللجوء التي أقصدها هنا مقتصرة على اللاجئين الفلسطينين في ال 48 ولكن أقصد لجوء آخر ذاق طعم مرارة من نوع جديد .. هربا من الوضع السياسي الذي يعيشه الوطن الشقيق سوريا.. لجأ الآلاف من السوريين والفلسطينين إلى دولا عربية مجاورة ودولا أجنبية... حيث قام الملتقى السينمائي (بال سينما) ممثلا برئيسه المخرج فايق جرادة وبالمشاركة مع مسرح وسينماتك القصبة بالضفة وجمعية الشبان المسيحية بغزة وسينما جنين ونساء ضد العنف وبدعم من مؤسسة هينرش بول الألمانية بعمل مهرجان أسبوع أنا لاجيء ... I'm a refugee ... ففي ذاك الأسبوع السينمائي المغمس بطعم اللجوء عرضت بعض الأفلام التسجيلية والروائية عن لاجيئي سوريا ومعاناتهم التي رافقتهم في البلدان التي لجأوا بها.. هذه الافلام تناولت الحرب والأزمة الإنسانية في سوريا عن طريق تجارب شخصية لصناع هذه الأفلام من جهة والتجربة الجماعية للاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا وخارجها خاصة أبناء مخيم اليرموك...أنا لاجيء.. بدأت عرضها بفيلم "لا سبيل للعودة هناك الآن يا عزيزي" للمخرجة كارول منصور... وفي فيلمها الثاني "نحنا مو هيك"...وقدم المخرج طلال ديركي فيلمه التسجيلي "للعودة إلى حمص" ...وفيلم "بلدنا الرهيب" للمخرج محمد علي الأتاسي وزياد حمصي... ومن ضمن الأفلام التسجيلية ايضا التي قدمت في أسبوع... أنا لاجيء... فيلم "مدينة الملاهي".. وفيلم "أنا أزرق" لأبو غابي ...فيلم "مرمية" للمخرج هاني موعد.. والمخرج جورج ابراهيم وفيلمه القصير "بيت السلحفاة"...وأخيرا فيلم "حصار" للمخرج عبدالله الخطيب وعدد من المخرجين هذا الفيلم السينمائي من قلب مخيم اليرموك.. ختاما نريد أن نصل سويا إلى فكرة واحدة ألا وهي أن الصورة البصرية سواء كانت تسجيلية أو روائية تستطيع التأثير بالرأي العام للجمهور المشاهد وباستطاعتها أن تقوم بطرح العديد من القضايا بطرق إبداعية مختلفة عن المعتاد الذي نشاهده في نشرات الأخبار...فالإبداع لا يقيده شيء فرغم القصور الذي يعاني منه المبدعون في فلسطين وخاصة غزة المحاصرة إلا أنهم أخرجوا طاقتهم الإبداعية هذه بأبسط الإمكانيات لتصل للعالم الخارجي رسالتهم التي عجزت السياسة أن تصل بها.....