الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مواقف في رحلة العمر - 37 بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2015-05-24
مواقف في رحلة العمر - 37 بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
مواقف في رحلة العمر - 37
1- من ذكريات الطفولة: التهريب
ياسين عبد الله السعدي
استقر بنا المقام بعد النكبة في قرية عربُّونة الحدودية إلى الشمال الشرقي من جنين. وقد كان بيتنا يقع في الطرف الشمالي للقرية في أرضنا التي أفلتها خط الهدنة من أراضي قريتنا الأم (المزار) المغتصبة والمدمرة. كان المهربون يتجمعون قبل الغروب في أرضنا وعلى البيدر عند الوالد، رحمه الله، ويحضر شاويش الحرس الوطني ليأخذ عشرة قروش على (الراس) يكون أحدهم قام بجمعها ثم ينطلقون إلى الشمال. حفظت من حينها أسماء القرى العربية المفضلة للمهربين الذين كانوا يحملون ما يهربونه على ظهورهم كما يحمل طلاب المدارس حقائبهم. كانوا يحملون السكر والقهوة والشاي والأقمشة المختلفة ومناديل (الأويا)، كما كانت تسمى، والزنانير النسائية المقصبة وغيرها. وكانت أجرة من يحمل (الحملة) ديناراً واحداً، كما أذكر.
كثيراً ما كانوا يصطدمون بالقوات اليهودية فيفرون وقد يقتل بعضهم أثناء هروبه. أذكر اسما كان يتردد على ألسنة المهربين اشتهر بمطاردة المهربين اسمه سعد ورور، وهو بدوي بيد واحدة لكنه كان مشهوراً يتردد اسمه على كل لسان في ذلك الوقت، وأذكر اسم أحد الذين قتلوا في ذلك الوقت واسمه سعد البدوي.
أتذكر طرفة كنا نتندر بها وهي أن أحد المهربين من القرية دق على شباك أحد السكان العرب في قرية الناعورة في الجليل المحتل وعندما استفسر صاحب البيت عن الطارق أجابه: أنا (فلان) المهرب. وعاش ومات وهو يحمل لقب (فلان) المهرب، رحمه الله ولا أعاد الله تلك الأيام، وإن كنا نعيشها بصورة مغايرة في صورة الذين يدخلون إلى إسرائيل بدون تصاريح.
2 - مداعبة ثقيلة
كان الرجل متقدما بالسن يعيش من بيع الحلويات المصنوعة على هيئة العصافير والطيور والألعاب من طيارات ودبابات وسيارات وحبات التفاح الذي يقال له التفاح السكري مطلية بمزيج الحلويات الملونة في فصل الشتاء مع ترديد الأغاني للصغار لكي يقبلوا عليه وهو يقول لهم: طيّر عصفورك يا ولد. دبابات طيارات مع مجسمات دبابات وطيارات وعصافير. وفي الصيف كان المرحوم يحمل صندوق الأسكمو ويحضر إلى المدارس في القرى. كنت معلماً سنة 1965م في قرية كبيرة وحضر أبو (فلان)، رحمه الله، مع بداية فترة استراحة التنفس ودخل إلى ساحة المدرسة في يوم قائظ وهو ينادي كعادته.
أراد المدير أن يداعبه فأمره بالخروج من الساحة، وقال للطلاب ممنوع الخروج بحجة المحافظة على نظافة الساحة. كان الرجل قد وصل للتو بعد مشوار مرهق سيراً على الأقدام أكثر من عشرة كيلو مترات، فجلس على الصندوق وهو يقول بصوت متهدج من مشقة المشوار ومعاتبا بحرقة: هل تريد أن تقطع رزقي يا أستاذ؟ والله حرام عليك، وأخذ يبكي كبكاء الأطفال فما كان منا جميعا إلا أن تقدمنا إليه نطيِّب خاطره ونقبل لحيته ونقول له: هذه مزحة يا أبو (فلان) ونادى المدير على الطلاب وقال لهم عمكم أبو (فلان) متعب من المشوار لا تتركوه يرجع ومعه حبة أسكيمو، وفتح الصندوق وتناول حبة منه وأخذ الزملاء مثله كذلك وصرنا نأكل أمامهم فتشجع الطلاب عندما شاهدونا نأكل الأسكمو مثلهم وبدأ المدير هو الذي يبيع للطلاب ويناوله النقود إلى أن لم يبق شيء وأبو (فلان) جالس على كرسي أحضره له الآذن يتفرج ويدعو لنا بالخير. ورحم الله ذلك الزمان بالرغم من شظف الحياة وقسوة الظروف.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف