الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بلاغ إلى من يهمه الأمر بقلم:يسرا محمد سلامة

تاريخ النشر : 2015-05-23
بلاغ إلى من يهمه الأمر  بقلم:يسرا محمد سلامة
بلاغ إلى من يهمه الأمر

 

    "اطلبوا العلم ولو في الصين" حديثٌ دارج يُحفِّز طالب العلم على الارتقاء بعلمه وطلبه حتى لو سافر إلى أماكن بعيدة، وهو الأمر الذي فعله الزميل الباحث عبد الله السعدني عندما قرر ترك أهله وذويه، والسفر إلى روسيا وتحديدًا إلى سان بطرسبورج من أجل طلب العلم والحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، باحثٌ في دار الكتب المصرية، تم ابتعاثه إلى روسيا من أجل استكمال دراسته، في منحةٍ يتقاضى مصاريف شهرية عنها 500 دولارًا – ورغم أن الرقم ضعيف ولا يَرقى للمبالغ التي يتقاضاها المبتعثون من الدول الأخرى، ولا المبتعثون المصريون في التخصصات الأخرى في روسيا – إلا أنه حاول العيش بهذا المبلغ في مدينةٍ مشهورة بغلاء الأسعار، لكن المسئولين في دار الكتب كان لهم رأى آخر عندما قاموا بتخفيض هذا المبلغ إلى 250 دولارًا – مع أنَّ لجنة البعثات وافقت على صرف الـ 500 دولار وذلك مُثبت في الأوراق الرسمية – ومما زاد الطين بلة كما يقول المثل أنه لم يكتفوا بذلك بل قاموا بصرف هذا المبلغ له كل ثلاثة أشهر وليس شهريًا كما هو مُقرر، الأمر الذي أثَّر على الباحث نفسيًا وجسمانيًا وعلميًا أيضًا، فكيف لباحثٍ في الغربة أن يعيش بهذا الشكل، ألم يعِ هؤلاء المسئولين أعباء البحث العلمي؟!، ألم يكونوا هم أنفسهم باحثين يسعون للحصول على درجاتهم العلمية مثلهم في ذلك مثل الزميل الفاضل؟!، والأدهى من ذلك أن من قام بابتعاثه وتقديم المنحة له وزير الثقافة الحالي الدكتور عبد الواحد النبوي الذي كان رئيسًا لدار الكتب وقت منحة عبد الله، لذا فهو يعلم جيدًا قدرات الباحث وإلا لما ابتعثه فكيف يكون طالب علم غير متفوق ويتم منحه بعثة في بلدٍ مثل روسيا، بلد لغتها غريبة عنَّا فاللغة الروسية ليست اللغة الأم على مستوى العالم، لكنه كافح ودرسها، طوال ستة أشهر بجانب دراسته في جامعة سان بطرسبورج المرهقة المُكلفة، كل هذا وأهله يتحملون معه مصاريفه كاملةً، رغبةً منهم في مساعدته والوقوف بجانبه، وهم وطنه الأصغر، فهل سيقف معه وطنه الأكبر أم يتركه يتخبط في دروب مَشقة العلم وتيه الاغتراب وحده؟!!

    الحقيقة هو لن يصمد كثيرًا في هذا الوضع الغريب الشاذ، بل سيجمع شتات نفسه ويلم ما بقى من كرامته التي أُهدرت بين أوراق الروتين ونفوذ من لهم الأمر والنهى في هذا الموضوع، وسيعود مرة أخرى إلى مصر، ليبقى وسط أهله، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على كل ما حدث هل سيستطيع هذا الباحث الشاب النابغة في تخصصه أن يُكمل دراسته في بلده، أم سيندم أشد الندم على مجرد فكرة استكماله لدراساته العليا، ويقول يا ليتني ما أقدمت على مثل هذا العمل؟!!، خسارة لن يندم عليها هو بل وطنه الذي ضحَّى به في مقابل حِفنة من المال لا تُساوي شيئًا أمام ما كان سيكسبه في حالة لو استكمل هذا الباحث دراسته هناك.

    البحث العلمي صعب جدًا ومُكلف ليس في المال فقط، بل ذهنيًا ونفسيًا وجسمانيًا فهو يستنفذ كل ما لدى الباحث من قدرات، وكل من يعمل في حقل البحث العلمي يعلم ذلك وعانى منه الأمّرين عندما خاضه، فلماذا لا تُراعون ذلك يا أولي الأمر، كنت لا أود أن أكتب مقولة العالم الجليل الدكتور أحمد زويل عندما قال "في الغرب يقفون بجانب الفاشل حتى ينجح، أما في الشرق يحاربون الناجح حتى يفشل"، وللأسف مضطرة اقتنع بهذه المقولة واعتبرها حقيقة صادمة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

 
يسرا محمد سلامة 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف