الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مهرجان كرامه - غزة لافلام حقوق الانسان (السجادة الحمراء ) بقلم: المخرج فايق جرادة

تاريخ النشر : 2015-05-06
(اهل غزة ..  يقاومون الاستسلام ويتمسكون دائما بالأمل قدر الامكان )

كرامة غزة ...مهرجان  افلام حقوق الانسان (السجادة الحمراء )
 المخرج فايق جرادة

ان اهتمامنا كفلسطينيين في الحقل البصري ينحصر في الجانب الرسمي ، وبعض الجهود الفردية لأشخاص أو بعض المؤسسات ذات المنطلقات الخاصة ، وهذه رؤية خاصة تشكلت لدي بفعل تجربتي من خلال عملي في حقل التلفزيون أو انتاج واخراج الأفلام .

هذا الاهتمام - على نقصه - يدلل بما لا يدع مجالا للريبة على وعي منفتح لأهمية الانتاج البصري كمكون مهم لطرح القضية ببعدها الانساني والأخلاقي ، وكذلك لحشد المناصرين من الشعوب  الأخرى ،  وإبقائهم ضمن حالة الوعي لما حدث ويحدث من ألم وعذابات للفلسطيني على أرضه ، بفعل الاحتلال الاسرائيلي ، وكذلك لما يحدث للفلسطيني في المنافي كأحد أيقونات التراجيديا الشعبية للتشرد والتهجير .

بمعنى  اخر فقد كان ادراك أهمية الصورة والمكونات البصرية في فلسطين والمنفى مبكرا ، وهذا ينبع كما ذكرنا من أهمية ثقافة الصورة في نقل الراوية الحقيقية لشعبنا. واليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين ، نعيش حالة العولمة فائقة الدقة ، اضافة الى التطور الدؤوب في حقلي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاعلام الاجتماعي ، وقد تسبب ذلك في إنشاء جهود ورؤى شعبوية  محتفلة  في الحقل البصري ، وهذا يؤكد  لنا حقيقة أن اللغة البصرية اصبحت صناعة عالمية بلا أدنى شك وهي الآن ناطقة بكل اللغات وتكاد تكون هي اللغة الوحيدة في العالم التي يتكلم بها البشر ، وقد أصبحت اليوم أيضا أساس الجهد الإعلامي والدعائي في الحرب والسلم ، وهي محور أساسي بكل مناحي حياتنا اليومية  .ومن هنا يجب على المكونات البصرية أن تحمل على عاتقها جميع القضايا التي تواجه الانسان كون الحقل البصري أضحى اليوم علما وفنا قائم بذاته ، وهنا يجب على الفنون أن تحمل القضية ، لا تحمل القضية الفنون...

ان الصورة وثقافتها يجب الاعتناء بها فلسطيناً وعربياً لأسباب تتعلق بظروف موضوعية وذاتية  لذلك يجب العناية بها والاهتمام بها ، خاصة من قبل العاملين بها ، وتهيئة الوسائل الايجابية لخلق جيل لديه ثقافة فنية بصرية مدعمة بخطط  يشترك فيها المثقفين والأكاديميين والباحثين والشعراء والمختصين والمخرجين.

لذلك فالمحاولات المتكررة في الانتاج البصري وفي اقامة مهرجانات الأفلام من قبل المختصين وذوي التجربة وبعض المؤسسات المختصة هي محاولات بكل تأكيد شكل ايجابي وخطوة مهمة جدا لنقل الواقع الفلسطيني والغزي بشكل خاص والذي اصبح وضعا لا يطاق..

ففي غزة أن تحاول عمل مهرجان بصري في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها  في غزة   فهذا شيء جميل وأمر ملفت للنظر ، بالتالي يجب الاهتمام به ودعمه وتعميمه . والاجمل من ذلك ان يكون هذا المهرجان متخصص في حقوق الانسان في وقت انتهكت فيه كل انواع حقوق الانسان ... في غزة أن تنظم مهرجان تحت مسمى السجادة الحمراء والذي سيقام على أنقاض البيوت المدمرة في حي الشجاعية التي دمرت بفعل آلة الحرب الاسرائيلية ، وهو مناظر لمهرجان كرامة لحقوق الانسان الذي ينظم في الأردن ، هذا يعني أننا نسير على الدرب السليم ، وبدأت غزة تعيش حالة رفض المأساة وتعزيز الابداع وتطوير العمل نحو المؤسسة ، فالتحية للقائمين على هذا المهرجان والذي يجسد كل معاني النضوج الفكري والفني في زمن تعيش فيه غزة حالة من الركود الفني نتيجة هذا الواقع السلبي .

انها مبادرة اعتز بها ، مبادرة توجب علينا الشكر للصديق والرفيق المخرج خليل المزين ، لأنها مبادرة تصلح لأن تكون احدي أدوات النضال الثقافي والفني تجاه اظهار معاناة الانسان ، وهي تأخذ بعدا أخلاقيا ووطنيا نحو المجتمع ، وهذا ينبع من الاحساس بخطورة اللحظة وأهميتها .

هذا المهرجان الذي سيستعرض مجموعة رائعة من الافلام التي تخاطب الانسان وحقه في العيش الكريم والحياة والحب ، يأتي نتيجة عمل جماعي محض ، لكنه لا يتقيد بإطار ثقافي أو فكري أو مادي ، إنه يتحدى إشكالية الرفض والقبول كونه يطرح خطابا مغايرا تماما لما عهده المتتبعون للمهرجانات الأخرى...

 إن القائمين على هذه المبادرة -وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها- عملوا بجد وإخلاص وإرادة في سبيل فصل الفن عن السياسة والترفيه السلبي المتعارف عليه وإعطائه المكانة اللازمة التي يستحقها، وذلك بإبراز وجهه الآخر غير المعلن...نعم سيبقي الفن والثقافة وسيبقي الانتاج وحدة القادر علي بلورة ساحة فنية نستطيع من خلالها المنافسة وسط كل التباينات  والصراعات الموجودة في غزة ، وحالة الفقر الثقافي والفني  المتصاعد في غزة ، اضافة الى حصار الصمت التي تعاني منها النخب المثقفة والاكاديمية والاعلامية تجاه قضايا عصرية ومجتمعية أهمها السينما والفن والإنتاج بشكل عام ، وبالطبع هذا اشد واقسي أنواع الحصار والجمود العقلي والفكري والابداعي.

ما أود قولة هواننا بحاجة الي مثل هذه المهرجانات ، وبهذه المضامين الجميلة ، لأنها  بالتأكيد تعبر وبلا ادنى  شك عن مدي إيماننا  بالصورة وأهميتها ولعل ذلك يساهم ولو بالجزء اليسير في تحقيق الأمل لمن فقد منزله وبيته في الحرب الاجرامية الأخيرة على غزة ، وتعيد رسم الابتسامة وتحقيق الأمل في قلوب من فقد روح الحياة هنا في غزة..  

وهنا يجب أن ندعم أصحاب هذه المبادرة التي شرفت على العمل ضمنها وفي اطارها ، وشهدت ولادتها بانتظار رؤيتها على أرض الواقع ، إنني أدعمهم بلا حدود وأشد بحرارة على أيدي كل الزملاء على ما بذلوه في الترتيب لهذا المهرجان، وعلى ما سيبذلونه من أجل نجاحه ، على أمل أن يلقى جهدهم كل استحسان وقبول من كل قطاعات شعبنا وأطره السياسية والفكرية ، وليكون أول حجر في زاوية تكريس الرؤية العلمية والمهنية في المشهد الثقافي السينمائي الفلسطيني.. علنا بذلك نستطيع ايصال رسالة اخرى لكل شعوب الارض باننا شعب يستحق العدالة وشعب يستحق دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف