من بيدر الحياة
عطاء متجدد
عبد السلام العابد
رغم أعوامه التي تقترب من الثمانين ، إلا انه ما زال يبث أمواجا ً من الفرح، والأفكار الايجابية التي تدعو إلى الأمل والتفاؤل، والتجدد والعطاء .
يعتز بأنه قضى خمسة وخمسين عاما ، وهو يعمل معلما ً في مدارس الوطن، قبل تقاعده الحكومي وبعده، في إحدى المدارس الخاصة، التقيت به صدفه، في إحدى السهرات، صحته جيدة، وذاكرته لا تنسى،وهمته قوية،وحضوره مؤثر، يأسرك أسلوبه وطريقته في الحوار، قال: هل تذكرني؟ قلت: نعم . كنت موجودا ً في المدرسة، ولكنني كنت في شعبة ثانية غير التي تعلمُها.يقول بفخر: علمتُ أجيالا ً كثيرة، واحتفظُ بسجلات الطلاب منذ عام 1955م، أحببت طلابي وأحبوني ، وكثيرا ً ما أراهم والتقي بهم في المدن،والمؤسسات، أينما أذهب، لم أتغيب عن عملي طوال فترة خدمتي. والحصة كانت مليئة ، ولم أضيع دقيقة واحدة من وقت طلابي ،كنت أحضر إلى المدرسة قبل الساعة السابعة، ولا أخرج إلا بعد انتهاء الدوام. أحببتُ مهنة التربية والتعليم، ولا سيما مادة اللغة الانجليزية التي درّستها لطلابي، من المرحلة الأساسية حتى الثانوية.
طوال حياتي، كنت أنام مبكرا ً وأفيق مبكرا ً، أتناول فطوري المكوّن من الزيت والزعتر والبصل ونباتات الأرض،وانطلق إلى مدرستي مشيا ً على الأقدام، مسافاتٍ طويلة ، استمتع خلالها بالطبيعة والهواء الصباحي المنعش، وأمرّن جسدي على الحركة والنشاط .
كرّستُ حياتي للعمل في تدريس اللغة الانجليزية،وتطويرِ مهاراتي، وقدراتي ومتابعة قراءاتي ، ولم أقبل العروض التي قُدمت لي؛ لأكون مديرا ً، فاستغرب الكثيرون، وقالوا:إن المعلمين يبذلون قصارى جهودهم؛ من أجل ترقيتهم إلى مديري مدارس، فكنت أجيبهم :أنا أحب أنْ أكون قريبا ً من طلابي وكتبي ودفاتري وأقلامي .
خلال عملي، انتسبتُ لإحدى الجامعات البريطانية،وإحدى الجامعات المحلية؛ لدراسة تخصص علمي آخر.اعتز أنني علّمتُ طالباتٍ وطلابا ً، منهم مَنْ أصبحوا مدرسين أو أطباء أو مهندسين، أو موظفين في وزارات ومؤسسات الوطن، وفي الخارج .
عندما ادخل مؤسسة؛ لانجاز عمل ما، أجد طلابي يهبون للسلام علي ّ، وتحيتي، وتلبية حاجتي بأقصى سرعة، وأحيانا ً أتلقى مكالماتٍ هاتفية من الطلبة وأهاليهم،وكلّها مليئة بالمحبة والاحترام والتقدير العالي .
أحمد الله أن ألهمني فكرة الإخلاص في العمل وإتقانه، وانجازه، دون تقصير،وأنني ما زلت في كامل صحتي وعافيتي ورغبتي في العطاء ، وبث روح الأمل والتفاؤل والإرادة والتصميم حتى آخر يوم من حياتي.
عطاء متجدد
عبد السلام العابد
رغم أعوامه التي تقترب من الثمانين ، إلا انه ما زال يبث أمواجا ً من الفرح، والأفكار الايجابية التي تدعو إلى الأمل والتفاؤل، والتجدد والعطاء .
يعتز بأنه قضى خمسة وخمسين عاما ، وهو يعمل معلما ً في مدارس الوطن، قبل تقاعده الحكومي وبعده، في إحدى المدارس الخاصة، التقيت به صدفه، في إحدى السهرات، صحته جيدة، وذاكرته لا تنسى،وهمته قوية،وحضوره مؤثر، يأسرك أسلوبه وطريقته في الحوار، قال: هل تذكرني؟ قلت: نعم . كنت موجودا ً في المدرسة، ولكنني كنت في شعبة ثانية غير التي تعلمُها.يقول بفخر: علمتُ أجيالا ً كثيرة، واحتفظُ بسجلات الطلاب منذ عام 1955م، أحببت طلابي وأحبوني ، وكثيرا ً ما أراهم والتقي بهم في المدن،والمؤسسات، أينما أذهب، لم أتغيب عن عملي طوال فترة خدمتي. والحصة كانت مليئة ، ولم أضيع دقيقة واحدة من وقت طلابي ،كنت أحضر إلى المدرسة قبل الساعة السابعة، ولا أخرج إلا بعد انتهاء الدوام. أحببتُ مهنة التربية والتعليم، ولا سيما مادة اللغة الانجليزية التي درّستها لطلابي، من المرحلة الأساسية حتى الثانوية.
طوال حياتي، كنت أنام مبكرا ً وأفيق مبكرا ً، أتناول فطوري المكوّن من الزيت والزعتر والبصل ونباتات الأرض،وانطلق إلى مدرستي مشيا ً على الأقدام، مسافاتٍ طويلة ، استمتع خلالها بالطبيعة والهواء الصباحي المنعش، وأمرّن جسدي على الحركة والنشاط .
كرّستُ حياتي للعمل في تدريس اللغة الانجليزية،وتطويرِ مهاراتي، وقدراتي ومتابعة قراءاتي ، ولم أقبل العروض التي قُدمت لي؛ لأكون مديرا ً، فاستغرب الكثيرون، وقالوا:إن المعلمين يبذلون قصارى جهودهم؛ من أجل ترقيتهم إلى مديري مدارس، فكنت أجيبهم :أنا أحب أنْ أكون قريبا ً من طلابي وكتبي ودفاتري وأقلامي .
خلال عملي، انتسبتُ لإحدى الجامعات البريطانية،وإحدى الجامعات المحلية؛ لدراسة تخصص علمي آخر.اعتز أنني علّمتُ طالباتٍ وطلابا ً، منهم مَنْ أصبحوا مدرسين أو أطباء أو مهندسين، أو موظفين في وزارات ومؤسسات الوطن، وفي الخارج .
عندما ادخل مؤسسة؛ لانجاز عمل ما، أجد طلابي يهبون للسلام علي ّ، وتحيتي، وتلبية حاجتي بأقصى سرعة، وأحيانا ً أتلقى مكالماتٍ هاتفية من الطلبة وأهاليهم،وكلّها مليئة بالمحبة والاحترام والتقدير العالي .
أحمد الله أن ألهمني فكرة الإخلاص في العمل وإتقانه، وانجازه، دون تقصير،وأنني ما زلت في كامل صحتي وعافيتي ورغبتي في العطاء ، وبث روح الأمل والتفاؤل والإرادة والتصميم حتى آخر يوم من حياتي.