الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المؤسسات التعليميّة ودورها الريادي في التربيّة العمليّة بقلم:د.أحمد بشارات

تاريخ النشر : 2015-05-23
المؤسسات التعليميّة ودورها الريادي في التربيّة العمليّة بقلم:د.أحمد بشارات
المؤسسات التعليميّة ودورها الريادي في التربيّة العمليّة
(مدرسة لكلّ جامعة)
الدكتور: أحمد بشارات
أولاً: التربية وأهميتها:-
التربية أنواع من الأنشطة التي تهدف إلى تنمية قدرات الفرد واتجاهاته، وغيرها من أشكال السلوك الفردي ذات القيمة الإيجابيّة في المجتمع الذي يعيش فيه، حتى يمكن أن يحيا حياة سوية في هذا المجتمع وهي أيضاً تعلم مُنّظم مقصود، يهدف إلى نقل المعرفة وكسب المهارات النافعة في كل مناشط الحياة .
ويقوم النظام التربوي بدور مهم في تطوير المجتمعات، وإيجاد الأفراد القادرين على التفوق والإبداع، في عصر يتعاظم فيه التطور يوماً بعد يوم في معظم مجالات الحياة التي تمكنه من مواكبة التطور، مما يضيف إلى ميدان التربية والتعليم تحدياً كبيراً يلزم القائمين عليه مراجعة أمور كثيرة.
ولم تكن التربية على مرّ العصور إلاّ عملية صنع الأفراد وبناء المجتمعات، وإن اختلفت وسائلها قوة وضعفاً، فالتربية قديماً مع أن متطلباتها كانت قليلة وحاجاتها محدودة إلاّ أنها صنعت الكثير من الأفراد والجماعات .
وللمجتمع توقعاته الأساسية من المؤسسات التربوية والتي تتمثل في مسؤولية نقل التراث والخبرات الحضارية للمجتمع بين أجياله وإعداد الأجيال وتهيئتهم اجتماعياً وثقافياً بما يجعلهم متكاملين مع المجتمع اجتماعياً وثقافياً ووظيفياً وشخصياً.
ومن توقعات المجتمع إعداد المدرس وتكوين شخصيته بالكيفية التي تمكنه من القيام بدوره بما يحقق الأهداف التعليمية والأغراض التربوية، وبذلك يجب أن تصاغ أهداف كليات إعداد المعلمين والتربية .
أما دور كليات التربية الخاص فيتمثل في تعلم الدارس كيف يعلم وإكسابه المهارات والخبرات الضروريّة للقيام بدورة كمدرس، وبذلك يقتضي على كليات التربيّة توفير المنهاج التعليمي والتربوي الذي يساعد على تنمية قدرته على التفاعل والتواصل مع التلاميذ وتزويده بالطرق الحديثة للقيام بذلك .
ومن الملائم في هذا السياق أن نثبت دور وزارة التربية والتعليم في تطوير كفايات المعلم ورعايته فهو القوة المحركة الدافعة لخططها التطويرية، لذا فإن الوزارة حرصت على توفير المعلم بالكم والكيف اللازمين لقيادة العمليّة التعليميّة نحو التخصصات المختلفة، وتوفير فرص التنمية المستدامة، ورفع رواتب المعلمين وتزويدهم بالمهارات والخبرات الجديدة، وتعريفهم بالمفاهيم الجديدة، واستثمار الأنشطة التربوية .
ثانياً: التربية العملية:
والتربية العملية هي فترة التدريس الموجه الذي يخرج فيها الطالب المعلم إلى المجال التطبيقي في مدرسة التعليم العام يقوم خلالها بالتدريب تحت إشراف عضو هيئة تدريس، وهو برنامج تدريبي علمي تقدمه كليات التربيّة على مدى فترة محددة .
