الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اختفاء الإسلام وظهور احزابه بقلم:د.مؤيد كمال حطاب

تاريخ النشر : 2015-05-24
اختفاء الإسلام وظهور احزابه بقلم:د.مؤيد كمال حطاب
اختفاء الإسلام وظهور احزابه

 الدكتور. مؤيد كمال حطاب -استاذ القانون في جامعة بورتسموث البريطانية


الدين، في اعتقاد أَتْباع الديانات عموما وأهل الكتاب خاصه، منقسم الى دين ظاهر ودين باطن، او ما يعرف عند البعض بدين العامة ودين الخاصة. فالأول جاء لعموم الناس وهو ظاهر لهم ومعروف عندهم، اما دين الخاصة فهو لطبقة مصطفاة من رجال الدين أَخَصهم الله بالعلم دون غيرهم، وعَرّفَهم وحدهم تأويل الأحاديث، ومنحهم -حصرا-حق النطق باسمه، وتفسير مراد أمره. فلا يمكن لأحد من العوام ان يمتلك ما أُوتي أهل الخاصة، او ان يفكر او يناقش في الدين وأموره الباطنة، الا إذا فتح الله له من أبواب الرحمة ما أمكنه من الانتماء الى تلك الطبقة الخاصة أو ذاك الحزب الملهم، ودخول معبدها السري، وإخراج اسراره المدفونة.  ولا يتم الانتماء الى تلك الطبقة من خلال دراساتك الفردية والمنفردة، او كثرة قرآتك، او قوة منطق فهمك ورجاحة عقلك، او حُجيّة استدلالك، او حتى حصولك على اعلى الشهادات المعتمدة. بل الانتماء لتلك الطبقة لا يتم الا من خلال طقوس خاصه ومراسم حصريه تبدأ من خلال الجلوس عند اقدام أحبارهم ورهبانهم او شيوخهم ومرشديهم، والانضباط في حضرتهم، والإنصات لدروسهم، وحفظ كل اقوالهم وأفعالهم، ثم صب الماء لطهارتهم، والانكفاء على تقبيل ايديهم وارجليهم، الى ان يعطفوا عليك بنظرتهم، ويقدموا لك يد البيعة، ثم يمنحوك صكوك الدخول في جماعتهم، ويَشهدوا لك بالعلم والانتماء، ويُقِروا لك بالولاء والبراء. فتمشي منتصب القامه، مرفوع الاكتاف، تغطي بعباءتك جميل جلبابك، ثم تلفها بين يديك لتصرخ، داخل نفسك، معلنا انضمامك لطبقة رجال الدين او انتمائك لجماعة المصطفين، مبهورا بما رأيت من جمال المعبد وما أوتيت من أسراره، وما تحفظ من أقوال رجاله. ثم تنكس رأسك امام جمهورك مدعيا التواضع لتغرد بصوت أشبه للسكون أنك مجرد طالب عالم او أنك في طريق الحزب مستمر. فيثور الجمع من حولك صارخين بصوت واحد أشبه لنذير حرب اعلنت للتوّ رحاها؛ "لا، لا تقل هذا يا أبانا، لا تقل هذا يا شيخنا... بل انت عالمنا، ونحن طلاب علمك... انت قائدنا ونحن اتباع حزبك... فتَعَطّف علينا ببعض افكارك، وامنحنا شيئا من اسرارك". عندها تخفي ابتسامتك في سرك لتقول لرهطك ''بارك الرب فيكم...، غفر الله ذنوبكم". لكن احذر بعد هذا كله ان تستقل بعقلك، او تخالف من سبقك من الرهبان، ومن منحك صكوك الاصطفاء مع الكهان، ثم أرشدك الى مفاتيح الجنان، وابعدك عن حزب الشيطان، وادخلك في جماعة 'الحل' وحزب الإيمان.  ثم احذر ان تترك هواك يوهمك أنك تستطيع ان تُحكّم رأيك فتاتي بما لم يقله أحدهم قبلك، او تأتي بشيء لم تحفظه منهم، او تخالف ما اجتمع عليه اغلبهم، او أن تزل بعقلك فتقول ما ينتقص من بعض تفكيرهم. واحذر كل الحذر ان تخطئ من سبقك، او ترمز بما يدل على هذا ضمنا، فتكون كمن يدس السم في العسل ثم يأكله، او يرى لحما مسموما فيمضغه. وتذكر أنك ناقص بينما هم أصحاء، وانت واهم لكنهم عقلاء.

هكذا كانت الكنيسة تُفهم روادها، وهكذا تعامل رهبانهم مع تلاميذها، وهكذا كان الدين يُصَوَر لعموم اتباعه. فأنكر عليهم المسلمون هذا في الماضي لكن اليوم تستحسنه مشايخهم وعلمائهم، وتستنسخه احزابهم الإسلامية وطوائفهم الدينية.  فتقدم المسلمون الى الخلف تقدما عكسيا مع ازدياد عمر أمتهم، وتبنوا لأنفسهم ما انتقدوه على غيرهم. وكلما تقدم الزمن في عمر الامم نحو تحرير الفرد واحترام عقله، كلما ازداد المسلمون تراجعا الى التاريخ وابتعادا عن روح دينهم ورقي عقولهم، وقربه من سلوك الكهان والرهبان، وتتبعا لسننهم، فصدق فينا قول رسول الله "لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه". والسؤال هنا، لماذا هذا الحصر والاقصاء من بعض -او اغلب علماء ومشايخ المسلمين -الا لمن كان في غيابات طبقتهم؟ ولماذا اخذنا رهبانيتهم وتمسكنا بسنن القوم بينما تغيروا هم نحو الفردية واحترام البحث والعقل، ففتحت أبواب المعبد، وأخرجت علومه السرية، وأثرت النقاش في كل الفروع والاصول دون حَجر او إقصاء؟

هناك فئة من المسلمين ما زالوا يعتقدون ان حصر النقاش او الاستدلال او التفكير داخل طبقتهم الخاصة، وداخل أبوابهم المغلقة، يحمي الدين من أيدي العابثين أو غير العارفين والمختصين. وهناك فئة أخرى تسعى للتمكين فتعمد الى حصر الدين في كنفقات حزبهم ومن ثم اقناع الاخرين انهم فقط القائمون على إعادة الدين، وان طريقهم هو وحده الحق المبين، وأنهم على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين، وأنهم لا يبغون الا وجه رب العالمين.

ورغم ان كلا من الفئتين للأخرى منكره، وعن طريقها مستنفره، وبدعوتها غير مستبشرة، الا انهما في النهاية يلتقيان في مصب الحصرية والاقصاء، ويعتمدوا اغلاق أبواب العلم والمعرفة والاستقراء، الا ما وافق او اتفق مع ما هم عليه دون غيرهم، وبما حفظوا من كتب موروثه لأفكار وإبداعات من سبقهم. فهم يحفظوه كما فهمه من سبقهم، ثم يصدروه للامه ملعبا وجاهزا للاستعمال، دون السماح لا لأنفسهم ولا لغيرهم في التعمق الفكري او الاعتراض العلمي او الزيادة او النقصان. 

فالدين عندهم نزل لكل الأفراد بمقاس واحد، ودمغه جاهزة، مفصل وملائم لكل أفراد الامه دون اي تمييز او استثناء. وبما ان لكل علم مختصوه، فهم مختصون بالدين ظاهره وباطنه، وما على الناس الا 'بلع' ما أعدوه لهم دون اعتراض او تفكير، لأنهم اهل الخاصة والنَّاس اهل العامة، وهم فقط من يفهم الدين وغيرهم لا يصلح لهذا. وهم مع زعمهم بوجوب التخصص الا انهم بهذا الزعم غير ملزمون، فتجدهم لا يأنفون من الغوص في كل العلوم الأخرى، ويفتونك بالطب، ودوران الأرض، وعلم الأحياء والسياسة والجيولوجيا وكل أمور الدنيا والأخرة. لان التخصص يفرض على غيرهم ولا يقبلوه لأنفسهم، فهم ينطقون باسم السماء لكن غيرهم ينطق باسم الدنيا، وشتان بينهما!

لكن الذي خفي على هؤلاء ان الدين 'فردي' في الأصل (اي انه نزل لكل فرد على حده، بما يتفق مع قدرة الفرد الواحد ومقدراته). وهو بهذا على عكس العلوم الإنسانية الاخرى التي هي 'جمعي' في الأصل (اي مبنيه على خبرات الجمع من الأفراد، وجموع اختباراتهم وابحاثهم المتراكمة عبر الزمان والمكان) دون اهتمام بخصوصية كل فرد على حده. وبهذا لا يمكن قياس التخصص في العلوم الإنسانية على الدين، او حتمية اتباع فكر الأحزاب السياسية الدينية او كل ما قاله طبقه رجال الدين دون اعمال الرأي واقتناع العقل. فالدين يطالب الفرد (كل فرد) بالأيمان به واتباع تعاليمه، اما العلوم الاخرى فلا تبنى على الإيمان الاعتقادي للفرد بل على التجربة والتحليل دون الحاجة لإيمان الفرد الواحد (كلا على حده) بمقرراتها ونتائجها.

 و'الفردية' المشار اليها آنفا تختلف مقاييسها والاهتمام بها بين الأديان السماوية مغير السماوية المختلفة. فكل دين تعامل بشكل مختلف مع صفة الفردية فيه، وهي بهذا أهم صفه مميزه بين دين وآخر، كما انها مقياس دقيق لصحة الدين وحقيقة مدى صلته بالخالق. فكلما زادت 'الفردية' في دين ما، كلما كان هذا الدين أقرب لكونه من عند الله، وبالتالي يزداد المرء يقينا في صحة تعاليمه وصدق منبعه. 

فالدين الرباني لا ينظر فقط الى 'الجمع' او يقتصر منظوره للفرد من خلال مرآة 'الجمع' بل يتعاطى بشكل فردي مع كل فرد من الأفراد بما يتلاءم وفكره وعقله وقوته وبنيته، ثم مراعيا عجزه وضعفه وفقره، الخ.

ومن هنا يتضح ان الدين الأقرب لكونه منزلا من عند الله هو ذلك الدين الذي لا يقتصر فهمه او ينحصر استيعابه على العباقرة او الفطاحل من 'الجَمْع' او على تصور حزب وقيادة جماعه. بل على ابسط الناس فهما وعقلا واستيعابا، ومع هذا كله فانه يحمل في طياته ويحتوي بين اكنافه ما يشبع غريزة الفلاسفة في الفكر والتأمل غير المنقطع من جهة، وما يثري عواطف العوام في الامل والرجاء مع كل يوم يأذن الله بإشراقه، من جهة اخرى. فكونه جاء من عند خالق البشر فهو دين يفهمه الاعرابي الملازم خيمته في بطن الصحراء كما ينبهر به الفيلسوف المفكر في قلب المدينة.

 هذا ما ميز كتاب الله، وأعجز به الناس من ان يأتوا بمثله، وهو وصف من الممكن ان يستأنس من الحديث الصحيح، بل الأحاديث الصحيحة الكثر، المتعلقة بإجابات النبي عليه الصلاة والسلام لسائله انه سيدخل الجنة ان صدق. وهذه الأحاديث ترمز للفردية في الدين بما يتناسب مع الحال، وواقع السائل، وسهولة الدين وتبسيط تعاليمه. من هذه الأحاديث على سبيل المثال ما ورد في الصحيحين "عن أبي هريرة أن أعرابيا قال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا".

فهنا لم يرد في اجابة السؤال من التعقيدات والفلسفات الموروثة في كتب العقيدة، كالولاء والبراء والصفات والأسماء والوجود والأزلي الخ، ما يحير السائل ويدخله في طلاسم الجدل غير المفهوم، وغير المفيد، كما انه لم يربط الايمان بانتماءات سياسية او موروثات طائفيه. ومن الطبيعي ان لا يفهم ان المراد من هذه الأحاديث ألا يعمل المرء بشيء من شرائع الإسلام وواجباته غير ذلك، او انها تتساهل في اجتناب المحرمات، لكن البلاغة في اجابة رسول الله للسائل تكمن من حيث 'الفردية' في نوعية الإجابة، والتبسيط في ايصال رسالة الدين وارساء الأعمال التي يدخل بها عاملها الجنة. 

 لكن قومنا مع طول بعدهم عن زمن رسول الله، ارادوا لأنفسهم بعض الميزة، ولحزبهم شيء من التقديس، فاختصوا لأنفسهم درجه، ولتيارهم امامه، فأنشأوا للدين طبقه رجال، وجعلوا للإسلام حزب ووسيلة اتصال.  ثم قاموا بتخصيص الدين على رجالهم، واوهمونا ان الدين لا يقام الا من خلال احزابهم وجماعاتهم، ولا يتم فهمه الا من خلال طبقة رجالهم ولا يمكن تطبيقه الا عبر تياراتهم. وزينوا لهذا بادعاء حماية الدين، والخوف عليه من المنفلتين، والحفظ له من تلوث الغافلين والحاجة لعودته بعد ضياعه عبر السنيين.

والواقع ان الدين لا يحميه طبقة من الرجال بل خالق الرجال، ولا يملك فهمه حزب او تيار، ولا يملك إقامته جماعة ولا يقيمه فرد دون غيره، سواء سمى نفسه مرشد، او خليفه، او حتى قائم بأمره. فالدين المنزل من عند الله، المحفوظ بأمره، لا يخشى عليه من طرح فكر او أفكار مهما كانت فذة او شاذه، وسواء كانت لها أصل او بلا أصل. لان صلابة وعمق وقوة الدين، والفكر الإنساني عموما، متعلق تعلقا طرديا في نوع المسائل التي يطرحها الفرد، ومدى أهميتها لظرفه، ومدى اتصالها بواقعه، الإنساني، وعمق اتصالها بالكون من حوله، وقوة انعكاسها لمقتضيات العصر، وقدرة إجابتها لضروراته.

وبالتالي أهمية المفكر تكمن في أهمية المسائل التي يطرحها دون النظر فيما إذا كان رايه موافق او متفق مع غيره، او لازم الصواب او خرج عنه. لان طرح الفكرة بأسلوب علمي وبادله موضوعيه (سواء اتفقنا مع النتائج او اختلفنا معها) يفتح لدينا آفاق جديده للنظر والتحليل والاستنباط. وهذا بطبعه يثري البحث العلمي ويلزمنا، بل يجبرنا بالرد الموافق او المخالف للطرح الجديد بأسلوب علمي وموضوعي ايضا. فتتشكل لدى الامم نهضه فكريه في فهم الدين ونصوصه، وصلتها بالإنسان والكون والعصر الذي يعيشه، او على اقل تقدير قد تشكل مدخلا لباب او مفتاحا لفكره جديده نستنبطها او نستلهمها من ذلك الطرح.

 لكن ما دأب عليه القوم من التشكيك في شخص ونوايا الفرد او فكرته، او القدح في عقله وايمانه، او الهجوم على شخصه وعلمه، لأنه جاء بما لم يقل بمثل ما قال من سبقوه، او لأنه تخرج من عباءه خارج عباءة رجال الدين، او ابتعد فكره عن أحزابها، يغلق باب العقل والابداع ويجعلنا فقط مجرد ببغاء مقلد، لا مفكر. فمنع طرح الأفكار لا يلغي وجودها، ولَو أُختصر الفقه والابداع الفكري على رجال الدين وحدهم، لما كان لتاجر مثل ابي حنيفة ان يمد رجله، ولما كان لطبيب كالرازي وابن سينا ان يكون عالما في الدين! فلولا انفتاح المسلمون الأوائل على الثقافات والآراء الاخرى الكثيرة والمختلفة لما وصلوا-او وصلنا منهم-ذلك ألكم الغزير من المعرفة والابداع في مختلف المجالات.

في النهاية، لا بد ان نسأل أنفسنا، هل يمكن ان تتوسع مدارك فهمنا لله والدين والإسلام والحياة دون وجود من ينتقدها او من يحاول ان يفندها او حتى يسخر مما نحمله من تصور لها! 

فالفكر المضاد لفكرك يجبرك على اعادة اختبار افكارك ويفرض عليك الدخول في ابعاد أخرى، أوسع بحثا وأكثر عمقا، لمسلماتك ومعتقداتك مما يجعلك أكثر تطورا وتقدما وصلابة.

للتواصل: [email protected] :@
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف