الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد!!..18 بقلم: محمد الحنفي

تاريخ النشر : 2015-05-07
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد!!..18 بقلم: محمد الحنفي
 الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....18

محمد الحنفي

[email protected]   إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

علاقة تكوين الحزبوسلامي بتنظيم الهجوم على اليسار:.....4

9) وعلى مستوى التوظيف الرسمي للمساجد، لمحاربة اليسار باسم الدين الإسلامي، فالطبقة الحاكمة لا تتوقف عند حدود أدلجة الدين الإسلامي، بل إنها تستغل المساجد لتصريف تلك الأدلجة عن طريق:

ا ـ جعل خطب أئمة المساجد، في صلاة الجمعة، موضوعا لتلك الأدلجة المصحوبة بالهجوم على اليسار، الذي يشرع الأئمة في تشويه إيديولوجيته التي لا يعرفون عنها شيئا، وإذا قرأوا عنها شيئا لا يفهمونه، غير أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء المعرفة بها، لافتقادهم القدرة العلمية على ذلك.

ب ـ إقامة دروس دينية، ظاهرها جعل الناس يقومون بفهم دينهم، والتربية على كيفية ممارسة شعائره، وباطنها تجييش المسلمين من أجل توظيفهم ضد اليسار، الذي يقدم لهم على أنه ملحد، ويعمل على نشر الإلحاد بين المواطنين. وهو تقديم يعبر عن حقد دفين ضد كل أشكال الوعي المتقدم.

ج ـ إنجاز محاضرات تستهدف ما تسميه الطبقة الحاكمة بإحياء التراث، الذي لا يعني إلا إحياء التراث الأكثر ظلامية في تاريخ المسلمين، لأنه هو وحده الذي يخدم مصلحة الطبقة الحاكمة، في جعل المجتمع قابلا لكل ممارستها، على أنها إسلام حقيقي، يجب العمل به، حتى تطمئن الطبقة الحاكمة على تأبيد سيطرتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وحتى تضمن استمرار محاصرة اليسار بكافة الأشكال.

10) على مستوى تشجيع المنتمين إلى الحزبوسلامي على توظيف المساجد لمحاربة اليسار، إلا أن ما حصل في التاريخ الحديث للمسلمين، سواء على المستوى الوطني، أو القومي، أو العالمي، وكامتداد للدعم الذي يتلقاه المنتمون إلى الحزبوسلامي، من جهات متعددة، لتوظيف الدين الإسلامي لمحاربة اليسار، فإن الطبقة الحاكمة سمحت، ومنذ عقود، باستغلال المنتمين إلى الحزبوسلامي للمساجد في الأمور السياسية، لتحقيق مجموعة من الأهداف:

ا ـ تكريس أدلجة الدين الإسلامي، على أنها هي الإسلام الحقيقي، لإبعاد المسلمين عن حقيقته، لتحويل القيم التي جاء بها، إلى قيم إيديولوجية صرفة، تستدعي المقتنعين بها ضد اليسار الحامل للأيديولوجية العلمية، باعتبارها نقيضة لكل الأيديولوجيات.

ب ـ تحويل المساجد إلى مقرات حزبية، يعبأ فيها المسلمون بالتوجهات الحزبوسلامية، التي تروج لمواقفها السياسية المعادية، جملة، وتفصيلا، لليسار الحقيقي، ولأيديولوجيته، ولمواقفه السياسية.

وعملية التجييش، لا تتوقف عند حدود التعبئة، بل تشرع في عملية التجييش انطلاقا من المساجد، في اتجاه المدارس، والجامعات، والمعاهد، والنقابات، والمعامل، لفرض التأويل الإيديولوجي للدين الإسلامي في جميع مجالات الحياة، وتصريف المواقف السياسية الصرفة، ومحاربة اليسار، ومحاصرة مواقفه السياسية، وعرقلة إمكانية تنظيمه.

ج ـ إيهام الناس بأن ما تقوم به الطبقة الحاكمة هو الإسلام الحقيقي؛ لأنه "رجوع إلى الله"، و "تول عن الباطل"، الذي ينشره اليسار، و"ثبات على الإسلام"، الذي يؤهل المسلمين لدخول الجنة. وهو وهم إيديولوجي، يتقرب بواسطته المنتمون إلى الحزبسلامي من الطبقة الحاكمة، التي بالغت في مراحل معينة، بالسماح باستغلال المساجد، الذي انتقل إلى استغلال المؤسسات المنتخبة، لتتحول بدورها إلى مؤسسات، يروج من خلالها، لعملية أدلجة الدين الإسلامي. وأكثر من هذا، فالتوجهات الحزبوسلامية، الخارجة عن طوق الطبقة الحاكمة، تسعى، باستمرار، إلى تحويل الشواطئ إلى مساجد، من أجل تجييش المصطافين، لا من أجل مواجهة اليسار فقط، وإنما من أجل مواجهة المجتمع ككل.

11) على مستوى برمجة أدلجة الدين الإسلامي في المدارس، والمعاهد، والجامعات، لمحاربة التوجهات اليسارية، وامتداداتها في المجتمع، وخاصة من خلال ما تمت تسميته "بالتربية الإسلامية"، و"الفكر الإسلامي"، إضافة إلى "التاريخ الإسلامي".

والطبقة الحاكمة لا تكتفي بالترويج لتوجهاتها عبر المساجد، ولم تتوقف عند حدود تشجيع استغلالها من قبل المنتمين إلى الحزبوسلامي، بل تعدت ذلك إلى البرامج الدراسية، فألغت الفلسفة، التي تعمل على تنمية العقل العلمي، وقررت شيئا لا يمكن وصفه إلا بمسخ الفلسفة، إلى جانب "الفكر الإسلامي"، وهي جميعها تساعد على توظيف الدين الإسلامي لخدمة الطبقة الحاكمة، لإعداد الأجيال لقبول عملية أدلجة الدين الإسلامي، على أنها هي الإسلام الحقيقي. وهي أكبر خدمة تقدمها الطبقة الحاكمة للمنتمين إلى الحزبوسلامي ،الذين يجدون ذواتهم في تلك البرامج، التي يوظفونها لتكريس عملية الأدلجة، على أنها هي الإسلام الحقيقي.

وإلى جانب ما تقوم به الطبقة الحاكمة، نجد أن الأحزاب الرجعية تعمل، من جانبها، على محاربة اليسار، وبدون هوادة، وعلى جميع المستويات الإيديولوجية، والسياسية.

فعلى المستوى الإيديولوجي، نجد:

1) أن الأحزاب الإقطاعية، توظف الفكر الغيبي الخرافي، وإقامة المواسم، وممارسة الشعوذة، وتضليل الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تصير خاضعة للإقطاعيين، وفي خدمتهم، وحتى لا ترتبط تلك الجماهير باليسار الذي يحمل إليها أيدولوجيتها الحقيقية، التي تقود إلى امتلاك وعيها الطبقي.

وفي نفس الوقت، فإن الإقطاع، والنظام الإقطاعي، يغدق المزيد من العطاء على فقهاء الظلام، الذين يختصون في تشويه إيديولوجية اليسار العلمية، ولا بأس أن تعمل طبقة الإقطاعيين، ونظامها الإقطاعي، على استغلال المؤسسة الدينية، واستغلال أدلجة الدين الإسلامي لمحاربة اليسار، وكل الافكار التي تهدد مصير الإقطاع.

وقد يستعين النظام الإقطاعي، الذي يقوده الحزب الإقطاعي، بممارسة، ومسلكية الحزبوسلامي الأكثر عداء، والأكثر استعدادا لتصفية عناصر اليسار تصفية دموية، كما حصل بالنسبة للشهيد عمر بنجلون، الذي اغتيل على يد العناصر المنتمية إلى الحزبوسلامي، لصالح الإقطاع، وحزب الإقطاع، الذي كان ينزعج، حينذاك، من الفكر العلمي، الذي شرع الشهيد عمر بنجلون في ترسيخه على المستوى الوطني.

2) وأن الأحزاب البورجوازية التابعة، لا تتورع عن اعتبار نفسها مسؤولة عن نشر الإيديولوجية الخاصة بحزب الإقطاع، التي تلعب دورا في تضليل الكادحين. ونظرا لكونها ترتبط بالمؤسسات المالية الدولية، فإن هذه الأحزاب تعتبر كل ما هو غربي من صلب إيديولوجيتها. ولذلك فهي تكون مهووسة بالتوفيق بين الوافد من الإيديولوجيات الغربية الرأسمالية، وبين الإيديولوجية الإقطاعية المحلية، من أجل التفرغ لمحاربة الإيديولوجية اليسارية، التي تصرف أمولا هائلة، لاستئصالها على يد هذا النوع من الأحزاب، من المجتمع. وهي، لأجل تكريس ذلك الاستئصال، تسعى إلى تكوين  نوعية من "المثقفين"، تهتم بما اصطلح على تسميته ب"الأصالة، والمعاصرة". وهي، في الواقع، ليست إلا أزمة الطبقة البورجوازية التابعة، ذات الجذور الإقطاعية، وذات الامتدادات الرأسمالية العالمية في نفس الوقت؛ لأنها تضع نفسها في خدمة هذه الرأسمالية. ولذلك فهي اكثر الطبقات استفادة من محاربة إيديولوجية اليسار، وأكثر الطبقات إقداما على تشجيع عمل الحزبوسلامي، وأكثر تمويلا لهذا الحزب.

3) بالنسبة للأحزاب البورجوازية المتحررة من الأصول الإقطاعية، فإنها تمتلك إيديولوجيتها البورجوازية الليبرالية، التي تميل إلى السماع بالممارسة الديمقراطية، بمفهومها الليبرالي، الذي يسمح، إلى حد ما، بحركة اليسار، وبإشاعة إيديولوجيته. إلا أن التطور الذي عرفته البورجوازية على المستوى العالمي، جعلها، هي نفسها، تتطور إلى بورجوازية احتكارية على المستوى الاقتصادي. واحتكاريتها اقتضت التخلي عن ليبراليتها، وتتحول إلى ممارسة إيديولوجية الاستبداد، التي تمارس الإقصاء ضد كل الإيديولوجيات التي تتناقض معها، وفي مقدمتها: إيديولوجية اليسار. وتبعا لاستبداديتها، فإنها تستعين بكل الإيديولوجيات التي تلتقي معها في ممارسة الاستبداد. فهي تستعين بإيديولجية الإقطاع، وإيديولوجية البورجوازية التابعة، وإيديولوجية فقهاء الظلام، المؤسسون لأدلجة الدين الإسلامي، والذين سميناهم في معالجات فكرية أخرى "بالمتنبئين الجدد"، الذين يقفون وراء تكوين الحزبوسلامي، الذي يستغل الديمقراطية لتكريس الاستبداد.

وبالتالي فالحزب البورجوازي الذي يتمسك بإيديولوجيته، سيجد نفسه محاصرا، لأن إيديولوجيته تتناقض مع التطور الذي عرفته البورجوازية على المستوى العالمي، والتي ليس من مصلحتها السماح بوجود اليسار، وترويج إيديولوجيته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف