مستقبل اليمن ومخرجات مؤتمر الرياض
- أحمد صالح الفقيه
جاءني بالأمس هذا السؤال من صحيفة عكاظ على الهاتف النقال ونصه: كيف تنظرون الى مستقبل اليمن على ضوء مخرجات مؤتمر الرياض وما هي طبيعة التدخل البري الذي يريده اليمنيون؟
ولان الظروف المتعلقة بالانترنت المرتبطة بتوفر الكهرباء لم تتح لي الاجابة على السؤال مباشرة فقد آثرت استغلال اول فرصة لنشر الجواب وتعميمه. مخرجات مؤتمر الرياض ملتزمة بالاهداف الوطنية الاساسية وهي استكمال مهام المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بتفاصيلها الرئيسية، من اعتماد الدستور الجديد الى بناء يمن اتحادي من ستة اقاليم والباقي تفاصيل.
وفيما يتعلق بالحرب الهمجية البربرية الحوثية المؤيدة من قطعان المخلوع صالح المسماة زوراً بالجيش، فان الاهداف هي اهداف مجلس الامن والتحالف العربي وهي الانسحاب من المحافظات، وتسليم السلاح، وعودة السلطة الشرعية الى البلاد لتؤدي مهامها من العاصمة صنعاء.
وتلك كلها هي اسس حل الازمة اليمنية وفتح الطريق أمام الاستقرار والازدهار والبناء. وتبقى الاجابة على السؤال الأهم كيف؟
إن تحقيق ما تقدم أعلاه يرتبط بهزيمة ميليشا الحوثيين و ميليشا صالح عسكرياً، ولن يتم ذلك الا بالتدخل البري الواسع الذي أرى انه يقوم على الاسس التالية:
أولاًُ:اسس المسؤولية الجزائية
منذ عهد الرسول الأعظم كانت كل قبيلة مسؤولة جماعيا عن جنايات وجرائم افرادها، وقد ظل الامر كذلك في ظل حكم الامامة والعهد الجمهوري الى حد كبير. وحتى عندما وضع البريطانيون القانون الجزائي في باكستان القائم على المسؤولية الفردية استثنوا فيه مناطق القبائل في الحدود، واثبتوا المسؤولية الجماعية للقبيلة عن جنايات افرادها، وكذلك كانوا يتعاملون مع قبائل الجنوب في اليمن بنفس المبدأ. إن هذا المبدأ يجب ان يحكم التعامل مع قبائل محافظات ذمار وصنعاء وعمران وصعدة وحجه، وان تعي هذه القبائل انها ستتحمل مسؤولية ارسال افرادها للقتال مع الحوثيين ومع ميليشا صالح دون هوادة او رحمة، وبذلك فقط سيتم نجفيف معين القوة البشرية الميليشاوية التي تعيث في اليمن فساداً.
ثانيا: ادارة المعارك
اعتماد مبدأ اهل مكة أدرى بشعابها، عن طريق تدريب جيش من القوى الصعداوية المناهضة للحوثيين، تحت امرة الشرعية الممثلة بالرئيس والحكومة، وجعل هذه القوى رأس الحربة في استنقاذ صعدة من ايدي الحوثيين، بدعم جوي وبري قوي من قوات دول الحالف العربي.
محافظة عدن و محافظات الجنوب
مدن عدن الرئيسية كريتر والمعلا والتواهي والقلوعة تقع على شبه جزيرة صغيرة في خليج عدن وهي تشبه في جغرافيتها قبضة اليد الممتدة من ذراع هي خورمكسر وخطها الساحلي، والى شمالها الشيخ عثمان ودارسعد ومن الغرب تمتد البريقة وصلاح الدين ورأس عمران. وكلها قابلة للتدخل البري لانها ساحلية، ويمكن لقوة مشاة بحرية مجهزة جيداً احتلالها في زمن وجيز، ومن ثم العمل على تدريب الجنوبيين في وحدات حرب عصابات هجومية لتطهير المناطق الاقرب الى الشمال من عدن أي لحج وأبين والضالع وبعدها محافظات إب وتعز. وهي قوات يجب ان تتكون من جماعات قوامها خمس عشر فرداً مجهزين بمضادات الدروع المحمولة والقناصات ومدافع المورتر والكاتيوشا الرباعية الخفيفة ومحمولين على عربات الهمفي او مايعادلها.
إن الفي جماعة من هذا النوع اجمالي قوتها ثلاثون الف فرد ستكون راس الرمح في الامساك بارض الجنوب كلها و استعادتها للشرعية بدعم بري وجوي من التحالف العربي. زكذلك تعز وايب
مأرب والبيضاء والجوف
الجهد الرئيس لتحرير صنعاء يجب ان يناط بقبائل هذه المحافظات الثلاث التي تمتلك قوات قبلية كبيرة، ويمكنها بدعم لوجستي وقيادة عسكرية خبيرة تطهير هذه المحافظات، ومن ثم الاتجاه نحو صنعاء وذمار بدعم جوي قوي من دول التحالف.
لقد حكم تحالف قبائل هذه المنطقة اليمن قديماً مئات السنين، من خلال دولتي سبأ ومعين حتى انتقل الحكم الى يريم في دولة الحميريين. ولم تحكم مناطق الشمال اليمن حكماً متقطعاً الا بعد إنشاء الدولة الزيدية في صعدة على يد الإمام الهادي الرسي.
يمكن لقبائل الحزام الرملي هذه استعادة دورها التاريخي لشدة بأسها، وقد كان لها دور كبير في هزيمة آخر هجمة ملكية عام 1967 و 1968 وخاصة قبائل البيضاء بقيادة الشيخ احمد عبدربه العواضي.
- أحمد صالح الفقيه
جاءني بالأمس هذا السؤال من صحيفة عكاظ على الهاتف النقال ونصه: كيف تنظرون الى مستقبل اليمن على ضوء مخرجات مؤتمر الرياض وما هي طبيعة التدخل البري الذي يريده اليمنيون؟
ولان الظروف المتعلقة بالانترنت المرتبطة بتوفر الكهرباء لم تتح لي الاجابة على السؤال مباشرة فقد آثرت استغلال اول فرصة لنشر الجواب وتعميمه. مخرجات مؤتمر الرياض ملتزمة بالاهداف الوطنية الاساسية وهي استكمال مهام المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بتفاصيلها الرئيسية، من اعتماد الدستور الجديد الى بناء يمن اتحادي من ستة اقاليم والباقي تفاصيل.
وفيما يتعلق بالحرب الهمجية البربرية الحوثية المؤيدة من قطعان المخلوع صالح المسماة زوراً بالجيش، فان الاهداف هي اهداف مجلس الامن والتحالف العربي وهي الانسحاب من المحافظات، وتسليم السلاح، وعودة السلطة الشرعية الى البلاد لتؤدي مهامها من العاصمة صنعاء.
وتلك كلها هي اسس حل الازمة اليمنية وفتح الطريق أمام الاستقرار والازدهار والبناء. وتبقى الاجابة على السؤال الأهم كيف؟
إن تحقيق ما تقدم أعلاه يرتبط بهزيمة ميليشا الحوثيين و ميليشا صالح عسكرياً، ولن يتم ذلك الا بالتدخل البري الواسع الذي أرى انه يقوم على الاسس التالية:
أولاًُ:اسس المسؤولية الجزائية
منذ عهد الرسول الأعظم كانت كل قبيلة مسؤولة جماعيا عن جنايات وجرائم افرادها، وقد ظل الامر كذلك في ظل حكم الامامة والعهد الجمهوري الى حد كبير. وحتى عندما وضع البريطانيون القانون الجزائي في باكستان القائم على المسؤولية الفردية استثنوا فيه مناطق القبائل في الحدود، واثبتوا المسؤولية الجماعية للقبيلة عن جنايات افرادها، وكذلك كانوا يتعاملون مع قبائل الجنوب في اليمن بنفس المبدأ. إن هذا المبدأ يجب ان يحكم التعامل مع قبائل محافظات ذمار وصنعاء وعمران وصعدة وحجه، وان تعي هذه القبائل انها ستتحمل مسؤولية ارسال افرادها للقتال مع الحوثيين ومع ميليشا صالح دون هوادة او رحمة، وبذلك فقط سيتم نجفيف معين القوة البشرية الميليشاوية التي تعيث في اليمن فساداً.
ثانيا: ادارة المعارك
اعتماد مبدأ اهل مكة أدرى بشعابها، عن طريق تدريب جيش من القوى الصعداوية المناهضة للحوثيين، تحت امرة الشرعية الممثلة بالرئيس والحكومة، وجعل هذه القوى رأس الحربة في استنقاذ صعدة من ايدي الحوثيين، بدعم جوي وبري قوي من قوات دول الحالف العربي.
محافظة عدن و محافظات الجنوب
مدن عدن الرئيسية كريتر والمعلا والتواهي والقلوعة تقع على شبه جزيرة صغيرة في خليج عدن وهي تشبه في جغرافيتها قبضة اليد الممتدة من ذراع هي خورمكسر وخطها الساحلي، والى شمالها الشيخ عثمان ودارسعد ومن الغرب تمتد البريقة وصلاح الدين ورأس عمران. وكلها قابلة للتدخل البري لانها ساحلية، ويمكن لقوة مشاة بحرية مجهزة جيداً احتلالها في زمن وجيز، ومن ثم العمل على تدريب الجنوبيين في وحدات حرب عصابات هجومية لتطهير المناطق الاقرب الى الشمال من عدن أي لحج وأبين والضالع وبعدها محافظات إب وتعز. وهي قوات يجب ان تتكون من جماعات قوامها خمس عشر فرداً مجهزين بمضادات الدروع المحمولة والقناصات ومدافع المورتر والكاتيوشا الرباعية الخفيفة ومحمولين على عربات الهمفي او مايعادلها.
إن الفي جماعة من هذا النوع اجمالي قوتها ثلاثون الف فرد ستكون راس الرمح في الامساك بارض الجنوب كلها و استعادتها للشرعية بدعم بري وجوي من التحالف العربي. زكذلك تعز وايب
مأرب والبيضاء والجوف
الجهد الرئيس لتحرير صنعاء يجب ان يناط بقبائل هذه المحافظات الثلاث التي تمتلك قوات قبلية كبيرة، ويمكنها بدعم لوجستي وقيادة عسكرية خبيرة تطهير هذه المحافظات، ومن ثم الاتجاه نحو صنعاء وذمار بدعم جوي قوي من دول التحالف.
لقد حكم تحالف قبائل هذه المنطقة اليمن قديماً مئات السنين، من خلال دولتي سبأ ومعين حتى انتقل الحكم الى يريم في دولة الحميريين. ولم تحكم مناطق الشمال اليمن حكماً متقطعاً الا بعد إنشاء الدولة الزيدية في صعدة على يد الإمام الهادي الرسي.
يمكن لقبائل الحزام الرملي هذه استعادة دورها التاريخي لشدة بأسها، وقد كان لها دور كبير في هزيمة آخر هجمة ملكية عام 1967 و 1968 وخاصة قبائل البيضاء بقيادة الشيخ احمد عبدربه العواضي.