الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مدينة بوزنيقة المغربية تحتفي بالفن التشكيلي الحديث

مدينة بوزنيقة المغربية تحتفي بالفن التشكيلي الحديث
تاريخ النشر : 2015-05-19
مدينة بوزنيقة المغربية تحتفي بالفن التشكيلي الحديث.

عزالدين بوركة

18/05/2015

في لقاء حار بين ضوء شمس بحر مدينة بوزنيقة، على حدود العاصمة الرباط، وألوان صباغة ريشات فنانين من مختلف البلدان العربية والأوروبية (المغرب، عمان، السعدية، تونس، ألمانيا، فرنسا، بلجيكا....)؛ كان لفنانين عرب وأجانب لقاء وّد وتشكيل، يحضر فيه الإبداع مختلطا بنسيم البحر.

عرفت مدينة بوزنيقة في الفترة الممتدة بين 13 إلى 17 من شهر مايو الجاري ملتقى تشكيلي (إقامة تشكيلية)، حضره مجموعة من الفنانين العرب والأجانب ( "أماني فاخت" من ألمانيا؛ "مونا سونبل" و"نهار مرزوق" من السعودية؛ "عادل حواتا" من بلجيكا؛ "ريم العياري" و"آن ميشيل فريه" من فرسا؛ من المغرب كل من الفنانين "نور الدين بومعزة" و"زين العابدين الأمين" و"عبد الله الهيطوط" و"مصطفى العرش" و"ليلى العراقي"؛ من سلطنة عمان الفنانيْن "موسى عمر" و"إدريس الهوتي"؛ والناقدة-التشكيلية "دلال صماري" من تونس). هذا وعرف الملتقى الذي نظمته "غالريه 86" (تحث إشراف الفنانين زين العابدين الأمين وليلى العراقي) غياب بعض الأسماء عنه لظروف شخصية.

عرف هذا اللقاء ورشات موازية حضرها تلاميذ من المعهد العالي للفنون الجميلة بالدار البيضاء، ورشات أطرها الفنانون الحاضرون، غاية في تبليغ ما اكتسبوه من خبرات تقنية وفنية، وأساليب تشكيلية للأجيال الفنية القادمة. كما عرف اللقاء أيضا جلسات نقاش تبادل فيها الفنانون مع الحاضرين خبراتهم، ومناقشة مفاهيم تشكيلية، للإحاطة بجل خلفيات هذا الفن الراقي والجميل. كما اشتغل الفنانون المدعوون على مجموعة من أعمالهم في ورشات متقاربة وآنية، مما جعل إمكانية تمرير تلك المعرف النظرية التي نوقشت، بشكل تطبيقي، مباشرة أمام الحاضرين. وعرف هذا اللقاء أيضا، خرجات فنية، لزيارة مجموعة من الأماكن التشكيلية والثقافية المغربية بمدينة الرباط: زيارة متحف محمد السادس، المتخصص بتاريخ المغرب والفن التشكيلي المغربي المعاصر.

كما أعرب كل الفنان التشكيلي المغربي زين العابدين الأمين والناقدة والتشكيلية صماري دلال على أهمية هكذا لقاءات، التي تجعل الفنان يلتقي مع مختلف أشكال الاشتغال العالمية في مطبخها المباشر لفنانين آخرين، وأدوات عملهم. وذهبت الفنانة الفرنسية آن مشيل للقول أن هذا الملتقى ذا فائدة كبرى، من حيث إحداث تقارب فني وتشكيلي يضفي على الرؤية الفنية لدى الفنان، نوع من الحس الجديد لتقاطعه مع ثقافات مختلفة.

هذا ويعدّ الفنانون المدعوون من طينة أحسن الفانين في الساحة الفنية المعاصرة، لما يتمتعون به من حس فني عالٍ وراقٍ، وحسن اشتغال حداثي، مع شيء من الاختلاف من حيث تقنيات الاشتغال، غير أن زوايا فنية كثيرة تجمع بينهم، من حيث البحث الدؤوم على أدوات اشتغال جديدة ومتطورة. أسماء لا يمكننا التوقف عندها اسما اسما لضيق مساحات الكلمات هنا، غير أنه كان لابد من التوقف عند بعضها:

عادل حواتا (بلجيكا):

تيمة "الحد" أو الحدية، هي التيمة البارزة المُشْتَغَل عليها في أعمال الفنان التشكيلي عادل حواتا، الحد كعامل وجودي، تتمخضه صراعات فضائية على مستوى الكوني، وما استعمال هذا الفنان للون الأسود إلا تعبيرا عن سوداوية النظرة وتجاوزها في آن. لطموحه لكسر قيد الحدود المانعة والفاصلة داخل الإنسان.. إن العمل الفني لدى هذا التشكيلي لطرح رؤيوي نابع من اشتغال ودَؤُوبَ بحثٍ رصينين بأسئلة الحاضر والآني الإنساني بما يعتمل دواخله. وليس عبثا منه أن يشتغل على هذه التيمة، فهو طالما جرب الاشتغال على إشكاليات العبور وتجاوز الحدود، فقد عرف في تجربته المعيشية الانتقال من المغرب إلى بلجيكا، أوروبا شرقا وغربا وشمال وجنوب إفريقيا.. تجول مستمر يعي سوئية هذه الفواصل/الحدود...

موسى عمر (سلطنة عمان):

تفضي أعمال موسى عمر، الذي ولد عام 1971 في ولاية مطرح التي شهدت أيام طفولته ومخزونه البصري والثقافي الثري، وأطلقت العنان لموهبة ذلك الفنان المبدع الموجودة داخله أن تنمو وتنتشر، المفخخة بالرموز الحية لفضاء تعبير له علاقة مباشرة بالوضع النفسي للكائن للفنان المحاصر بهاجس التميز والذي أراد الانحراف بهذا الخطاب، حيث يقول لنا "الفن في رأيي ليس وسيلة وأداة للتعبير وللتخاطب مع الآخر فحسب؛ إنني أرى فيه تلك القوة الخفية المستعصية الكامنة في شغاف الروح. تلك التي تصنع عالما موازياً للواقع المعاش ومتقاطعا معه في آن معا. لذلك فإنني أنتصر لاستخدام الرمز في كثير من أعمالي، لإيماني العميق بما يمتلكه الرمز من مساحات تعبيرية شاسعة بحجم السماوات، حيث يمكنني التحليق فيها كطائر أسطوري يملك ألف جناح".

نهار مرزوق (المملكة السعودية):

تقترب أعمال الفنان التشكيلي نهار مرزوق من التلقائية والبنائية بلغة لونية درامية في الشكل والمضمون ونمط قد لا تنتهي خطوطه في داخل اللوحة بل تمتد لمسافات أبعد وأرحب من حدود الصورة، نهار مرزوق وظف دراسته الأكاديمية للفنون في لوحاته بشكل أشبع رغباته وميوله، إضافة إلى إجادته اللعب باللون عبر خطوطه المستقيمة تارة والمنكسرة تارة أخرى، ولعله يقترب من، أسلوب عظماء الفن التشكيلي بمدارسهم المختلفة التي شهدت على رسالة الفنون الخالدة.

تميزت أعمال نهار بإمتاع المتلقي رغم تعدد عناصره وألوانه وخطوطه بتعامدها وتقاطعها على سطح اللوحة، إلا أنها تعطي بعدا ثلاثي الأبعاد لما ينوي البوح به الفنان من تراكيب لونية وبناء خاص ميزه عن غيره.

آن مشيل فاريه (مينا) (فرنسا):

تعتبر اللوحة عند هذه الفنانة مركز للشيء لا تكرارا له. تمزح في أعماله بين عدة تقنيات تشكيلية وصباغية (من الأكريلك والكاليغرافيا والكولاج والبحث)، عبر شفافية اللون وملأ الفراغ بألوان فاتحة وأشكال تجعلها مركزا لاشتغالها، تحاول هذه الفنانة مواجهة تلك العزلة التي يعاني منها الكائن، في زمن ما بات يسمى ب"عصر التقنية"، هذه المواجهة تحاول لمس الذائقة الفنية لدى المتلقي، الذي تحاول أن تجعله جزء من العمل لديها. هذا وتتعدد طرق اشتغالها على الخط داخل المنجز من الخط الآسيوي والعربي والأوروبي، مما يجعل منها فنانة متعددة الجنسيات داخل العمل.

ريم العياري (فرنسا-تونس):

تنحو أعمال هذه الفنانة الفرنسية-التونسية إلى المدرسة التعبيرية الحديثة، من حيث الابتعاد بشكل فني عبر الصباغة وشفافية اللون عنها، وتوظيف تقنياتها كجزء من اللوحة لا ككل داخلها. هذا وتعتبر هذه الفنانة من الفنانات العصاميات القلائل اللواتي كان لهم استطاعة الخروج بمنجز خاص وخالص، يحتاج لحس تأمل وعمق قراءة. يحضر في غالب أعمالها مزيج من الحالات الإنسانية التي تعبر عنها بكيفية تتداخل المشاعر وردود الأفعال والقراءات كالموت والحزن والحياة والأمل والفرح.

مصطفى العرش (المغرب):

يحضر الجسد عند الفنان مصطفى العرش، أستاذ الفن وتاريخه، كثيمة دائمة الحضور داخل المنجز، لا تحيد عنه، لا يندرج داخل مدرسة بعينها، ولا يدعي ذلك، بل هو نوع من الاشتغال على الكائن الذي يجعله مركز عمله الفني والتوظيفي. يكون الجسد جزء من اللوحة، متناغما مع اللون في مرح وعمق اشتغال. يترنح بين الملء والفراغ، في شفافية ناصعة وتهذيب راق للون. اشتغل في آخر أعماله على الجزء السفلي من الجسد (السيقان)، ليس غاية في البحث عن إيحاءات جنسية، بل هو اشتغال على تلك النقطة الركيزة في حمل ثقل جزء الإنسان العلوي المفكر. هذا الاشتغال الذي قابله بحث وتطلع على آخر مستجدات الفن، من حيث الاشتغال والتأليف والنقد، بحث قطيع النظير عند غالبية الفنانين التشكيليين، مما يجعل من هذا الفنان فنانا حداثيا بامتياز.









 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف