أزمة سليم؟؟!!تاريخ:2015.5.24
الكاتب والباحث الاقتصادي أ. فادي الطويل
مؤسس مدونة أفكار اقتصادية
إن هذا السؤال لامس أوجاع الناس وأشغل عقولهم ووجههم بالبحث عن أشياء أخرى مختلفة تماما عن الهدف المقصود حيث أحوالهم الصحية وهل سالمين من الأمراض وخاصة (أمراض السرطان) التي بدأت تنتشر بشكل كبير ومخيف في قطاع غزة خاصة، مما أوجد من يبحث في سجل الوفيات عن أعداد الذين توفوا بهذا المرض وآخر يبحث عن أعداد الذين أصيبوا وآخر يجري تحليلا للتأكد من خلوه من المرض وآخر يبحث عن أعراض المرض وهذا يواسي نفسه حيث أنه توهم الإصابة وهذا يودع مرضى قد أصيبوا وهذا وهذا وما يزال الناس مرعبين رغم اعلان الاجابة على السؤال الذي لا يمت لأوجاع الناس بصلة.
يا سليم!! لقد أنهكتنا وأعييتنا بسؤالك!! لقد أحدثت جروحا عميقة وما تزال تنزف، لدينا ما يزيد عن 80 مريضا جديدا يصابون بالسرطان شهريا، والعديد من حالات الوفاة وتتزايد حالات السرطان بنسبة 10% للكبار و7% للصغار سنويا حيث هي المسبب الثاني للوفاة في فلسطين وبنسبة 13.3% وأما أكثر أمراض السرطان انتشارا هو سرطان الرئة للرجال بنسبة 17.9% ثم القولون بنسبة 16.5% ثم سرطان الثدي بنسبة 9.1% عند النساء وتشكل سرطان (الرئة والقولون والثدي والكبد والدماغ) 60% من أنواع السرطان انتشارا في فلسطين وأما عند الاطفال ما دون12 سنة فهي تتركز في سرطان اللوكيميا (الدم) ولدينا الالاف ينتظرون فتح المعبر للخروج للعلاج وأخرون ينتظرون التنسيق للعلاج في الاراضي المحتلة.
يا سليم!! ما زالت لدينا امكانيات متواضعة في التشخيص والكشف عن الامراض سواء كانت أجهزة ومعدات وأيضا كفاءات، وبحاجة ماسة لمستشفى متخصص فقط في الاورام وليس قسم في زاوية صغيرة محدودة التطوير، نحن بحاجة إلى تحسين أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وأيضا الصحية ونريد علاجا لمشاكل ومسببات السرطان لا فقط مسكنات للمرض وتقليل مفعوله. يا سليم!! أصبحت فينا مثار جدل وخوف وشك وريبة وقتل هادئ بلا صوت.