الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طائر النورس القادم من حيفا " ؟؟!بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2015-05-22
طائر النورس القادم من حيفا  " ؟؟!بقلم  سليم عوض عيشان ( علاونة )
" طائر النورس القادم من حيفا " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
=====================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب )
مقدمة :
.. عندما كان الكاتب الفرنسي العالمي " جان بول سارتر " يراقب مجموعة من " الذباب " التي كانت تحط على فوهة زجاجة الشراب التي كان يرتشفها ... كتب نصاً عالمياً من أروع نصوص الأدب العالمي بعنوان " الذباب " .
فهل يرقى نصي المتواضع هذا إلى مصاف الأدب المحلي والعربي – على الأكثر – بعد أن كنت أراقب اليوم سرباً من طيور النورس التي كانت تحط على الشاطئ ؟؟!! ؟
( الكاتب )
===============
" طائر النورس القادم من حيفا " ؟؟!!

.. أمران لا زالا عالقين في ذهني ومنذ سبعة عقود خلت - وهي سنوات عمري - .
الأول .. هو مشهد مدينتي الجميلة " حيفا " الواقعة على ساحل الأبيض المتوسط .. والتي كانت مسقط رأسي .
والآخر .. هو مشهد بحر حيفا وأمواجه وشاطئه .
فلا زالت تلك المشاهد تعشش في ذهني وفي تلافيف عقلي وحتى الآن .. وإلى الأبد .
.. ثمة عطر رائع .. أريج فواح كان اللازمة المرافقة لكلا المشهدين .. وهي تلك الرائحة المميزة التي كانت تفوح من مياه البحر اللازوردية ذات النكهة والرائحة الرائعة والتي تدغدغ الأحاسيس وتغزو المشاعر وتسعد القلب وترطب النفس .
إن أنسَ فلا ولم ولن أنسَ ذلك المشهد فائق الجمال .. عندما كان والدي - رحمه الله – يقوم بتدريبي على فن العوم والسباحة في مياه البحر الفيروزية ومنذ بدأت أتعلم الحبو والمشي ..
لا ولن أنسَ بالمطلق تلك المتعة الروحانية التي كنت أشعر بها عندما كانت مياه البحر الرقراقة تلامس جسدي ونفسي وروحي فأشعر بالنشوة الطاغية والسعادة اللامتناهية رغم صغر سني .
في كل رحلة من تلك الرحلات الأسرية والعائلية لشاطئ البحر والسباحة في المياه ؛ كان المشهد يزداد جمالاً وروعة عندما كانت أسراب طيور النورس تحيط بي من كل جانب وأنا أتدرب على السباحة .. فأحس بأن الطيور تلك تقوم بالاهتمام والعناية بي .. وحراستي .. أو أنها تزفني في سيمفونية فرح ملائكية .. أو أنها تقوم باستعراضها الخلاب في فن التشكيلات الرائعة والتحليق البديع في الفضاء والغوص في مياه البحر بين الفينة والأخرى .
ثمة طائر منها يحاول الاقتراب مني أكثر فأكثر .. لعله كان يطلب صداقتي وودي .. أو لعله يود أن يساعدني في تعلم فن السباحة والغوص .. أو لعله يشاركني متعة السعادة ويتقاسمها معي .. أو لعله يحرسني ؟؟!! .
ثمة ألفة عجيبة وصداقة حميمة نشأت بيني وبين ذلك الطائر الجميل المميز .. فكم شعرت بأنه يتفقدني في غيابي .. فيسارع للقاء الحميم بمجرد أن يراني قادماً عن بعد .. فيقوم باستعراض موهبته الفذة في فن التحليق والطيران والغوص في أعماق البحر بحركات بهلوانية رائعة .. تدخل السعادة والسرور إلى قلبي الغض ونفسي البريئة ..
.. ثمة غراب أسود كريه .. عكر صفو تلك اللقاءات الحميمة ومتعة تلك السعادة .. وكأن مشهد الجمال والسعادة والنقاء لم يرق له .. فقرر أن يفسد السعادة في النفوس .. ويقتل الفرحة في القلوب .
.. فلقد سقطت مدينتي - كما هو الحال بالنسبة للمدن الأخرى – في قبضة ذلك الغراب الأسود الكريه والذي يمثل العدو الذي اغتصب الأرض والبلاد .. وشتت الآمنين والعباد .. وقام بالقتل والبطش والتنكيل .
عندما سقطت مدينتي .. كان لا بد من الفرار .. فليس أمام الجميع من خيار .. سوى الهرب والفرار .. كما هو الحال بالنسبة للجميع .. طلباً للنجاة من موت محقق يمارسه العدو الغاصب .. ونجاة بالأرواح والشرف والعرض .
تشتت الجميع في كل الأصقاع .. شمالاً .. وشرقاً .. وكان أن اتجهت أسرتي نحو الجنوب .. أقصى الجنوب .. إلى قطاع غزة .. ولم يترك لي العدو فرصة لوداع مدينتي .. أو لوداع أمواج البحر .. أو لوداع طائر النورس صديقي ..
.. عشت طفولتي .. صباي .. شبابي .. رجولتي .. كهولتي .. وشيخوختي بعيداً جداً عن مدينتي .. بدون " هوية " .. وبدون " شهادة ميلاد " ؟؟!!
ففي خضم الهرب السريع من المدينة .. لم يكن لدى الجميع أدنى متسع من الوقت لحمل أية أشياء .. حتى لو كانت تلك الأشياء ذات أهمية قصوى .. ومن ضمن تلك الأوراق " شهادة ميلادي " ؟؟!!
طوال سبعة عقود عشت مشرداً .. ضائعاً .. تائهاً .. بعيدا عن مدينتي .. مسقط رأسي .. عشت بلا أرض بلا وطن بلا عنوان ولا هوية .. وبدون " شهادة ميلاد " ؟؟!! .
البارحة .. كنت أجلس على شاطئ البحر .. سرحت ببصري نحو البعيد البعيد .. في الأفق اللانهائي .. وجهت بصري ناحية الشمال .. إلى أقصى حد يمكنني الوصول إليه ببصري .
سرب من طيور النورس قادم من الشمال .. راحت مجموعته تستعرض فنها الراقي في الاستعراض المثير للدهشة .. في تشكيلات جميله فنية رائعة .
ثمة أريج عطر وشذى عبق يغزو أنفي وخيشومي .. ثمة عطر رائع جميل يدغدغ حواسي ويثير بي نشوة رائعة .
ثمة طائر من بين سرب طيور النورس يقترب مني أكثر فأكثر ... يحوم حولي .. يستعرض مهارته في فن الطيران والتحليق .. أشم فيه عبق غريب .. أثار بي لواعج ذكريات كانت قبل سبعة عقود خلت ؟؟!! .
دققت البصر فيه بشكل جيد .. عرفته .. عرفني .. إنه صديقي طائر النورس الذي كان منذ سنوات طوال طوال .. عندما كنا نلتقي دائماً على شاطئ بحر مدينتي " حيفا " .
راح يؤدي حركات بهلوانية جميلة رائعة وهو يحوم من حولي .. كأنه يرحب بي .. في لقاء رائع .. بعد طول غياب ..
ابتسمت له .. نهضت من مكاني .. فتحت ذراعيّ عن آخرها لاستقباله .. ألقى بنفسه إلى صدري .. إلى قلبي ..
شممت فيه عطر مدينتي .. شذى بحر مدينتي ... تمتمت في سري :
" لا بد بأنه " طائر النورس القادم من حيفا " ؟؟!! .
بين جناحيه .. فوق ظهره ... كان ثمة شيٍ ما .. مددت بيدي ناحية ذلك الشيء .. تناولته .. كانت مجرد ورقة ؟؟!!.. ورقة قديمة بالية .. مطوية بعناية وبشكل جيد .. أكل الدهر عليها وشرب ؟؟!!..
عندما شعر طائر النورس بأنني تناولت الورقة .. راح يصدر أصواتاً جميلة عذبة .. كأنه يغني .. وحركات إيقاعية راقصة .. كأنه يرقص ... وكأنه يعلن بذلك النجاح في تأدية مهمة ومأمورية ما ؟؟!!
دار من حولي عدة دورات .. راح يحلق ويحلق في الفضاء بحركات استعراضية جميلة .. ثم .. اتجه نحو الشمال ؟؟!!
فتحت الورقة بعناية ولهفة شديدة ... استولت الدهشة العظيمة على كل حواسي عندما وقع بصري على فحواها ...
فلقد كانت " شهادة ميلادي " ؟؟؟!!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف