الأخبار
محمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداً
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسئلة الرمادي وتدمر وما بعدهما؟ بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2015-05-24
أسئلة الرمادي وتدمر وما بعدهما؟ بقلم:عريب الرنتاوي
سؤالان مثيران ترددا في أعقاب السقوط الدرامي لمدينتين استراتيجيتين في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية": الأول ويتعلق بعاصمة الأنبار وما إذا كان "سيناريو سقوط الموصول" قد أعيد انتاجه في الرمادي؟ ... والثاني، ويتعلق بعاصمة الصحراء والبادية الكبرى، وما إذا كانت تدمر قد سلمت إلى "داعش" من دون مقاومة تذكر، لأهداف وغايات وأغراض في "نفس يعقوب"؟ ... كلا السؤالين يستبطن ضمناً الكثير من عناصر الشك والتشكيك، ويؤكد أن ثمة "قطبة مخفية"، سياسية بامتياز، وراء انتصارات "داعش" المدوية، التي لا يمكن تفسيرها فقط، بقوة التنظيم وشدة بأسه ورباطة جأش مقاتليه.

 إن صحت الرواية حول "سيناريو الموصل" في الرمادي، فمعنى ذلك أن في الأمر "مؤامرة" من عيار ثقيل، بصرف النظر عن هوية ونوايا ودوافع "المتآمرين"، الذين تشجعوا على مقارفة فعلتهم النكراء، بفعل إفلات من سبقهم من "المتآمرين" في الموصول من العقاب والحساب والمساءلة ... البعض يقول، أن المتآمرين في "تسليم" الرمادي لـ "داعش"، هم من أنصار طهران وحشدها الشعبي، وأن فعلوا ذلك بهدف تبرير دخولهم المحافظة وتسويغ انخراطهم في الحرب لاسترجاع المدينة وانتزاع اعتراف سنّي – إقليمي – دولي بدوره، وهذا ما تحقق لهم بعد إقرار واشنطن بدور "الحشد" وقبولها به، فضلاً عن مناشدات عشائرية وسياسية سنيّة تذهب في هذا الاتجاه ... البعض الثاني، يقول أنه ضباط ومسؤولين كانوا مسؤولين عن قيادة المدينة ودفاعاتها، فضلوا حكم "داعش" على حكم الائتلاف الشيعي القائم في بغداد، وأنهم فعلوا ما فعلوه انتقاماً من التهميش والتهشيم والإلغاء ... في كلتا الحالتين، نحن أمام "مؤامرة" من الداخل، يدفع ثمنها العراق والعراقيون، وبالذات أهالي الأنبار والرمادي بخاصة.

وإن صحت رواية "تسليم" تدمر للتنظيم من دون مقاومة جدية تذكر، فإن التفسير ينفتح على احتمالين: الأول، ويقول أنصاره، بأن النظام وحلفاؤه قد انصرفوا فعلاً إلى "الخطة ب" التي تستهدف إحكام سيطرتهم على شريط من سوريا بعد أن عجزوا عن الاحتفاظ بعموم البلاد، وهذا الشريط الذي لا يزيد عن ثلث مساحة سوريا، تتركز فيه مدنها الرئيسة وكثافتها السكانية، وهو ممتد من العاصمة إلى الساحل مروراً بحمص وحماة والقلمون على امتداد الحدود مع لبنان، ويستشهد أنصار هذا التفسير بتركز المعارك في هذا المناطق، وسعي النظام الحثيث على "تطهيرها" من خصومه وتحصينها في مواجهتهم.

أما الاحتمال الثاني، فيقول أنصاره، أن لمدينة تدمر أهمية استراتيجية كونها عقدة مواصلات وبوابة للبادية العراقية وصولاً إلى الرمادي و"مثلث الرطبة" والحدود مع كل من السعودية والأردن، وأن النظام بتسليمه المدينة إلى "داعش"، أراد أن يعيد الاعتبار لـ "أولوية" محاربة التنظيم" الذي تعاظمت خطورته بعد "اختراقات" الأيام الأخيرة، لإبعاد شبح الدعوات التي تكاثرت مؤخراً لإسقاطه وإخراج الأسد من مستقبل سوريا ... مثل هذه التحليلات بدأت تتسرب حتى إلى وسائل الإعلام المؤيدة للمحور الإيراني – السوري، ولم تعد حكراً على الخصوم.

أياً تكن الأسباب والدوافع، الظروف والملابسات التي أحاطت بسقوط المدينتين، فإن تغييراً كبيراً قد طرأ على معادلات الحرب مع التنظيم وعليه ... يلقي بأعباء ثقيلة على "نظرية الأمن الوطني الأردني"، لا خيار للأردن للتعامل معها، سوى بإبداء أقصى درجات الجاهزية والاستعداد لكل الاحتمالات، طالما أنه قرر أن "داعش" هي الخطر والتهديد الذي يتصدر سلم أولوياته، وطالما أنه الأكثر انخراطاً في الحرب على الإرهاب، قياساً بجميع الدول العربية الأعضاء في التحالف الدولي، أو ما تبقى منه حتى الآن.

 صحيح أن الأردن لا يتصدر "لائحة أولويات داعش"، وأن التنظيم سيظل حتى إشعار آخر، مشغولاً في حروبه المفتوحة مع "الروافض" و"النصيريين" في سوريا والعراق، لكن من قال إن التنظيم سيتخلى طواعية عن ورقة تهديد أمن الأردن، واستتباعاً السعودية، أو سيؤْثر عدم القيام بهذا الدور أو حتى التلويح به ... من يأنس لحسابات التنظيم عليه أن يراجع حساباته هو بالذات، وقبل فوات الأوان.

في العراق، وبرغم "الانتكاسة" التي وصفها أوباما بـ "التكتيكية" ثمة قناعة عامة، بأن لا مستقبل للتنظيم في بلاد الرافدين ... وثمة تفاؤل عكسته تصريحات الملك الأخيرة، بقرب فتح طريق عمان – بغداد (الصيف القادم) ... أما في سوريا، فالرهان قائم على حالة "الهدوء النسبي" التي تعيشها المحافظات الجنوبية، والتي تستحق كما قال الملك، أن يجري التفكير بجعلها مناطق مناسبة للحياة الطبيعية، وهو التعبير الذي قد يفهم منه، عودة التفكير جدياً بخيار "المنطقة الآمنة" برغم ما يحيط به ويترتب عليه من تعقيدات وإشكاليات.

والحقيقة أن مثل هذه التقديرات، تدفع على "الاطمئنان النسبي"، لكنها مع ذلك، ستظل تصطدم بعقلية الأطراف المحتربة على البلدين الجارين ... من قبل كنا نخشى من "خطاء التقدير" فيما تعلق بوجهة "داعش" وتوجهاتها المقبلة، على اعتبار أن للتنظيم "منطقه الخاص" في حساب الأولويات والضرورات، قد لا يكون منسجماً تماماً مع مناهج كليات الحرب والعلوم العسكرية الحديثة، اليوم بتنا نخشى "لا عقلانية" خصوم التنظيم، الذين ثبت بأن بعضهم على استعداد لاستجرار "داعش" إلى مواقع ومناطق لم تكن لتخطر بالحسبان، إما بهدف تصفية الحسابات أو لتحقيق مكاسب أنانية ضيقة، أو لحسابات تنهض في الأساس على نظرية "من بعدي الطوفان".

هل يمكن للذين سلموا الرمادي لـ "داعش" أن يعملوا على تسهيل سيطرة التنظيم على عموم المحافظات الغربية، للخلاص من مكون مزعج وشريك إشكالي؟ ... هل يمكن لمن سلم تدمر لـ "داعش"، أن يعمل على استدعائها أو تسهيل وصولها إلى السويداء ودرعا في الأطراف الجنوبية، طالما أن همه الأول والأخير قد بات محصوراً في "جغرافيا الخط ب"؟ ... هل يمكن أن نتخيل سيناريو استدعاء داعش على مقربة من الحدود السعودية والأردنية، لنقل كرة النار من الملعبين السوري والعراقي، إلى هذين الملعبين الجديدين؟ ... أسئلة وتساؤلات، تستكمل علامات الاستفهام والتعجب التي رافقت وأعقبت سقوط الرمادي وتدمر، والباب مفتوح على المزيد منها في قادمات الأيام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف