الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

واو الفصل والتفصيل بقلم : محمد العريان

تاريخ النشر : 2015-05-22
واو الفصل والتفصيل بقلم : محمد العريان
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى" وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴿٧٦﴾ "سورة الصافات .

وقد عُلمَ للواو أنواعاً و فوائد غير التي هدانا الله إلى إقرارها في هذا وقصدنا الواو التي سيقت قوله تعالى "َنَجَّيْنَاهُ" فهذه الواو قد سبقتها فاء في الآية التي قبلها قوله تعالى " فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ " فجاءت الفاء تفيد سرعة الإجابة. ولو أُلحقت الفاءُ بفاء لكانت على مثالها بزمنٍ فحضر الزمنُ . فأوجب ذلك زمناً حاضراً بين الإجابة وفعل الإجابة فأوجب ذلك التراخي .وذلك يدخل في القدرة ما شاء الله . فلو شاء الله لكان كل شىء بلا زمنٍٍ . فكانت الواو تفصيلا للفاء .
وقد سبق الإجابة قوله تعالى "ََفَلََنِعْمَ" فهي إجابة لها مدح بالإنتقاء والتفضيل والنعمة فكان لها (واو) لفعلها "وَنَجَّيْنَاهُ" ولو كانت" فنجيناهُ وأهلهُ" لكانت الآية داخلة في القصص على غير تتابعِ السورة إذ جاءت على ذكر نجاة الأنيباء ومن آمنوا معهم تفصيلا للسورة وذكره تعالى فيها وما أراده منها وليس لتفصيل قصص نجاتهم فيها. فجاءت الواو ملازمة الواو في قوله " وَلَقَدْ " وملازمة للفاء في قوله " فلنعمَ " فإلزامها مع الفاء في قوله " وَلَقَدْ نَادَانَا " تفيد الحث على الدعاء وفضْل الله على نبيه إذ استجاب دعوته " ولقد نادانا - ونجيناه " والإلزام الثاني " فلنعم المجيبون- ونجيناهُ " وهي قصدنا . فليست هذه الواو واو عطف تفيد الترتيب أو التراخي إنما نُدرك منها ما شاء الله التفْصيل. ولهذه الواو تفريقٌ زمني غير مترتبٍ على الحدثِ وحده إنما مترتب على الفعل. فلو قال تعالى " فنجيناه " لأفاد ذلك التراخي عكس ما تفيده الفاء من سرعة كما تقرر لها من قبل . وكان من الممكن أن يجيبه الله بلا نجاة والله يفعل ما يريد . فلو كانت " فنجيناه" لكانت الإجابة مُلزمة للنجاة . ولكن الواو فَصلتْ النجاة عن الإجابة وفًّصّلتْ الإجابة .
ولهذه الواو وأمرها مع الفاء نوع آخر . قال تعالى "فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً (54) سورة النساء
قال تعالى " فَقَدْ آتَيْنَا " فالفاء فاء سببية مؤخرة على اصطلاح القول بالتأخير والتقديم عند السابقين . فلسنا بصدد تصحيح الإصطلاح . سبقها قوله تعالى " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ" " فجاءت الواو في قوله " وَآتَيْنَاهُم " و لكان القول " الكتابَ والحكمةَ ومُلكاً عظيماً" فيترتب على ذلك ترتيب العطاء مُتدرجاً لازماً فمن أُعطي الكتاب والحكمةَ بعد التثنية أولى يؤتى مُلكاً عظيماً إلا أن التفريق بالواو وإعادة ذكر الفعل تُعطي للمُلك العظيم مدخلاً آخراً غير الكتاب والحكمةعلى وجه . ولو قال " وقد آتينا " لكان سبب حسدهم أن آتى الله آل إبراهيم ما ذكر غير أن الفاء تفيد التحدي لحسدهم عامة إذ يحسدون الناس على كل فضل ها وقد آتينا آل إبراهيم ما آتيناهم فماذا هم فاعلون وماذا سيضر آل إبراهيم من حسدهم وقد قدر الله أمره وذكره فلا ذكر يُعلى على ذكره تعالى فقد قُضى الأمر. وأفاد تكرار الفعل وتأخير السبب وقع الفجاءة وإلزام نكران التحدي لما فضّل به اللهُ الناسَ بعضهم على بعض وإلزام الوعيد لمن أنكر. فليس الكتاب والحكمة وحسب بل والملك العظيم . وتكرار الفعل أفاد الفصل في النوع بين الكتاب والحكمة في ناحية والمُلك العظيم في ناحية. وهذا ما تحققه الأيام. فمن آل إبراهيم من أوتى الكتاب والحكمة والملك ومنهم من أوتى الكتاب والحكمة ولم يؤتى المُلك ومنهم من أوتى الملك ولم يؤتى الكتاب والحكمة . وهكذا حتى نصل إلى قوله تعالى (عظيما ) فمن جمع الكتاب والحكمة والمُلك كان ذلك مُلكا عظيما . والكتاب أولى من الحكمة والحكمة من الكتاب والمُلك من الوهاب إن شاء بهما أعطى أو بغيرهما . فجاءت الواو واو إلحاق لا واو إقتران. ومما يتبين لنا أن لكل حرف على موضعه أوجه أنّى ذهبنا به أعطى لنا معنى والحرف واحد والموضع واحد . ولسنا هنا بصدد الكتاب.
وللواو والفاء وحروف العطف في القرآن الكريم ما قدّر الله لها أن تكون غير أنّا ذكرنا منها بعض ما وفقنا الله إليه حتى ننظر أنجعل لها شرحا وافياً في كتاب وحدها أم نشملها على قلمنا أم نصرفها على قلم الناس أم قد شاء الله لهذا القدر أن ينجلي بإذنه تعالى .
أسأل الله العافية والسلامة والنجاة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف