الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من يريد استعادة زوج مثل هذا بقلم: نبيل عودة

تاريخ النشر : 2015-05-22
من يريد استعادة زوج مثل هذا بقلم: نبيل عودة
من يريد استعادة زوج مثل هذا؟

  قصة:نبيل عودة
وصلت مدام نديم برفقة صديقتها الى محطة الشرطة، قلقة ومضطربة وتكاد الدموع تتدفق من عينيها.. ولولا صديقتها المخلصة التي تتأبط ذراعها وتمسح عرقها وتهمس لها مطمئنة: "سنجده.. ستجده الشرطة.. لا تقلقي"، لسقطت على الأرض مغشيا عليها.

كانت متوترة للغاية.. وفورا توجّهت للشرطي المناوب:

-         زوجي ضاع.. خرج ولم يعد.. اريد أن تجدوه لي.. اذا لم يتناول دواءه اليومي قد يموت!!

فورا أدخلت الى غرفة ضابط مسؤول.

-         ارتاحي يا سيدتي واهدئي.. انا سأعالج الموضوع.

-         الموضوع لا يحتاج الى علاج.. اريد ان تجدوا زوجي.. خرج صباحا ولم يعد.. ليس من عادته.. انه مريض.. ويجب ان يتناول دواءه والا.. آه.. يا ويلي..

-         حسنا سيدتي اطمئني.. لا داعي للقلق.. هذه وظيفتنا أن نجد المفقودين.. عليك ان تعطينا بعض التفاصيل..

-         زوجي ضائع وانتم تريدون تفاصيل.. تفاصيل مفاصيل.. من يهتم للتفاصيل.. اريد ان تجدوا زوجي وكفى.

حاولت صديقتها ان تهدئ من روعها..

-         مدام نديم يا صديقتي.. أنت مضطربة.. الضابط يريد وصفا للسيد نديم حتى يجدوه..

قال الضابط بفراغ صبر:

-         اهدئي ياسيدتي.. سأجلب لك كوب ماء.. خذي راحتك..

قدم لها الضابط كوب ماء بارد. فأفرغته دفعة واحدة. قال:

-         اطمئني.. سنجدة.. بالطبع نحتاج منك الى معلومات حول عاداته وشكله و..

قاطعته:

-         أقول لك زوجي ضائع وانت تقول لي معلومات..؟

جففت دموعها..

-         ما اسمه يا سيدتي؟

-         نديم.. السيد نديم.

-         صفيه لنا..

نظرت مدام نديم بوجه الضابط، فكرت، انتعشت قليلا وبان بعض الهدوء على محياها

-         زوجي طويل القامة..

 قاطعتها صديقتها:

-         مدام نديم.. يا صديقتي..

اشارت اليها بيدها بحركة غاضبة ترفض المقاطعة:

 - يا صاحبتي.. أنا أعرف زوجي أفضل منك..

احمرت وجنتي صاحبتها وصمتت.. ولكن في وجهها بان عدم الإرتياح.

-         زوجي طويل القامة..

 قالت بحيوية وارتياح وكأنها لم تكن قلقة مضطربة قبل لحظات. تابعت:

-         طوله.. أظن حوالي مترين.. اليس كذلك يا صديقتي..؟

الصديقة تبدو مصدومة وغير مصدقة ما تسمع.. وتمتمت بما يفهم ان الوصف صحيح.

-         جسمه رياضي.. أسود الشعر.. قوي العضلات.. اسمه نديم.. نسكن قرب العين الفوقا.

-         قلت انه مريض... وقد يموت.. وهذه صفات لرجل قوي لا يعرف المرض..

-         أجل أجل.. يتناول دواء يوميا.. بسب رشح خفيف ألم به.

-         أي لا يوجد خطر الموت.. حسنا.. متى خرج وما هي عاداته اليومية؟

-         كان يجب ان يعود ظهرا.. ليس من عادته أن يفوت وجبة الغداء ظهرا. ها نحن في المساء ولم يعد.

بانت الحيرة على وجه الضابط.. خاصة وان الصديقة بدت مرتبكة وشيئا ما يجعلها أكثر اضطرابا من مدام نديم. ألقى قلمه على المنضدة، تأمل مدام نديم، تأمل صاحبتها.. هزّ رأسه بعدم استيعاب.. وسأل:

-         لكنك تصفين انساناً مسؤولاً وعاقلاً وغير مريض، ربما انشغل مع بعض أصدقائه..

-         أصدقاء.. لا أصدقاء لزوجي.

بانت الحيرة على وجه الضابط.. وسأل بعدم اهتمام:

-         ماذا كان يرتدي؟

-         بنطالاً رمادياً، حذاءً رياضياً وقميصاً أزرق اللون..

حاولت الصديقة أن تقول شيئا، فأشارت لها مدام نديم ان تصمت. قال الضابط بملل:

-         اعطني رقم تلفونك.. ونأمل خيرا.. هل تحملين صورة له؟

-         وتريدون صورة له.. هل صار مشهورا مثل مايكل دوغلاس؟ لا أحمل صورته معي..

-         سأرسل شرطيا لأخذ صورة له.. الصورة تساعدنا على ايجاده بسرعة.

-         لا أعرف أين صوره.. لا أعرف..

- عودي الى البيت.. وابحثي عن صورة.. سيحضر شرطي لأخذ الصورة.

 قالها بطريقة توحي ان المقابلة انتهت. أعطته رقم تلفون المنزل وغادرتا مبنى الشرطة وهي تردد:

-          جدوه بسرعة.. لا أريد ان يتعرض لمكروه.

خارج مبنى الشرطة نطقت الصديقة ببعض الحيرة والعتاب:

-         تفاصيل زوجك ليست صحيحة.. كيف سيجدونه؟

-         هل تعرفين زوجي أكثر مني؟

-         يا صديقتي ماذا جرى لك.. زوجك طوله متر ونصف وأقرع وله كرش ضخمة، مصاب بمرض النسيان ولا رياضي ولا بطيخ.. يدبّ على عصا ويسير بصعوبة؟

نظرت مدام نديم باستهجان لصاحبتها وقالت بحزم:

-         ومن يريد استرجاع زوج مثل هذا؟!

نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف