الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة الثالثة عشرة مشوار حياتي )سيرة قلم فلسطيني) الجزء الأول ـ1948 /1970 بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2015-05-24
الحلقة الثالثة عشرة مشوار حياتي )سيرة قلم فلسطيني) الجزء الأول ـ1948 /1970 بقلم رفيق أحمد علي
الحلقة الثالثة عشرة
مشوار حياتي
)سيرة قلم فلسطيني)
الجزء الأول ـ1948 /1970
ــــــــــ
معلمون وزملاء تلمذة:
كان المعلم علي كتوع وزملاؤه : خليل الأسطل وعمر الأغا وعبده الأزعر وشفيق حبيب وعبد البديع صابر يبذلون نشاطاً ظاهراً في إعداد الأناشيد والتمثيليات الوطنية والدينية أو الفكاهية أحياناً .. وكانت مدرسة عز الدين القسام المجاورة مركزاً لتسجيل هذه الأناشيد ، وتدريب التلاميذ على أداء التمثيليات.. بينما كانت الحفلات تقام في النادي المجاور للمدرسة من الجنوب، وكنا نتشوّق لقيام مثل هذه الحفلات ونمتلئ بالفرح والسرور لحضورها .. وكان هذا النادي يمثّل مركزاً للنشاط الثقافي والرياضي في السنوات ما بين 1952و1960 إلى أن تمّ بناء مركز الخدمات قرب المعسكر الجنوبي للاجئين ، فانتقل إليه ذلك النشاط. ثم تلاه مركز رعاية الشباب في الأوستاد الكبير الذي يقع في الجهة المقابلة من شارع البحر ؛ ليصبح ميداناً لعرض المهرجانات الرياضية والثقافية التي كانت تقام احتفالاً بالأعياد الوطنية وعلى رأسها يوم 7 مارس الذي تمّ فيه انسحاب اليهود من قطاع غزة بعد العدوان الثلاثي ، ثم 14 مارس وهو يوم عودة الإدارة المصرية إلى القطاع!
كانت مدرسة القسام في الشرق ومدرستنا في الغرب، ولم يكن بينهما حاجز؛ إذ كان السور يضمهما الاثنتين .. وكانت المسافة بينهما تمثل الساحة الكبرى المشتركة التي يلتقي فيها الطلبة كباراً وصغاراً؛ حيث كانت مدرسة القسام مخصصة للتعليم الثانوي، وقد غُرس ملاصقاً لها جهة الشمال أنواع من الشجر العالي غير المثمر، فكان يحلو لي أثناء الفسحة التي بين الحصص أن أذهب فأصعد إحدى الشجر متسابقاً مع أقراني في هذا الصعود نحو الأعلى! وكان اللعب يلهينا أحياناً فلا نسمع قرع الجرس لمتابعة الدرس.. ولما كنا نخشى العقاب على التأخير كنا نخرج من بوابة صغيرة في السور إلى الخارج ، فنمضي باقي اليوم المدرسي نطوف ونلعب .. وفي إحدى المرات رآني أحد الأقارب الذين يدرسون المرحلة الثانوية في مدرسة القسام، فأنذرني بأنه سيخبر والدي عن خروجي؛ فما عدت أفعلها بعد ذلك! وبقيت محافظاً على تفوقي المدرسي ودرجتي الأولى!
ومن معلمي الابتدائية الذين لا أنسى اهتمامهم بي وتشجيعهم لي معلمي للغة العربية الأستاذ (عبد البديع صابر) عرفت بعد ذلك أنه كان في جماعة ) الإخوان المسلمين)، وكان خطيباً ماهراً يقدم للحفلات والإذاعة المدرسية.. وكان يعلمنا الصلاة ويأمرنا بأدائها ويتابعنا على ذلك، فلا يبدأ درسه في كل يوم حتى يستجوبنا واحداً بعد الآخر سائلاً: هل أدّينا صلاة الصبح أم لا؟ ويعاقب بالضرب على الأقدام من يقرّ بأنه لم يؤدّها! وأظنه كان يطبّق حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم):".. واضربوهم عليها لعشر.." باعتبار المعلم المربي مكان وليّ الأمر الأب.. ولا أدري كيف كان يأمن صدق التلاميذ وكيف يستدل على الكاذب منهم! إلا أنني ولحبي للمعلم كنت أطيعه وأصلي الصبح على الأقلّ لأكون صادقا معه كما صدقي في رواية سيرتي ..ولكنها كانت صلاة قسرية لم استطع المواظبة عليها إلى حين ..عدت إليها عن قناعة واستيعاب لا عن قسر وإرهاب !
هذا وأذكر من زملاء التلمذة في هذه المرحلة الزميل محمد يحيى أبو شمالة وقد زاملني منذ الأول الابتدائي حيث كان ابن معسكرنا ,فكنا نغدو معا إلى المدرسة كل صباح ونروح معأً.. وآخر اسمه محمد العبد نوفل ،وكان يحصل على المرتبة الثانية في فصلي ، وقد جاورني في مقعد الدراسة بعد صديقي (مصطفى عياد) الذي رحل إلى رفح منذ الثالث الابتدائي. كما أذكر زميلا اسمه فوزي وادي كان يتلعثم عند القراءة بما يسمى الوأوأة ، فلا يستطيع البدء في قراءة سطر جديد إلا بعد إعادة حرف الواو عدة مرات! أما فوزي عمران فكان شابا يافعا ولذا جعله المعلم عريفا للفصل وقد سجلني مرة كمشاغب من غير ذنب جنيته ،فجعلت أذكّره به فيما بعد كلما رأيته ودار الزمان لأصبح معلما في إحدى المدارس القريبة من سكنه فصار يرسل إليّ السلام ويوصيني بذويه ،ممن أعلمهم وأسألهم عن حاله فيقولون لي : لقد ترك المدرسة منذ زمان بعيد وصار يعمل في بيع المأكولات والمشروبات على عربة صغيرة يدفعها بيديه !
وكان المعلمون يقتادوننا أحيانا إلى حمامات أقامتها الوكالة على طريق البحر وسط المعسكر للاستحمام بها ثم العودة ثانية إلى المدرسة ,ولا أعلم كيف كانوا يسخنّون المياه في ذلك الوقت من عام 1952حتى 1955 ،حيث لم تكن الكهرباء ولا الحمامات الشمسية متوفرة !كما كانوا أحيانا كثيرة يحضرون المرشات ليرشوا بالمسحوق الأبيض رؤوسنا وظهورنا وصدورنا وقاية من القمّل والبراغيث التي انتشرت في معسكرات اللجوء في ذلك الوقت ..وإن كنا نتضايق كثيرا من هذا الرش ونحاول الهرب فلا نستطيع!
وفي إحدى السنوات انتشرت حشرة البق في معسكراتنا انتشارا مذهلا ,حتى كانت الوقاية منه اثناء الصيف بأن يقيم النائم في الفناء حوله سورا صغيرا من الرمل ،فلا تستطيع حشرات البق أن تصعده لثقل أجسادها ،وتبقى بعيدة عن النائم حتى قامت حملة رش بالمبيدات الحشرية من قبل الوكالة شملت جميع بيوت المعسكرات واختفى البق بعد ذلك !
وعرفنا أكشاك الحليب والطعام المجاني الذي كان يوزع بالبطاقات على ضعاف البنية من التلاميذ وكذلك المؤن الذي يشمل الزيت والطحين والسكر والأرز والعدس والفول، ويوزع على جميع أسر اللاجئين كل نصف شهر كما عرفنا السينما المجانية التي كانت تعرض علينا من قبل الوكالة بين الحين والآخر فتنصب على شاشة كبيرة في الساحة الواسعة التي يحتلها الآن مركز رعاية الشباب أو على أحد جدران المدارس العالية التي بنتها الوكالة على شاكلة بيوت المعسكر ولكن بحجم أكبر يتلاءم مع حجم غرفة الصف الواسعة، ويعرض من خلالها الأفلام الترفيهية أحيانا أو التوجيهية الصحية أحيانا أخرى ... وكانت ليلة بهجة كبيرة بالنسبة للأطفال متى سمعوا عن وصول السينما كما أنها ليلة رواج بالنسبة لبائعي اللب والكازوز والسجائر والبسكويت والكعك.. ولم يكن حب الصغار لمشاهدة الفيلم السينمائي الذي غالباً ما لا يستطيعون متابعته أو فهم مغزاه بأكثر من حبهم وفرحهم للالتقاء معا وممارسة ألعابهم الليلية المحببة على ضوء أسرجة البائعين وفوانيسهم !
ــــــــــــــــــ يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف