لا شك أن دخول الكتاب الصحفيين إلى مجال الإعلام المرئي والمسموع كإعلاميين لا كضيوف قد نقل الفيروس الملازم للنخبة والمتمثل في التعالي على الجماهير، والتعامل معها على أنها كتل مغيبة لا تفقه من أمرها شيء، وتنتظر دائمًا من يوجهها، ويرشدها إلى الطريق، دون أي اعتبار لكون تلك الجماهير تملك من الفطر السلمية ما يؤهلها لتقود المئات من هذا الصنف من النخب المزيفة.
هذه المسألة تظهر في العديد من الصور بداية من أسماء البرامج التي صارت فرضًا تحتوي على اسم مقدم البرنامج في حركة تعكس نرجسية واضحة، هذا إلى جانب العديد من الأسماء التي تعكس تعاليًا في صورة توجيهية مثل "افهموا بقى" و"لازم نفهم"، ومرورًا بأسلوب المذيعين الزاعق والحاد الذي صار يشبه أسلوب معلمي الابتدائية في عصور الانحدار، فماعاد ينقص المذيع شيء سوى الإمساك بعصاة لجمهور المتابعين، وانتهاءًا بالعصبية التي صارت تبدو على مقدم البرنامج إن تجرأ ضيف الاستوديو أو الهاتف على معارضته، وكأنه يملك الحق المطلق، وليس لأحد على وجه الأرض مقدار علمه.
العجيب أنه وفقًا لكليات وأكاديميات الإعلام فإن مهمة المذيع الأولى والأخيرة هي طرح الأسئلة التي تهم الجماهير بهدف الحصول على إجابات لها، أما ما صار عليه الوضع حاليًا من فتونة واستعراض من جانب المذيعين وتقمص لدور محققي النيابة فليس له أدنى علاقة بالإعلام ومبادئه.
آخر المظاهر التي تعكس حمى التعالي هي عناوين الرصد الإليكتروني التي يتم عرضها طوال مدة الحلقة أسفل الشاشة والتي تحمل كلمات مثل الأستاذ س "المذيع" يحرج ص "الضيف"!.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة لم تكن موجودة في عقود ما قبل ظهور الفضائيات الخاصة، التي تعتمد على الإثارة في معالجة الموضوعات العامة بهدف الوصول لنسب مشاهدة عالية، ومع كل أسف بدأت تلك الظاهرة في الانتقال إلى التليفزيون المملوك للدولة،فزاد طين ماسبيرو بلة، فمن المعروف أن الفساد والبعد عن الحرفية لسنوات قد أدت إلى انخفاض نسب المشاهدة للتليفزيون الرسمي وعوضًا عن أن يطوروا من أنفسهم وينافشوا أسباب فشلهم، توجهوا للفضائيات ونقلوا أسوأ ما فيها.
وختامًا يليق التنبيه إلى أن تزايد ظاهرة اعتماد الفضائيات الخاصة على الصحفيين، قد أدت إلى تدهور واضح في الأداء الإعلامي المرئي، فإن كان الصحفي موهوب في مجاله إلا أنه ليس بالضرورة يملك المؤهلات التي تناسب عمله كمذيع كمخارج الحروف أو غياب المظهر الملائم.
هذه المسألة تظهر في العديد من الصور بداية من أسماء البرامج التي صارت فرضًا تحتوي على اسم مقدم البرنامج في حركة تعكس نرجسية واضحة، هذا إلى جانب العديد من الأسماء التي تعكس تعاليًا في صورة توجيهية مثل "افهموا بقى" و"لازم نفهم"، ومرورًا بأسلوب المذيعين الزاعق والحاد الذي صار يشبه أسلوب معلمي الابتدائية في عصور الانحدار، فماعاد ينقص المذيع شيء سوى الإمساك بعصاة لجمهور المتابعين، وانتهاءًا بالعصبية التي صارت تبدو على مقدم البرنامج إن تجرأ ضيف الاستوديو أو الهاتف على معارضته، وكأنه يملك الحق المطلق، وليس لأحد على وجه الأرض مقدار علمه.
العجيب أنه وفقًا لكليات وأكاديميات الإعلام فإن مهمة المذيع الأولى والأخيرة هي طرح الأسئلة التي تهم الجماهير بهدف الحصول على إجابات لها، أما ما صار عليه الوضع حاليًا من فتونة واستعراض من جانب المذيعين وتقمص لدور محققي النيابة فليس له أدنى علاقة بالإعلام ومبادئه.
آخر المظاهر التي تعكس حمى التعالي هي عناوين الرصد الإليكتروني التي يتم عرضها طوال مدة الحلقة أسفل الشاشة والتي تحمل كلمات مثل الأستاذ س "المذيع" يحرج ص "الضيف"!.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة لم تكن موجودة في عقود ما قبل ظهور الفضائيات الخاصة، التي تعتمد على الإثارة في معالجة الموضوعات العامة بهدف الوصول لنسب مشاهدة عالية، ومع كل أسف بدأت تلك الظاهرة في الانتقال إلى التليفزيون المملوك للدولة،فزاد طين ماسبيرو بلة، فمن المعروف أن الفساد والبعد عن الحرفية لسنوات قد أدت إلى انخفاض نسب المشاهدة للتليفزيون الرسمي وعوضًا عن أن يطوروا من أنفسهم وينافشوا أسباب فشلهم، توجهوا للفضائيات ونقلوا أسوأ ما فيها.
وختامًا يليق التنبيه إلى أن تزايد ظاهرة اعتماد الفضائيات الخاصة على الصحفيين، قد أدت إلى تدهور واضح في الأداء الإعلامي المرئي، فإن كان الصحفي موهوب في مجاله إلا أنه ليس بالضرورة يملك المؤهلات التي تناسب عمله كمذيع كمخارج الحروف أو غياب المظهر الملائم.