وقد تركزت أهداف تطوير التعليم في ضوء المتغيرات الدولية والمتطلبات القوميّة والوطنية في ثلاثة محاور: الأول تسليح الطالب بالمعرفة الحديثة والقدرات والمهارات التي تمكنه من الاستمرار في التعليم، ويتطلب ذلك تدريب الطالب على الأسلوب العلمي في التفكير وكيفية التعامل مع البحث العلمي. والمحور الثاني: أهداف التعليم، وهو يعتمد على إعداد المواطن الصالح وتعميق الهوية لديه، وتنمية ولائه للوطن، والمحور الثالث: ينصب على إعداد المواطن المنتج، ويتطلب ذلك تسليح الطالب بالمهارات التي تمكنه من أن يكون فعّالاً في عملية الإنتاج .
وتبدأ التربية العملية باختيار المدارس، ويجب أن يعقد في بداية الفصل الدراسي دورة أو جلسات مع مدراء هذه المدارس ليناقش أسلوب العمل، وحتى تتفق المؤسسة مع هؤلاء المدراء على منهج واضح وطريق محدد يسيرون عليه. ويتم توضيح العلاقة المركبة بين المتدرب والمؤسسة وبين المتدرب والمدرسة .
وتقسم فترة التربيّة العملية إلى أربع مراحل رئيسه: هي مرحلة دور المشاهدة، ودور النقد، والتدريب المنفصل، والتدريب المتصل، وهناك من يرى أن مراحل التدريب العملي تتم خلال ثلاث مراحل هي: مرحلة التأسيس النظري والمشاهدة، ومرحلة المشاركة الجزئية الموجهة، ثم مرحلة التطبيق العملي الكامل.
وفي دور المشاهدة ينمو عند الطالب المعلم الشعور بالألفة نحو الفصل، وفيها تزول كثير من المخاوف والرهبة في عملية التدريس، وفيها تتعزز ثقة الطالب بنفسه، ومرحلة المشاركة الجزئية يتعرف الطالب فيها أساسيات عملية التدريس بصورة واقعية، ويشرك الطالب المعلم بنشاطات المدرسة والصفيّة، وفي مرحلة التطبيق العملي المنفصل والمتصل يكون الطالب تحت تأثير المناخ المدرسي .
والمفارقة الكبيرة أن الدراسة الجامعية لبعض المهن كالزراعة والهندسة والصيدلة خمس سنوات، وتستمر في كليات الطب ست سنوات فأكثر، بينما مدة الدراسة في الكليات التربوية في البلاد العربيّة أربع سنوات، وفي ذلك إيحاء أن مهنة التعليم أقل مستوى من حيث الإعداد من مهن أخرى تعنى بالنبات، أو علاج الحيوانات، أو معالجة أمراض الإنسان، وهنا يكمن الخلل في الرؤية إلى هذه المهنة العظيمة، ولقد أطالت بعض الدول الأوروبية فترة الدراسة فزادت عن أربع سنوات .
وعملية تطوير التربية العلميّة ليست عملية صعبة بحد ذاتها، فلو أخذنا مناهج التدريب العلمي التي درجنا عليها لفترة طويلة من الزمن لوجدناها قائمة على بنية تقليديّة في أسسها العامة والخاصة .

ثالثا: اقتراح تأسيس مدرسة نموذجيّة لكلّ مؤسسة تعليميّة (جامعة)
وتحاشياً لما يقع من تدريب ناتج من المعلمين المتعاونين في المدارس المتعاونة، والنشاطات غير المدروسة الهادفة وتمشياً مع نمطيّة تدريبيّة حديثه، قوامها الأساس العلمي الذي يرتكز على حداثة التدريب وأصالة التفكير الإبداعي.
وتجنباً لما يقع من هنات في مجال التدريب في المدارس المتعاونة من شتى المحاور، لا بدّ من وضع حلول تنسجم وحداثة التدريب وأصالة التفكير حتى تقع التربيّة العمليّة تحت نظر المؤسسة الحاضنة للطلاب المعلمين.
من هنا نقترح أن يكون للجامعة أو المؤسسة الحاضنة للطلاب المعلمين مدرسة تابعة للجامعة، تأخذ طلاباً من الصف الخامس مثلا إلى التاسع بمقدار شعبتين لكل صف، ونختار أفضل المعلمين في كل تخصص لهذه المدرسة، ويتم اختيار موقع المدرسة بحيث يكون محاذياً للمؤسسة التعليميّة، ويتأسس المبنى ليوفّر واقعا تعليميا نقدم فيه النشاطات التعليميّة، ويتمتع بالبيئة الصفيّة المريحة.
أمّا بالنسبة للغرف الصفيّة فيفضل أن تكون مدرجات تستوعب سبعين طالياً تقريباً، ويتم تعيين معلم لكلّ مادة للصف الواحد، ويرافقه مساعد يقوم بضبط الطلاب في المدرج، ويقوم بتصحيح الأوراق ومساعدة المعلم.
والاقتراح يخفف عبء المخاطر في قدوة غير مؤهلة في بعض المدارس، كما أنه يوفر نمطاً تعليمياً فيه كلّ الشروط التي تريدها المؤسسات التعليميّة لطلابها المعلمين، ويخفف إرهاق المدارس بالطلاب المعلمين، ويدر دخلاً للمؤسسة التعليمية ( الجامعة)، كما أنه يؤسس لعلاج مشكلة إعداد المعلمين بشكل جذري، وتكون مدة التدريب أكثر من الفترة المعتادة.
واقتراح ينسجم مع أهداف التربية العملية، ويمكن وضع تصوّر لدبلوم تطبيقي يكون الطالب من خلال تصور مواضيعه قادراً على إتقان المحتوى التعليمي لصفوف المدرسة المقترحة، ومتمكنا من الناحية الأسلوبيّة وبذا تكتمل صورة الطالب المعلم المتقن للمناهج التعليمية والذي يحمل في جعبته الجانب التطبيقي.
ومن خلال المقترح يتعرض الطالب المعلم في فترة إعداده المهني لعدد مناسب من الطرق وأساليب التعليم الفعّال وإلى حد يمكنه من الإلمام بها إلماماً جيّداً، ويزود الطالب بأرضية صلبة من المعلومات والثقافة العامة، وبقدر كاف من النظريات والمبادئ والأسس التربوية المتصلة بعملية التعليم والتعلم، ويتعرض الطالب في فترة الإعداد لمشاهدة دروس نموذجيّة في ميدان تخصصه العلمي، يقوم بتنفيذها أفراد على مستوى عالٍ من القدرة والكفاءة .
ويمكن أن يكون المقترح ذا جدوى مادية لتدريب المعلمين أثناء الخدمة، وتنمية الكفايات والخبرات والمهارات اللازم توافرها في أفراد القوى التعليميّة العاملة لمواجهة المستقبل .
ونقترح أن تقوم المؤسسات المساندة للتربيّة، سواء كانت وطنية أم دولية، وسواء كانت رسمّية أم خاصة، بدراسة ما آل إليه موضوع (البحث والتنمية) وذلك من أجل تعزيز إمكانيات المؤسسات التعليميّة، وتحسين النظام التربوي .
ونستطيع من خلال المقترح وضع كل الإمكانات للتخطيط للتعليم وتأهيل المعلم ومعرفة مردودات هذا التأهيل على معدلات النجاح الوظيفي ونرسم الخريطة التربوية لقطاع التعليم بشكل عام أو على مستوى منطقة معينة وتكون مسنودة إلى أرضية الواقع التربوي للهيكل التعليمي الخاص بمنطقة معينة ويعدّ هذا موجهاً لتعيين الإجراءات التربوية الضرورية مستقبلاً، بحيث تشمل هذه الإجراءات كافة الموارد التي يعتمد عليها إنجاح العلمية التربوية.
ويتم بذلك تحديد الموارد والإمكانات التربوية، وكشف الثغرات بين الموارد المتاحة، والتعرف على أوجه القصور، وتحديد التسهيلات المتاحة للوصول إلى نتائج جيّده.
وهذا كفيل بزيادة التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي ويكشف البعد السلوكي للمدرسين في جوانب الحياة الاجتماعية .

ونخلص إلى القول إن تدريب المعلمين في كليات خاصة تحت إشراف أساتذة مختصين وماهرين في علوم التربية، في مدارس خاصة تابعة لها بحيث يكون التعليم النظري مقروناً بالتطبيق العملي، كما ينظر في تأهيل أساتذة الجامعات وإخضاعهم لدورات لتحسين أدائهم، ولكي يكونوا قدوة حسنة للمعلمين.
وأساتذة الجامعات يعكسون مثلاً ضعيفاً في أساليب التدريس وطرقها فترى الأستاذ الجامعي يتحدث عن الدافعيّة والتشويق والتفاعل الصيفي في التدريس وهو في محاضراته يبعث على السأم والملل والجمود بل والتسلط أحياناً ولا يفسح المجال لأحد بالمناقشة، فأين النظرية من التطبيق، وفي الواقع أن أساتذة الجامعات من أهم أسباب ضعف المعلمين في مدارسنا، وكثير منهم ليس لديه الفهم العميق في مادة تخصصه، ورأينا الكثير يتحدث عن أصدق تفاصيل نظريات التعليم، ومع ذلك لا يبين كيف يمكن تطبيق هذه النظريات على أرض الواقع، والتأهيل الذي ننظر إليه يجب أن يكون دائماً ومستمراً .
ويستذكرني في هذا الصدد تصور النخبة الأمريكية لمستقبل التعليم الأمريكي، التي استطلعت آراء أكثر القادة البارزين في مجالات التعليم، والأعمال الحكوميّة وطلبت منهم أن يحددوا ما الذي يجب أن يعرفه التلاميذ ويكونوا قادرين على القيام به، وأنماط السلوك التي يتعين عليهم ممارستها، للحياة الناجحة، وخلصوا إلى القول إلى أنه يجب تسريع حركات التعليم في القرن الحادي والعشرين ونستدعي بهذا المقام عبارة ( جون ديوي) الشهيرة بأن " التعلم هو محرك المجتمع" .
والتعليم في فلسطين يجب أن ينظر إليه على انه المخلّص ومعروف أن الخطاب التعليمي يصدع رؤوسنا ليل نهار، وعلينا تخفيف جرعة العذاب والألم أن تعتصر الشارع الفلسطيني حيث تحول التعليم إلى المنازل بدلاً من المدارس عن طريق الدروس الخصوصيّة، وعلينا أن نكفّ عن التشدق باعترافات بعض المنظمات الدولية من إحراز تقدم التعلم وعلينا أن نسأل أنفسنا كيف فعل الآخرون، وكيف أبدعوا؟
والمدرسة الخاصة المقترحة تحل مشكلات كثيرة إذا ما أحسن التعامل مع الفكرة بجدّية، وتمّ تأسيسها بأسس موضوعية، وكان قادتها نخبة الصفوة، والصورة الصادقة لتعليم فلسطيني، ونموذج حيّ يقف عند مقولة الإمبراطور الياباني بعد هزيمة اليابان أيتها الأمّة العظيمة، لقد انهزمت عسكرياً، ولكنك ستقفين على قدميك مرة أخرى بفضل العلم والتعليم.
ومجمل القول إن أهداف التعليم يمكن أن تتحقق في ممارسة أساليب التعلم التي تعود إلى نتيجة محددة في التعليم في جو تعليمي مدرسيّ تقوده المؤسسة الجامعة، وهذا يعني إحداث تغيير جوهري في الخبرات والقدرات والعادات والكفاءات والاهتمامات والمواقف.
ونجاح ذلك يتعلق بشكل كبير جداً بعملية قيادة أساليب تعليميّة صحيحة، وتقديمها من خلال النشاط الذاتي والفعال تحت إشراف المؤسسة التعليميّة بكوادرها التعليميّة المدّربة .
د. أحمد سليمان سعيد بشارات
جامعة القدس المفتوحة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف