الأخبار
حمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماً
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فشل إستراتيجي باعتراف أمريكي بقلم:عبد الجبار الجبوري

تاريخ النشر : 2015-05-21
فشل إستراتيجي باعتراف أمريكي بقلم:عبد الجبار الجبوري
         فشل إستراتيجي باعتراف أمريكي
  عبد الجبار الجبوري

 

في آخر تقرير لها نشرت صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية  اعترافات خطيرة جدا للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب،يعترف فيها بتصريحات له ،بان الحرب على العراق عام 2003( لم  تكن مجرد أكاذيب استخباراتية خاطئة فقط ،بل كانت جريمة كاملة )،ماذا يعني هذا الاعتراف الأمريكي ، في حرب شنت على بلد امن عمره آلاف السنين ،دمرت ومازالت تدمر كل حرث ونسل ،وتحطيم كامل للبنية التحتية مع قتل وتهجير ملايين من أبنائه إلى دول الشتات والمنافي والقفار ،وتفتيت نسيجه الاجتماعي بنشر الطائفية فيه،ألا يعتبر إبادة بشرية وقتل جماعي-جينو سايد- لشعب عريق مثل شعب العراق ،لتحقيق مآرب ومصالح دنيئة في مشاريع استيراتيجية تهدف لتفكيك وتفتيت العراق والمنطقة، ونشر الخراب والقتل بفوضى خلاقة أمريكية،تشاركها إيران العدو التاريخي للعرب ،هذا الاعتراف-بالفشل الاستتيراتيجي-من قبل بوش الأب،كرره أمس ستيف وارن الناطق باسم البنتاغون حول سقوط الانبار بيد تنظيم الدولة الإسلامية ،معترفا بفشل استراتيجي فاضح سماه تخفيفا للصدمة ب-انتكاسة-في قرر الرئيس اوباما فورا (تغيير الاستيراتيجية الأمريكية فورا في العراق)،كإجراء فوري على فشل إستراتيجيته العسكرية في العراق ،والتي تعتمد أساسا على الضربات الجوية للتحالف الدولي مع تزويد الجيش العراقي وحكومة ألعبادي المزيد من الأسلحة والصواريخ والمعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي بعيدا عن التدخل العسكري البري ،إلا أن هذا السيناريو قد جلب لاوباما الصداع وتمددت الدولة الإسلامية بشكل سريع جدا فاستولت على الانبار بالكامل ومناطق من تكريت وحزام بغداد،بل وصرح زعيم التنظيم في الدولة الإسلامية بان الهدف الثاني هو بغداد وكربلاء،هنا ثارت ثائرة إدارة اوباما وحكام طهران ،واستنفرت حكومة ألعبادي كل قوتها وتحشيداتها لمواجهة هذا الخطر الداهم لبغداد وكربلاء ،وهو خطر حقيقي ،إذا ما علمنا أن الجيش أصابه الضعف والخوف والوهن،ولم يعد قادرا على الدخول في معركة مع التنظيم ،والدليل هروب فرقته الذهبية قطعاته العسكرية من الانبار دون قتال ،تاركة أسلحتها ومعداتها الثقيلة ودباباتها ومخازن عتادها لتنظيم الدولة الإسلامية داعش،ويخرج العريف الركن فاضل برواري قائد الفرقة التنكية ويقول عن هروب فرقته بأنه-انسحابا تكتيكيا-لذلك وبعد هذا (النصر الكبير لداعش في الانبار)كما عبر عنه المحلل الاستراتيجي العسكري أنتوني كورد سمان قبل يومين ،حصلت هزة كبيرة جدا في الجانبين الأمريكي والعراقي ،فقام حكومة ألعبادي والبرلمان بالموافقة على دخول الحشد الشعبي إلى الانبار بطلب من مجلس المحافظة والمحافظ والعشائر،مع تحشيد غير طبيعي عسكريا وإعلاميا للتطوع في الحشد ،كنفير عام في العراق لاستعادة الانبار وإبعاد خطر داعش عم بغداد وكربلاء والنجف ،ويقوم ألعبادي بزيارة خاطفة وسريعة لروسيا كي يحصل على مزيد من الأسلحة لتعاقدات سابقة ،أما أمريكا ،فقد اجتمع اوباما بمجلس الأمن القومي فورا واتخذ عدة قرارات فورية لمواجهة داعش في معركة كبيرة جدا في الانبار،ومنها تزويد سريع للأسلحة الحديثة الفتاكة للعشائر العراقية وموافقة على مشاركة الحشد الشعبي في المعركة بعد أن كانت شرطا لإبعاده لمشاركة طيران التحالف لقصف أهدافا لداعش ،وكذلك إلغاء الإستراتيجية الأمريكية السابقة في العراق ،ووضع استيراتيجية جديدة تقوم على الهجوم المباغت وتدمير العدو ،ودعما لا محدودا لحكومة المالكي وجيشه،مع الإقرار بان الجيش لم يعد فاعلا وخيب آمال إدارة اوباما في معارك صلاح الدين والانبار ،لاسيما وان أمريكا أنهت تحضيراتها كما-تدعى- لتحرير الموصل-من قبل الجيش والبشمركة والحشد الوطني يرافقه قصف مكثف ،إلا أن معركة الانبار قد أجهضت الحلم الأمريكي بتحرير الموصل، باعتمادها على الجيش والفرقة الذهبية التي يقودها العريف السابق في الجيش العراقي ،والفريق الركن حاليا (أية مفارقة سوداء)،ما نريد أن نقوله ونحن هنا نحلل ولا نمدح احد،إن الإستراتيجية الأمريكية قد فشلت منذ عقود في العراق واعترافات القادة الأمريكان تتوالى، وسيترتب عليها الخضوع للقوانين والاتفاقيات الدولية الكثير لاحقا،إلا أننا ندرك أن لإنجاح لأية إستراتيجية أمريكية في العراق مهما كانت ،لان أساس السياسة الأمريكية في العراق ومنذ الاحتلال كانت –وما زالت- تقوم على المحاصصة الطائفية وإلغاء اكبر مكون عربي وتهميشه وتهجيره وقتله ،مع حل الجيش العراقي المهني واجتثاث البعث الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة لا يمكن تجهيلها والقضاء عليها بالاجتثاث وهذا اكبر خطأ ارتكبه المجرم بول بريمر مع حل الجيش باعترافه هو شخصيا،الحل واضح بالعودة إلى إلغاء قرارات بريمر فورا وإجراء مصالحة حقيقية وتقديم تنازلات كبيرة من قبل كل الأطراف الحاكمة والمعارضة ،إذا أرادت أن يبقى العراق موحدا وبعيدا عن محو هويته وتقسيمه وتدميره أكثر،لان معركة الانبار القادمة ستكون حاسمة وفاصلة في تاريخ العراق ،وستقسط دماء عزيزة وكبيرة جدا من أبناء شعبنا لا نريدها أن تسقط ،وستكون هناك مجزرة بشرية هائلة لكل الأطراف،سيكون الخاسر الأكبر فيها دماء أبناء شعبنا العراقي ،عليه لا تعولوا على الاستيراتيجية الأمريكية الكاذبة لان سبب فشلها يعود الى الأخبار والمعلومات الكاذبة للمستشارين العسكريين الأمريكان في العراق والمخابرات الأمريكية لإدارة اوباما وعبر التاريخ وفيتنام شاهد حي على ذلك ،نقول لكل الأحزاب والكتل والبرلمان والحكومة ،إن أمريكا وإيران لا تريدان مصلحة العراق لان كل واحدة منهما لها مصالحها الخاصة ومن حقها ولكن لا تنخدعوا بهما ،عدون إلى رشدكم وشعبكم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،معركة استعادة الانبار على الأبواب ،والذئاب على الأبواب.....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف