كتبت فاطمة الزهراء فلا
وبوصلة الأبنودي كانت تشير إلى البسطاء من العامة، ووجد الرجل نفسه في الشعر العامي، وبدأ في نسج قصائد تبحث عن هموم المصريين وآلامهم، فبات شعره العامي متنفسا لملايين المقهورين والفقراء والمسحوقين، بل إنه ساهم في صقل شخصية المصري الثائر الرافض للظلم والاستبداد
وأيا كانت انتماءاته السياسية يبقي واحدا من أهم شعراء العامية في الوطن العربي, ولم يكن في مقدور اتحاد كتاب الدقهلية إلا أن ينظم ندوة شعرية بالاشتراك مع نادي أدب ميت غمر في ندوة أدارها الأديب المحنك الشاعر الكبير مجدي نجم وأمسية تليق بحجم الشعراء والأدباء الذين شاركوا من المنصورة ومنهم سمير بسيوني والسعيد نجم ومصباح المهدي ود.محمد خيري الامام وطارق مايز ومحمد عطوة , وعبد الخالق السيد , ومني الضويني والشاعرة فاطمة الزهراء رئيس فرع الاتحاد بالدقهلية ودمياط , ومن ميت غمر سعد زغلول , وعبد العال عبد الرحيم ومحمد سلام وغيرهم.
غرد الشعراء في ليلة استثنائية كان الشعر فيها هو البطل
وكان اخر ما كتب الخال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر يوم 16 ابريل ”
و”يا مصْر وان خيّروني ما اسكن إلاكي
و لاجْل تتبِّسمي.. يا ما بابات باكي
تسقيني كاس المرار.. و برضُه باهواكي
بلدي ومالي إلا انتي ولو ظلمتيني..”
كما كتب ايضا في نفس اليوم:
“مقبولة منِّك جراح قلبي وْدموع عيني
الجرح يشْفى إذا بإيدك لمستيني..
استدعت قصائد الشعراء في ميت غمر أرواح الشعراء , فكانت كالفراشات التي تلف المكان بنورها , فأبدع كل من كان , وكل من غني , فوصلت كلماته عند القمر , أعطانا مجدي نجم حقنا في الترحاب والتقديم ونسج موالا في سيرة الهلالية , وأرسل لنا رسائل جراحي القط.
إنها شياطين الشعر يا سيدي وأين منها المناص والخروج.؟
أحاطتنا صور العظماء علي الجدران , فكان لابد أن يصيبنا من الحب جانب..وتذكرت الأبنودي ورسائله وأنا فوق سطح الدار في مدينتي الجميلة المطرية وهو يرسل رسائله عبر المذياع الصغير للأم فاطمة قنديل وقد كانت بمثابة الأم الكبيرة مصر..
مر الوقت سريعا ولم اتنبه إلا حين انتصف ليل الدقهلية بشعرائها الذين صدحوا وغردوا وأرسلوا السلام للخال عبد الرحمن في قبره .