الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

توازنات السلطة.. أدت الى "دعشنة" أكادير بقلم:جواد الحامدي

تاريخ النشر : 2015-05-24
توازنات السلطة.. أدت الى "دعشنة" أكادير بقلم:جواد الحامدي
توازنات السلطة.. أدت الى "دعشنة" أكادير

جواد الحامدي

تعيش بعض الأحياء منذ أيام في مدينة أكادير حالة اللأمن، حيث الشغب و مظاهر الرعب و المطاردات الهوليودية، و الشجار بالسيوف في الشوارع العامة، إضافة الى شباب يتحدون الأجهزة الأمنية ما يجعلنا نطرح عدة أسئلة نفصلها في الأتي.

قبل أيام، خرجت من مقهى بحي "السلام"، و كنت أظن أني في أرض المغرب، لذلك ركزت على هاتفي المحمول و انا أتمشى، لكن سرعان ما تبين أني في أرض الدواعش، السيوف و الزبارات أرغمت أصحاب المقاهي و "الكوافورات" لوقف النشاط، الكل بدأ يغلق متجره بسرعة و بخوف هستيري، إعتقدت في الأول أن قوات الأمن في مواجهات بين عصابة أو ما شبه ذلك، لكن تبين أن المسمون بـ"القواعدة" في مواجهات بينهم، في غياب تام للأمن.

يبدوا "السلام"، و كأن "تنظيم الدولة الإسلامية" قد مر هناك، إشارات المرور نائمة على الأرض، الشوارع مزفة بـ"زجاج السيارات" حيث مجموعات من المراهقين في سن 15 و 16 يرشقون بالحجارة كل سيارة مرت بالشارع العام.

المشكل، مشكلان إثنان، الأول يتعلق بالطلبة الذين يتمتعون بحرية تامة في "شرملة" بعضهم البعض، تحت راية ما يسمونه بـ"العنف الثوري"، أو محاربة القوى الشوفينية و الرجعية، و ما الى ذلك من حجج غير مقبولة للعنف، و يكمن المشكل في هذه الحالة في السلطة، التي تسهر على أن تتم العمليات بسلام، أي أن يتدعشش المدعششون، و يتشرمل المتشرملون، دون أن يمس عنفهم غيرهم من مصالح الدولة المهمة، وما دون ذلك فلا تهتم للعنف الوحشي الذي يصل في أغلب الأحيان الى الشلل و بتر الأعضاء، فتعامل السلطة مع الطلبة لا يسعى الى معالجة العنف، بل الى تشتيتهم، أي أن تعامل "المخزن" هنا، يكون بمنطق "التحرميات" التي ستكون نتائجها وخيمة.

و يحضى الطلبة الصحراوىين في هذا الملف بحصانة أمنية تجعلهم يسبون من الملك محمد السادس الى المواطن البسيط الذي يشتغل كمراقب للسيارات بالليل قرب الحي الجامعي، و عندما مرت دورية أمنية و نزل منها أربعة رجال أمن من أجل إعتقالهم، قاموا برشق رجال الأمن بالحجارة، فهرب الرجال بسيارتهم (صطافيت) و لم يعودوا !.

و عندما يتحد الطلبة بينهم، و يطالبون بتحسين وضعيتهم و يطالبون بالمنحة أو بالزيادة منها، أو من اجل مطالب مشروعة تتعلق بكرامة الطالب، في هذه الحالة السلطة بدورها تتحد و تنسق بمختلف تلاوينتها، إستعدادا لأجهاضهم و رفض مطالبهم بـ"الزروطات" و "التصرفيق" و الركل و السب، و لا يهرب رجال الأمن حتى يتشتت الجميع و ترسل ما تبقى الى مستشفى الحسن الثاني.

أما المشكل الثاني المساهم في إثارة العنف بـسوس، يتعلق أساسا بشغب الملاعب، و خصوصية أكادير أن هذا الشغب لا يقتصر فقط في الملعب، بل يمتد كيلوميترات خارج الملعب، ليصبح بذلك، شغب المدن، تدبير الأمن لهذا الملف لا يختلف عن الأول، فماذا يعني أن مراهقين يتسببون في رشق السيارات و الحافلات و المرة بالحجارة، و يكسرون إشارات المرور و كراسي المقاهي، و متاجر الناس، فوضى عارمة أو ما يسمى بـ"السيبة" .. ماذا يعني أن يحدث هذا كل مرة و كل مناسبة إحتفالية أو رياضية ؟ .. ماذا يعني أن تتماهى قوات الأمن مع جمهور معين و هو متاجه الى الطلبة الصحراويين رافع شعار "صحراوي غدي يموت .. صحراوي غدي يموت"، لابد أن السلطة تستمتع بهذا الشعار، لأن مجموعة من المراهقيين سيصفون حساب "تقرير المصير" و "البوليساريو" في حياد الدولة.

ستحدث مصائب، و عصيانا مدنيا، و حروب أهلية إذا لم تغير السلطة سلوكياتها و طرقها الخبيثة، لأن الحياد السلبي مؤقت و لا يدوم، و سيأتي يوما تفهم فيه الجماعات، "تحرميات" السلطة، المطبعة مع العنف. و ندق نقوس الخطر في مدينة أكادير، عكس مراكش مثلا التي لا يحرك "شمكار" ساكنا، لأن اللوبي العالمي و السياحة و المحيط الملكي المستقر هناك... كلها أسباب جعلت "الداخلية" تهيب لمراكش بالأمن الحقيقي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف