الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد !19 بقلم: محمد الحنفي

تاريخ النشر : 2015-05-22
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد !19 بقلم: محمد الحنفي
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....19

محمد الحنفي

[email protected]  
إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

 محمد الحنفي

 علاقة تكوين الحزبوسلامي بتنظيم الهجوم على اليسار:.....5

وعلى المستوى السياسي، نجد أن جميع الأحزاب الرجعية تبذل جميع الجهود، من أجل محاربة المواقف السياسية لليسار، حيث نجد:

1) أن الحزب الإقطاعي، يتخذ مواقف سياسية تقر تأبيد الاستبداد القائم في مجموع البلاد، على يد الطبقة الحاكمة، والساعي إلى مصادرة مختلف الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تستبد بكل شيء، وتسخر الجميع لخدمة مصالحها.

والحزب الإقطاعي لا يتورع عن تأييد ممارسة القمع ضد اليسار الحقيقي، وضد أنشطته المختلفة، ويؤيد قمع جميع الحركات الاجتماعية، التي يقودها المنتمون إلى اليسار؛ لأن الإقطاع يمارس الاستغلال بدوره على الفلاحين المعدمين، الذين يرتبطون بزراعة الأراضي الإقطاعية. ولذلك فهو ليس من مصلحته أن يقبل بوجود ممارسة سياسية صادرة عن اليسار، يمكن أن تؤثر على تحكمه في الفلاحين المعدمين، أو في العمال الزراعيين، الذي تضطرهم ظروفهم للعمل في أراضي الإقطاعيين.

ويهدف التأييد السياسي للحزب الإقطاعي، والمؤيد للطبقة الحاكمة، إلى استمرارها في محاربته، والتضييق عليه، حتى لا يقوى على الاستمرار في الامتداد الجماهيري.

2) أن الحزب البورجوازي التبعي، يتبنى نفس الموقف الإقطاعي، إلا أنه يحاول أن يتظاهر بأن تأييد قمع اليسار، لا يتناسب مع الممارسة "الديمقراطية"، كما يراها الحزب البورجوازي التابع؛ لأنه يرى أن الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، يقتضي ممارسة مستوى معين من الديمقراطية، الذي يسمح بالاستفادة من تلك المؤسسات، على مستوى تقديم التسهيلات، من أجل الحصول على القروض التي لا تخدم إلا مصلحة الطبقة البورجوازية التابعة، إلى جانب الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية.

ولا بأس في نظر الحزب البورجوازي التابع، أن يوجد هناك يسار مشروط بالتدجين، عن طريق قبوله بالمواقف السياسية الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، وتأييده لسياسة الطبقة الحاكمة، ويلعب دوره في إخضاع الجماهير الشعبية الكادحة، والقيام بتضليلها، من أجل خدمة الاستغلال، مهما كان مصدره. أما اليسار الحقيقي، فلا بأس أن يبقى موجودا، ولكن تجب محاصرته، حتى لا يؤثر في الساحة، ويستبد بقيادة الجماهير الكادحة.

3) أن الحزب البورجوازي الذي لا يرى مانعا من وجود اليسار، والتعاطي مع مواقفه السياسية، واستنكار كل ما يمارس ضد أي كان في المجتمع ،ما دام يحترم القانون الذي يخدم مصلحة البورجوازية.

إلا أن هذه المواقف التي تصدر عن الحزب البورجوازي، سرعان ما تتحول بفعل التأثير البورجوازي التبعي، والإقطاعي، وبفعل تأثير الامبريالية العالمية، فتتبنى مواقف نقيضة تسعى إلى إقصاء اليسار، أو العمل على إقصائه سياسيا، عن طريق منعه من ممارسة حقه في التعبير عن رأيه في مختلف المحطات، وحرمانه من استغلال وسائل الإعلام المسموعة، والمرئية، التي تملكها الدولة، وحرمانه من الدعم المقدم إلى الأحزاب، والجرائد، حتى يبقى  عاجزا عن الاستمرار في التوسع، ويدخل في عملية الانحسار.

وقد أشرنا، سابقا، إلى أن الحزب البورجوازي لا يصمد أمام التيار، للحفاظ على أيديولوجيته الليبرالية. لذلك نجد أنه لا يصمد كذلك على نفس الموقف السياسي أمام التيار الجارف.

4) وعندما يتعلق الأمر بأحزاب البورجوازية الصغرى، فإننا نجد أن محاربتها لليسار آت من صلب اليسار نفسه؛ لأن هذه الأحزاب، غالبا ما تتبنى إيديولوجية تلفيقية / توفيقية، وتنبني على تلك الإيديولوجية مواقف سياسية، تظهر، وكأنها إيديولوجية يسارية. والواقع غير ذلك.

فخطورة أحزاب البورجوازية الصغرى، تكمن في كونها تملك القدرة على تضليل الكادحين، وإغراقهم في الأوهام الإيديولوجية، والسياسية.

ولذلك  فمحاربة هذه الأحزاب لليسار، تتجلى في:

ا ـ كونها تتظاهر بأنها تتبنى إيديولوجية اليسار: "الاشتراكية العلمية"، لا من أجل اعتمادها في التحليل العلمي للاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة؛ بل من أجل تحريفها، عن طريق اعتماد إيديولوجيات أخرى، إلى جانب إيديولوجية اليسار، لتوليف ايديولوجية خاصة، لا هي بالإقطاعية، ولا هي بالبورجوازية التابعة، ولا هي بالبورجوازية، ولا هي بالاشتراكية العلمية؛ بل هي كل هذه الإيديولوجيات مجتمعة. وهو ما يجعل أحزاب البورجوازية الصغرى توهم الجميع بأنها هي البديل للحزب اليساري، والقابل للتعامل، وباسم اليسار، مع جميع الأحزاب الأخرى، والمستعد لتقديم جميع التنازلات، التي لا حدود لها، من أجل تحقيق مصلحة البورجوازية الصغرى.

وأحزاب البورجوازية الصغرى، لذلك، تشكل خطورة التضليل الإيديولوجي، الذي يستهدف الجماهير الشعبية الكادحة، التي تفقد، بذلك، أملها في اليسار، الذي تساوي بينه وبين أحزاب البورجوازية الصغرى، نظرا للخلط الإيديولوجي الذي يصير مطروحا في الساحة الجماهيرية.

ب ـ وعلى المستوى التنظيمي: فهي غالبا ما تتبنى تصورا تنظيميا يقارب تصور اليسار، لبناء الحزب، ولكنها، في نفس الوقت، تنتج ممارسات لا علاقة لها باليسار، وهذه الممارسات أكثر قربا من الممارسة البورجوازية، حتى تجعل ممارستها معبرا للارتباط باليسار، وقيادته في اتجاه تقديم المزيد من التنازلات، إلى الطبقة الحاكمة.

ولذلك فتصور البورجوازية الصغرى، المستنسخ من تنظيم اليسار، لا يهدف إلى التحول إلى يسار حقيقي، بقدر ما يهدف إلى محاربة اليسار، عن طريق التوهيم.

ج ـ وتبعا للتوليف الإيديولوجي، وازدواجية التنظيم، والممارسة، كنتيجة لذلك التوليف، نجد أن البورجوازية الصغرى، تحاول اتخاذ مواقف سياسية، لا يمكن أن تكون مواقف وجيهة، تعكس وجهة نظر يسارية حقيقية، أو بورجوازية، أو أي وجهة نظر أخرى، بقدر ما تلتزم بالوسطية، حتى تبقى قريبة من جميع الأحزاب.

وموقف، كهذا الذي أشرنا إليه، لا يمكن أن يكون إلا إغراقا في التضليل السياسي، الذي يعتبر امتداد للتضليل الإيديولوجي، والتنظيمي.

وكما قال الشهيد عمر بنجلون  "فالتضليل هو أخطر أنواع القمع".

ولذلك نجد أن الجماهير الشعبية الكادحة، غالبا ما تنبهر بالمواقف السياسية الوسطية، لدورها في تذويب الصراع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بدل أن ترفع وثيرته.

وعملية التذويب تلك، لا يمكن أن تكون إلا إضعافا لليسار، الذي يدخل في صراع ثانوي مع البورجوازية الصغرى. وهو صراع غير مشروع، ليبتعد عن الصراع ضد البورجوازية التابعة، والبورجوازية، باعتباره صراعا مشروعا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف