الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من هو أور أسرف؟ بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2015-05-06
من هو أور أسرف؟ بقلم توفيق أبو شومر
من هو أور أسرف؟ بقلم/ توفيق أبو شومر

أور أسرف ليس اسما عبريا  لرجل فقط،وهو ليس جنديا في كتيبة الصفوة، (غولاني)أُصيبَ بجرح بليغ في عملية الجرف الصامد 2014 أيضا، بل هو سائح إسرائيلي كان يمارس هواية صعود الجبال في نيبال، أور أسرف، تحوَّل إلى رمزٍ من الرموز، مثلما تحول الجندي (الغلبان)، غلعاد شاليت إلى أسطورة، ومثلما تحولت جثة الطيار، رون أراد، إلى وسيلة لتنفيذ حروب ومُطاردات تشمل كل بلدان العالم،

ما الغاية من إرساء هذا المبدأ، مبدأ المواطن غالي السعر، أي الفرد الثمين؟

أور أسرف شابٌ إسرائيلي، سافر إلى نيبال، ليتنزه هناك، ولكن زلزال نيبال حوَّله إلى رمز للمواطن الإسرائيلي، غالي الثمن،

استطاعت طواقم الإنقاذ الإسرائيلية إنقاذ مئات المتنزهين الإسرائيليين في نيبال، حتى أطفال الأزواج اليهود، المولودين من أرحام نيبالية مستأجرة،بقي فقط أور أسرف، فلم تجد له طواقم الإنقاذ الإسرائيلية أثرا، حتى يوم 3/5/2015!

 حينئذٍ قدَّمتْ إسرائيل لوالده، باتريك،كل التسهيلات حتى يبحث عن ابنه بنفسه، فسافر مع شخصين للبحث عن ابنه في الفندق المهدوم، حيث كان يقيم، وساعدتْ هذا الأب الإسرائيلي المفجوع طائرتا هليكوبتر!

بقي أور أسرف ثمانية أيام ، لم يُعثرْ له على أثر، إلى أن تمكنت طواقمُ الإنقاذ من تحديد مكان جثته يوم الأحد 3/5 ، وأخيرا عُثر على جُثَّته، وقدم والده الشكرَ للشعب الإسرائيلي والحكومة!

                                   هذا الأور أسرف، أعاد لي صورة مئات العرب المهجَّرين من أوطانهم، ممن يغرقون وسط البحار، ليس فقط بسبب تقصير أهلهم في حقهم، ولكن لأن أوطان العرب الأخرى ترفض مساعدتهم!

خمسمائة، أو ثمانمائة، أو ألف، أو بضعة آلاف، يبتلعهم البحر الأبيض المتوسط،وهم في طريق الهجرة هروبا بحياتهم فتذاع أخبارهم بعد ساعات قليلة من الغرق في الإذاعات العربية، كخبرٍ ثانوي، ثم ننتظر قوافل موتٍ جديدة أخرى!!

حتى سفراء العرب في الدول التي يموت على شاطئها إخوتهم وأهلهم، يغيبون عن المشهد، أو يؤدون طقسا بروتوكوليا، ويظهرون أمام وسائل الإعلام يُصرحون بجهودٍ لم يقوموا بها، ومساعداتٍ لا تصل إلى مستحقيها!!

أور أسرف، ليس فردا إسرائيليا، ولكنه عقيدة إسرائيلية،تهدف لبناء روح الشعب، وتدفع الأبناء للتضحيات، وتمنعهم من التفريط في واجباتهم الوطنية!

 إن الاهتمام بحياة الفرد في الأوطان، ليس ترفا، ولكنه عقيدةٌ، تصوغ الشعب، وتدفعه للعطاء والبذل والتضحيات!

إن احترام الأوطان وتقديسها، لا يكون بطوابير الصباح في المدارس، التي تُنشد الأناشيد الوطنية، وتقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وتحيي العلم الوطني، وليست أيضا بالمجندين ممن يدخلون سِلك الجندية كمهنةً من المهن، بعد أن عَدموا الوظائف، وفشلوا في إيجاد عمل، ولا من أساتذة الجامعات ممن يسوقون العلوم كبضاعةٍ من البضائع، ويمنحون أعلى الشهادات لمَنْ لا يستحقونها، ولا من القضاة والمحامين، ممن يفخرون بقدراتهم على التحايل على القوانين؛ ولكنَّ احترام الأوطان جينةٌ موروثةٌ في نطفة المناهج التربوية، ووشم من القوانين المُلزمة للجميع،ونماذج التضحيات والخدمات التطوعية، وآليات من المشاركة في السباق على امتلاك المعارف والعلوم، وبذر الأمل في النفوس بالفنون والثقافات والتوعية.

إن كلَّ وطنٍ يُبادل مئات وآلاف من أبطاله وأسراه، ببقايا رفاتِ جندي، ثم يحتفل منتصرا بذلك، هو وطنٌ لم ينجح في تعريف معنى البطولة والتضحيات،وطنٌ لم يقنعْ أبناءه بحبه لهم، وقدرتِه على حمايتهم، والذود عنهم!!

كذلك، فإن كلَّ وطنٍ لا يملكُ دستورا يُنظِّمُ الحياة، ويُرسِّخُ الآمال، ويُراهنُ على مستقبل الأجيال؛ فإنه وطنٌ مُعوَّقٌ، من أبرز صفاته؛ أنه يعتبر مواطنيه عالةً، وشبابَه كارثة وطنية،يقيسُ آماله وطموحه بالكم، وليس بالكيف، فالدولُ الكبرى، لا تُقاس في عالم اليوم بمساحاتها الجُغرافية، بل تُقاسُ بمساحاتها الثقافية والمعرفية!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف