الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سرقة الأمل ..لا للتعليم بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2015-05-23
سرقة الأمل ..لا للتعليم بقلم:فاطمة المزروعي
 سرقة الأمل .. لا للتعليم !

فاطمة المزروعي  

من عجائب هذا الزمن الذي نعيش فيه وجود حالات من التناقضات العجيبة غير المبررة، أو حتى تخيل أي تبرير مقبول لها، والغريب أن مثل هذه التناقضات تجاوزت أن تكون فردية، حين تشاهد شخصاً واحداً يمارسها أو يرتكبها ويأتيك بوجه وحالة وأخلاق وقيم، وفي الغد يتخلَّى عن جميع هذه القيم، وتتلبسه حالات من الفوضى والقسوة والظلم.

أقول إن مثل هذه النماذج قد تكون موجودة كوضع فردي، لكن أن تتلبس مثل هذه الحالات المتناقضة في الخطاب والممارسة بين العدالة والظلم، وبين السعي نحو الحرية وكتم أنفاس الآخرين لحركات وأحزاب وتنظيمات ترفع هذه الشعارات، وتكون ممارساتها على أرض الواقع مختلف تماماً بل متعاكسة مع ما تنادي به، فهنا تكون علامة تعجب كبيرة!

 في زمننا هذا بتنا نشاهد ونسمع بوجود حركات إنسانية ترفع شعارات الحرية والحقوق، وتقول إنها تدافع عن المضطهدين والمظلومين وغيرها الكثير من الشعارات البراقة، لكنها على أرض الواقع تقوم بممارسة الاضطهاد والظلم وسحق كل صوت يعارضها أو يرفض أجندتها.

لديَّ مثال ناصع عن مثل هذه الجماعات، ويتمثل في ما عرفت باسم "بوكو حرام"، وهي حركة مسلحة نشأت في نيجيريا، رفعت شعارات إسلامية، حيث تطالب بحقوق إنسانية وتريد تطبيق المثل الإسلامية في المجتمع المتنوع الذي توجد فيه أعداد كبيرة من غير المسلمين على مختلف أديانهم ومذاهبهم، هذه الحركة التي ترفع شعارات إسلامية، هل هي حقاً تحمل قيم الإسلام وأخلاقه ورسالته؟

 بطبيعة الحال هي أبعد ما تكون عن هذه القيم العظيمة لديننا السمح المتسامح، هذه الجماعة المتطرفة الإرهابية ببساطة متناهية تخطف البنات من مدارسهن وترفض تعليمهن، وتقتل بشكل دموي من دون أي ذنب أو جريرة، وعلى رغم أنها ترفع شعارات إسلامنا الحنيف الذي يقوم على التسامح ومساعدة الضعفاء والمساكين والفقراء، فإنها تشهر سلاحها في كل منطقة منكوبة وسكانها فقراء يعيشون في العراء فيروعونهم ويسرقون مواشيهم ويحرقون حرثهم وزرعهم، فهل هذه جماعة إنسانية عاقلة تريد حرية أو نشر فكر، أم هي جماعة إرهابية إجرامية؟

لن أذهب بعيداً لنستحضر الاسم نفسه لهذه الجماعة المتطرفة، فماذا يعني "بوكو حرام"؟ ببساطة يعني أن التعليم محرم أو ممنوع، وهم يوسعون الاسم فيقولون التعليم الغربي، لكنهم في حقيقية الأمر يرفضون تماماً التعليم الحديث خصوصاً تعليم الفتيات.

هؤلاء المجرمون يسيئون لديننا الحنيف أمام العالم بخطفهم للفتيات الصغيرات من مدارسهن، وهم أيضاً يسيئون لديننا عندما يرفضون العلوم الحديثة على مختلف أنواعها، وهم أيضاً يحرفون ويجدفون ضد ديننا الحنيف، فهل يعقل أن يتم وصفها بأنها حركة إنسانية تريد الحرية والحقوق الإنسانية وهي تسحق الإنسان وتدوس تطلعاته وآماله؟ هنا فجوة واضحة بين ما نراه ومعنا العالم، وبين ما يحدث ويجري على أرض الواقع.

القضية الأخطر، في هذا السياق عندما تقوم مثل هذه الجماعات المتطرفة بالضرب على وتر الحقوق وحاجات الناس، خصوصاً الفقراء والمرضى وتجندهم وفق تقاطعها مع حاجاتهم لا سيما في المجتمعات الفقيرة البعيدة عن التعليم والمواصلات والكهرباء والرعاية الصحية، وفي هذه الممارسة انتهازية بغيضة تقوم على سرق أهم ما يملكه الإنسان، وهو الأمل وتوظيفه لمصلحتهم ولتنفيذ أجندتهم.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف