الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟ بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2015-05-24
هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟

عماد صلاح الدين

يتحسر الناس على ما يجري على أوضاعهم عموما في المنطقة العربية، سواء في مصر أو سوريا أو اليمن وغيرها من البلدان، حيث تجري هناك حروب أهلية ودموية، وتتشكل خريطة الصراع من موزاييك رهيب من جماعات النظم الرسمية وحلفائها، والجماعات الإسلامية بمتشدديها ومعتدليها، وغيرهم من التلوينات السياسية والحزبية والميليشوية والمذهبية المختلفة والمتنوعة والمتداخلة، ضمن سياقية الاختلاف والتباين الطبقي والاجتماعي المادي، ودرجة الوعي والنظرة العميقة أو عكسها إلى مسألة الدين أو السياسة والوطنية والهوية وغيرها.

لكنه أي ذلك الموزاييك المتباين الأشكال والمضامين، يقع على العموم ضمن مشهد التخلف العام الذي يعاني منه سكان المنطقة العربية من محيطها إلى الخليج، مع اخذ الاعتبار لكل محاولات النهوض التي جرت وتجري في بعض البلدان أو القطاعات هنا وهناك.

إن المنطقة العربية تعاني وبشكل سحيق ومزمن من المرض والجهل والفقر، وما يترتب على ذلك من تحكم نظم طاغية ومستبدة بمصير ملايين الناس في كل قطر عربي، وما أدى ذلك إلى استغلال الدين من تلك النظم لخدمة أغراضها الذاتية، مع أنها تنادي باستمرار إلى فصل الدين عن الدولة نظريا، وما أدى ذلك وضمن ظروف الكبت والاستبداد إلى قيام جماعات سياسية ذات صبغة إسلامية، حال الكبت وجو الاستبداد دون فهم أكثر توازنا للدين وحقيقته ومنظومته الأخلاقية. هذا بالإضافة إلى التشوه الحاصل عن قصد من قبل النظام الرسمي في التعامل مع الدين أو عن غير قصد بالنسبة للجماعات الأخرى، وما يترتب عليه من تواصل تداخلي بحكم البيئة الاجتماعية الواحدة، ومن ثم ما ينتج عن ذلك من أعراف وتقاليد دينية مشوه تتخذ كمرجعية للتأطير والعمل.

هذا الجو السقيم من الأمراض الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية وحتى فيما يخص الدين، أدى إلى الانفجار الشعبي أخيرا في ثورات الربيع العربي في أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، ثم ما نتج عن ذلك من مواجهة هذه الثورات بثورات مضادة، هذه الأخيرة أيضا هي جزء من المجتمعات العربية، وتشكل نسبة كبيرة.

وما بين ثورات شعبية وثورات مضادة حدث الاحتراب الأهلي في البلدان العربي، وتدخل في هذا الاحتراب حلفاء وجماعات تتداخل مع أحلاف وجماعات أخرى بطريقة غريبة داعمة موقفا في بلد ما ومناقضة نفسها في الآن ذاته بخصوص موقف آخر، مع أن الجوهر واحد؛ إما هي ثورات أو ثورات مضادة كما هي الحالة العربية الراهنة.

ويبدو انه من الاستقراء التاريخي للأحداث والوقائع وسيرورتها، فان سيناريو الاصطراعات الدموية الأهلية والتحالفات الغربية التي تجري بخصوصها ما قبل الثورات وما بعدها، وسيرورة الصراعات فيها التي قد تأخذ أشواطا زمنية طويلة جدا، كما هي حال سوابق الثورات الفرنسية والروسية والبريطانية وحتى الأمريكية، حتى تستقر أوضاع الناس ومجتمعاتهم بتحقق قدرتهم على استحصال حقوقهم الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية نسبيا. لكأن الصراعات الدموية هذه مرحلة لا بد منها لإعادة التوازن والثقة بل والاقتناع للجماعات الإنسانية بعد طول عناء واستبداد وثورة وصراعات، ليقدم الجميع في النهاية تنازلات مطلوبة لتأسيس عقد اجتماعي ناظم لعلاقة دولة بمواطنيها على أسس من الحرية والكرامة والعدل والمساواة.

فهل هذه الصراعات حتمية لا مفر منها قبل تحقق التغيير المنشود وان طال؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف