الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في محراب محب ؟ بقلم:مروان محمد ابوفارة

تاريخ النشر : 2015-05-23
في محراب محب ؟ بقلم:مروان محمد ابوفارة
قد تستوقفك بعض الاحيان عاطفة جياشة فاضت على وجه محب ولمعت في عينيه وتفلتت من شغاف قلبه الى لسانه ناشرة في الاثير معطفا من الدفء والحنان وتجعلك تتساءل ما هذا ؟
انه ما يسميه البشر او اتفقوا على تسميته عاطفة الحب التي لها فنون وبدع في كل قلب وعند كل محب او عاشق وله وبرز في التاريخ اسماء للتكرار لا للاعتبار حول مجنون يطوي الفيافي حافيا شبه عار اشعث الهيئة من اجل رؤية اثر دارس مرت به قبل عقد او اكثر محبوبته او معشوقته وأخر يموت عندما يعتقد ان محبوبته فاقدة الوعي ميتة فيعاجل نفسه بطعنة نجلاء تنهي حياته وعندما تفيق محبوبته تفعل ما فعل وأخر يترك صومعته ويحب تائبة على يديه ويلعن ويصبح قديسا بعد ذلك وأخر وأخر والقائمة تطول
لا تتباكى ولا تحزن فهذا استعراض فليس لدينا وقت لمناقشة هذه المخاضة التاريخية باوحالها وعفنها ومبالغاتها فلا تحزن فلسنا هنا لتعليق ناقوس الحزن او احراق البخور وإنما لمحاولة ماذا نفعل ولم نفعل الذي نفعل ؟
اول الامور التي نجدها في قصص العشق والوله قاطبة هي كون الحب بين كيانين متضادين متناحرين بيئة وطبقة ووضعا اجتماعيا والكلمة الموحدة لهذه المعضلة ان الحب لا يعرف الحواجز وسباحة ضد التيار وقد سمعنا من الاهات والأنات ما يندى له الجبين ويتفطر له القلب حيث يموت انسان عندما يحرم الوصال وأخر يفضي الى اكتئاب دائم يسلمه الى السلبية المطلقة وشبهة الشبهات ان المتتبع لهذا الامر يجد ان العاشق يقتنع بأنه يسبح ضد التيار مخالفا اهله أي الجيل السابق له وغير ابه بالجيل لاحق أولاده أي ان المحب يكون انانيا مطلقا بوضوح وقحة محضة وتفاخر بعد ان ينال مراده ولكن السؤال لو كانت الهمة التي يسترقها شبابنا وفتياتنا من ثنايا عصر الذل لو كانت هذه الهمة في امر اخر هل كنا سنبقى على ما نحن عليه ؟ام كنا سنتشرذم بل الاتفاق ؟
وكم وددت ان هذه الطاقة المختزنة عند العاشق لمثل هذا الامر تكون في مجال الاخر ولا يستغني عن قلبه وإنما يقنن هذه العاطفة الجارفة للطاقات باتجاهات انانية بحتة تقتل عين النقد وتضع عين الرضا والمبالغة في النظر للمحبوبة وكل الكون عداها سراب لا معنى له
ان جيلا يلهث وراء قلبه وأنانيته سيأتي يوم ويدفع ضريبة جشعه دما من اولاده ونفسه ومحبوبته وأمته ولن يستقيم حال امة تتاجر بالعواطف دون غيرها اذ كم اذلنا من عاطفي علم ان الامة بكاملها تقاد بكليمات وقطعة سلاح وشعارات رنانة ومسميات باطلة والناس يتهافتون كالفراش الساعي الى حتفه وهو لا يعلم
وكيف يختار انسان عاقل المضي وراء عاطفته دون الالتفات الى شيء حوله حتى حاجته الفسيولوجية للطعام والشراب وهنا قد يعترض رومانسي او عاطفي متحمس ويقوا ان هذا هتك لستار الحب المقدس وهذه معضلة اخرى فنحن من كثرة ما لدينا من مقدسات صنعناها بأيدينا حتى اصبحنا ككنيسة مليئة بالأيقونات فلا تستطيع المساس بشيء إلا بعقوبة او قربان وما كثرة المقدسات إلا دليل على تردينا وبحثنا عن شيء نحتمي به وهذا امر جلي حيث كلما اثير الحديث في موضوع من الموضوعات كان ناقده بالإيجاب متهكما وبالسلب كافرا بالثوابت ومشببا بالمبادئ
ان الموت من اجل حبيبة او معشوقة قد يعده الهائمون شهادة في سبيل القلب وقد يمضي احدهم عمره وعمر غيره عبثا لعلاج ما به من صبابة او تصابي ولا يعطي لحظة واحدة من وقته الهزيل لامته او شعبه او حتى والديه
ان هذا التماهي قد نتندر به وقت السمر وقد نذكره من باب اللمز والغيبة ولكنه كمقياس يعني فاجعة كونية اذ كيف سنمضي لتحرير بلادنا وامتنا اذا كنا لا نستطيع التحرر من حب احداهن وهل من الصحيح انه لا بد من خفقة قلب تجاه احداهن ولا يوجد شبه او شبهة خفقة لطفل يذبحه خذلاننا ويقتل والديه بخلنا ويهدم بلده تراخينا ويحطم اقليمه ذلنا ؟
كيف نظن ان الموت المذل المخزي كمصير القطعان سوف يستثني امة شبابها باتجاه قلوبهم يسيرون وخلف اوهام الحب ومبالغاته يركضون ؟
وأكثر ما يسوء المرء ان يرى احدهم مكتئبا متشائما لاعنا سابا حانقا ويساله ما بك ؟ فينفجر بأشد التعبيرات والوصف دقة يتحدث عن ماساته وعندها يقول المرء لو كان المتحدثون باسمنا حول العالم وفي مؤسساته بهذه الدقة والمتانة لما خسرنا قضية او حربا
لست ضد عاطفة الحب الصادقة غير المصلحية ولكني ضد ان نكون عبيد تقليد بل دون العبيد في ذلك فلك ان تحب وان تعشق ولكن ليس كل وقتك ولا وقت امتك ولا على حساب قضايا شعبك وبلدك وافق من سراب المسلسلات والأفلام والأغاني الرومانسية وكف عن التذمر واحمل هم امتك وشعبك علنا نخرج الناس الى بر امان صاف من كل الشوائب
لا تقل فات الاوان وانطلق فالوقت حان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف