الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دور التصفيق في سباق الصناديق بقلم:عبد الحفيظ كورجيت

تاريخ النشر : 2015-05-22
بدأت تلوح من جديد الآلات والحشرات وكذا النباتات والحيوانات على واجهات الحوانيت الانتخابية. رغم اختلاف الفرقاء فقد اتفقوا على أن الفشل أو النجاح في برامج "أحزاب إيدول" يقاس "بالتصفيقُمِتر": دليل القاعدة العريضة مدّة التصفيق الطويلة. جمعٌ بجمع وقطيع بقطيع. وفي انتظار تقطيع الدّاخلية انطلق صراع الأيدي الحديدية من الرشيدية.
ماذا يساوي صدق النيّة وإرادة الارتقاء أمام إغراء الأوراق البنية والزرقاء؟ فشعار هواة النّخاسة في السياسة:" اقبض ولا تناقش، مهما انتقيت لن تختار إلاّ "بُرَيْقِشاً" من أبناء براقش".
وللحقيقة والإنصاف فهواة لعبة السياسة عندنا يمارسون العلمانية باحتراف: لتفادي كل انحراف، يفصلون الدّين عن الدولة. فيصلون -إن صلّوا-إلى الكعبة وقبلتهم في السياسة قُبّة.
من يسير إلى اليمين؟ من يتمترس في الوسط؟ من يسيء إلى اليسار؟ تتداخل الاتجاهات كما في المتاهات فيتيه المواطن عند الاختيار: برامجهم في مجملها مستنسخة وجل ملفاتهم متسخة، ووجناتهم كلها من النعيم منتفخة. أما القدرة الإصلاحية والقوة الاقتراحية فتبدو عند جلّهم منتهية الصّلاحية.
يصحو بعضهم من سباته الشتوي في الوقت المناسب لدخول سوق المناصب. وبعد أن جللتها لسنوات بيوت العناكب، تستحيل المقرات خلايا نحل ويعاسيب. ينطلق موسم الترحال وتغيير المعاطف والجلابيب فيعُمّ وباء الحرباء. تظهر حينها الكائنات القزحية الحالمة بالحصول على التزكية والحلول على رأس القائمة.
ينطلق موسم السّباق المحموم، نحو الكراسي وشراء الأصوات، بحصص للإحماء تعرض فيها الكفوف والحناجر للكراء. فالربح مضمون سلفا. يكفي فقط كثير من المال والدهاء وقليل من الحلال والحياء. ومن دخل البرلمان فقد وصل إلى برّ الأمان: تعويض سمين وتقاعد مريح ومكانة تبيح لصاحبها الإستوزار وحصانة تتيح لكاسبها سبل اليسار. ولسان الحال يقول:" وظّف القرش الأبيض لتظفر بالكرسي الأخضر فالأحمر". أو ليس في تنظيم الولائم ضمان للولاء الدائم؟
ولأن حب الخلود في المنصب يبيح دخول جحر الضّب، فقد قلّدوا طرقَ الغرب. طرق لا تأدي كلها إلى روما إنّما إلى قُبة بالرّباط أمام مقهى "بَلِيما".
هكذا إذا اتبع القوم الفرنجة في استئجار الأكف لتشجيع الفرجة. فرجة كانت تُنشطها "لاكلاك" التي تحضُر العرض المسرحي للتصفيق بالتنسيق مع المخرج الذي يوهم المُشاهد بنجاح المسرحية فصولا ومَشاهد.
سار إذا متسابقو الصناديق، ذراعا بذراع، على نهج كراء الكفوف فانتقل الأمر من سياق المجال الإبداعي إلى سباق المجلس التشريعي. ولهذا يحرص قائد القافلة على أن يواكب التصفيقُ خطابه عند كلّ نقطة وفاصلة. أوليس لهذا الغرض اكترى الحاشية والحشد والحافلة؟
ولتكتمل الفرجة لا بأس من سرد قصة الناس. وبدل عرض البرنامج الانتخابي، يخوض الخطيب في عرض الخصوم. فيعلو رصيد الزعيم الناجح بقدر ما يتصيد من فضائح. يغيب عندئذ أسلوب الإقناع والحجاج ويطغى الصراخ والاحتجاج حتى إذا انتفخت منه الأوداج أيقن بالنجاح في اكتساح صندوق الزجاج.
وعلى من كان بيته من زجاج أن يحجم عن قذف القوارير. وحتى لا تختل الموازين لا يجوز الكيل بمكيالين في ميزان الذاكرة. فكيف يتم ذكر وزيرة ارتبطت بوزير ونسيان أخرى تورطت في فضيحة ملايير لقاح أنفلونزا الخنازير؟ وكيف يتم تناسي مآسي الناس مع الباخرة؟ تلك التي فاقت شهرتها هنا شهرة "التيتانيك". مع فارق كبير: ركاب السفينة البريطانية غرقوا في اليمّ بينما من وثقوا ب"النجاة" غرقوا، دون أن يستقلوها، في الهمّ. وليس غريبا، بعد كل هذا وذاك، أن ينسى الزميل الوزير مُنزِلُ المدونة ضحايا ربح الصفقات حين أحصى ضحايا حرب الطرقات.
هَلاّ وقفت نخبة الانتخابات مرّة مع الذات واحترمت ذكاء وذاكرة المواطنين؟ فالناس هنا يزنون كل كلمة ويفرقون بين هُدهد ومسيلمة. وما التصفيق إلاّ قرع لأذن الكاذب كي يفيق.

عبد الحفيظ كورجيت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف