الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما بين الخطاب الفلسطيني والاسرائيلي حول القدس بقلم:ابتسام اسكافي

تاريخ النشر : 2015-05-25
ما بين الخطاب الفلسطيني والاسرائيلي حول القدس

 ابتسام اسكافي

يمكن اعتبار المقارنة بين الخطاب الفلسطيني والاسرائيلي حول القدس واحدة من الظواهر البارزة في الحالة السياسية الراهنة، على الرغم من عدم التطرق الصريح لها.

فعلى الرغم من المحاولات الفلسطينية التي تدفع باتجاه اظهار ان صورة اسرائيل تتآكل في المجتمع الدولي، الا انه لا يوجد جدية واقعية حول هذا التآكل الذي لا يجدي بعد مرور 67 عاما من الاحتلال الاسرائيلي للمدينة بكامل مكانتها الجغرافية والسياسية.

منهج العمل الذي تتبعه إسرائيل منذ 1967؛ لا زال فعالا في القدس حيث ماكينة الخطاب الاسرائيلي لا زالت قوية؛ كونه خطابا ناتجاً عن منهج استراتيجي استطاع ان يبني تصورا ان "القدس موحدة لاسرائيل" والدفع باتجاه ان يصدق العالم هذه المقولة، وما يجري في القدس من تطبيق عملي لسياسات اسرائيل هو التطبيق الفعلي والواقعي لتلك النظريات والرؤى الاستراتيجية حيث كانت اسرائيل قادرة على ترسيخ الفكرة قبل تطبيقها.

وانطلاقا من هذه الرؤيا الفكرية المؤسس لها اسرائيليا نرى اليوم ان وضع القدس ينزلق انزلاقا مدويا باتجاه عملية تآكل لمدينة القدس وتنصيلها من مضمونها الفلسطيني العربي القومي، حيث احل الاسرائيلي مكان الفلسطيني في البيوت والحارات، ففي سلوان ومنطقة باب المغاربة فمشهدية الموقع تعكس طابعا ثقافيا وحضاريا واعلاميا اسرائيليا بامتياز فالجدران مليئة بالعبارات العبرية والصور واللوحات التي من خلالها لا تصدق ان المكان مكانا عربيا فلسطينيا، وتكثيف الاستيطان خاصة في البلدة القديمة حيث السيطرة تستهدف جميع الاحياء؛ بهدف جعل كل بؤرة استيطانية تتواصل من بؤرة اخرى كحلقة مغلقة تحيط بالمدينة واسوارها من الداخل والخارج، وجعل اهل القدس اقلية بعد فصلها عن محيطها في الضفة الغربية. حيث لا تزال اسرائيل تنجح ومنذ سنوات الاحتلال الاولى بالترويج لكل اسرائيلي داخل فلسطين وخارجها وعبر سياسة الإعلان والاعلام في جعل القدس موحدة لاسرائيل.

في المقابل، وعلى الرغم من اشتداد وتيرة العمل الاسرائيل حول القدس والمحاولات اللحوحة لكسب الوقت فانه قلما نجد شيئا فلسطينيا في السياسة الفلسطينية وخطاباتها التحفيزية المدروسة حول القدس اي ان هناك حلقات كثيرة مفقودة وغير وثيقة –ان وجدت اصلا- بين الجوانب الخطابية الضئيلية اساسا والمفقودة احيانا كثيرة والفعلية المتضاربة بين الاطراف الفلسطينية المتشرذمة اصلا. حيث عجز القيادات الفلسطينية والعربية، في النواحي السياسية والاستراتيجية والفكرية والثقافية هو اللغة الواضحة عملا لا قولا حول القدس، فضياع البوصلة الفلسطينية العربية هو الخطاب الفعلي الذي نلمسه كل يوم حول القدس اذ ان عملية بناء رؤيا واقعية للقدس هي عملية مفقودة ولا يمكنها عبر بعض الكلمات التي نسمعها في المناسبات السعيدة!! أن تقف في مواجهة سياسة اسرائيلية ذات بعد ايدلوجي يهودي بامتياز مؤسس له ومدروس ويسعى الى قدس يهودية اسرائيلية تاريخية. تتمدد وتتوسع طالما لا تجد امامها رؤيا فلسطينية عربية تبرز للعالم بقوة صاحب الحق الذي عليه دون سواه أن يعمل من اجل القدس واهميتها واهمية الحق الفلسطيني فيها وتكريس رؤى اصحابها قولا وفعلا ليستمر تاريخها عربيا فلسطينا.

وللاسف، فان الخطاب الفلسطيني بات مشتتا مشرذما مشوها ولا يعبر عن القدس بقدر ما يعبر عن شخوص المرحلة حيث يتوزع على السنة الفصحاء والمغردين من بلابلة المنظمات غير الحكومية والمتسلقين على القضية سياسيا واصحاب الانظمة العربية المعبرين عن انظمتهم وليس عن اوطانهم. حيث الكل فاقد القدرة على بناء رؤيا فكرية سياسية تجاه القدس، فالخطابات باتت –وهذا واضح اعلاميا- حول"عملية السلام" وكيفية التعامل مع اسرائيل في ظل التطور الاقتصادي القائم على المصلحة المتبادلة التي زادت من غطرسة اسرائيل واحكام سيطرتها على القدس.

فاتفاقات السلام والمهادنات والحوارات لم توصلنا الى السلام ولا الى القدس، فقضية القدس باتت متدهورة اكثر والاوضاع الاقتصادية والتجارية على حافة الهاوية والاوضاع السكانية حدث ولا حرج والاوضاع السياسية بمباركة الفصائل الفلسطينية المتنازلة عن دورها في القدس وفرت للاحتلال فرصة الانقضاض على المواطنين ومدينتهم المحتلة عبر حقائق لا يمكن للفلسطيني انكارها والتكابر امامها بعد ان جعلت المدينة ابعد منالا للمقدسي الذي يكابد وحده في مدينة لا تسمع سوى تهديدات فارغة لاسرائيل من انظمة فارغة الا من المصلحة مع امريكا واسرائيل حيث بات التهديد بتحرير القدس الهدف الاعلامي الاول لتمرير المصالح الانية والمستقبلية.

فوضع القدس اليوم، بات اكثر تعقيدا ارتباطا بتعقيدات وإشكالات ما احضر مع أوسلو الذي بات سدا منيعا امام الفكر السياسي الفلسطيني، والفشل في ايجاد رؤية واقعية للقدس مرتبط بفشل الحلول الانتقالية والدائمة والمرحلية، والتعقيد في ايجاد حل مرتبط بتعقيدات الوضع الفلسطيني الداخلي وتقادم الشخوص العابثة والمستهترة والعاجزة عن مسك زمام الوطن واخص هنا الاحزاب والفصائل الفلسطينة جميعها حيث عملت جميعا على؛ ترسيخ ثنائية الوطن واهمال القدس نهائيا وساهمت "بوعي" ودون وعي في ترسيخ انضمامها لمدنية العلاقات في مجتمع لا يحمل سوى صفة "المجتمع المحتل" خاصة في القدس حتى اصبحت الشريك الفعلي المتماهي بحالة الانسداد المغلق للقدس وذلك بابتعادها عن افق النضال الجماهيري الى آفاق لا يمكن حصرها، ولم يبق منها سوى الاسم الذي يستخدم للاعلام فقط؛ وهذا ما فتح الباب على مصراعيه امام اسرائيل.

فعلى الرغم من كل ما ينادي به الفلسطيني في ارجاء الوطن والشتات ووقف التفاوض وانكار التواصل مع اسرائيل والتي في مجملها لم ولن تصل الى القدس فليس هناك مواجهة حقيقية واقعية سياسية تتناسب والواقع الحالي للقدس، وبذلك فالكل ساهم في خلق مناخ داعم للاحتلال.

 
في نهاية هذه العجالة، ان جبهة المعلومات الالكترونية لا تعوض عن بناء رؤيا صحيحة لوضع القدس وما كانت عليه قبل احتلالها، وما هي عليه الآن، وما يمكن أن تؤول اليه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف