الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رحلة تعليمية الى السويد

تاريخ النشر : 2015-05-06
رحلة تعليمية الى السويد
رحلة تعليمية الى السويد

اعداد: رامي مقداد-لينا ابو نيع-لنا طوقان-مصطفى عبدو*

تحتل السويد المرتبة السادسة بين الدول حسب التقرير العالمي للتنافسية الدولية  (GTCI)2014، وهي تعتبر ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي،من حيث المساحة (450,295 كم2) ويبلغ عدد سكانها نحو 9.59 مليون نسمة، وقد بلغ دخل الفرد لسنة 2014، 43.45 دولار امريكي، كما بلغ الناتج المحلي الاجمالي للدخل 557.94 بليون دولار امريكي.وقد تقدمت السويد تقدما ملحوظا منذ التسعينات حيث كان دخل الفرد 30.557، وناتج الدخل الاجمالي هو 270 بليون دولار امريكي.

وفي التسعينيات كان التعليم اكاديمي فقط وكان عدد المدارس المستقلة في السويد(وهي المدارس التي تكون مستقلة مادياً و مستقلة من ناحية المنهج والطرق التعليمية عن المناهج الحكومية) لا يتجاوز عشر مدارس، وفي عام 2008 أصبح عدد المدارس 900 مدرسة مستقلة .

وتعتبر السويد من الدول المتقدمة والرائدة في مجال التعليم في العالم، فهي تقوم بتخصيص ميزانيةهائلة لهذا القطاع حيث وصل لنحو 13 فيالمائة من ميزانية الدولة في العام الماضي، تنفقها على ثمانية ملايين نسمة وهو عدد سكان الدولة ما عدا الأجانب،وذكر تقرير (GTCI)لعام 2014 ان التعليم الرسمي في السويد يحتل المرتبة 12 عالميا بمعدل 59.32أما في العام 2013 فإحتل المرتبة 11 بمعدل 65.81 وهذا يدل على انخفاض نسبة التعليم الاكاديمي في السويد ويرجع سبب ذلك الى اهتمام السويد بالتعليم المهني والحرفي.

وكما ذكر تقرير (GTCI) فإن التعليم المهني في السويد يحتل المرتبة 12 عالميا، بمعدل 66.64،وفي عام 2013 إحتل المرتبة 15 عالميا، بمعدل 68.51،من هنا نلاحظ انها ارتقت من المرتبة 15 في 2013 الى المرتبة 12 في 2014.أما فيما يختص بالتعليم العالي فاحتلت السويد المرتبة 16 عالميا بمعدل 72.23 سنة 2014، وفي 2013 فقد احتلت المرتبة 16 عالميا بمعدل70.43 وهو في زيادة 2% في المعدل 2013-2014

وبخصوص الطلاب الاجانب فان معدل التعليم في 2014 هو 36.23 وجاء في المرتبة 16 عالميا. اما في 2013، فكان بمعدل 31.87 وجاء بالمرتبة 20 عالميا. ومن هنا نلاحظ ان الزيادة ملحوظة بنسبة 5%.وقد جاءترتيبها الـ 13 في الافضلية من حيث تقدم جامعاتها عالمياً بمعدل 71.12وذلك للعام 2014.واحتلتالمرتبة 34 عالميافي نسبة القراءة في العام 2014 بمعدل 50.40،وهذا يؤكد ان الشعب السويدي يعتبر شعباً قارئاً مثقفاً.أما فيما يتعلق بإدارة جودة المدارس فقد جاءتبالمرتبة 11بمعدل 73.63.

أما في إسرائيل والتي تحتل المركز الـ21 في تقرير التنافسية الدولية لسنة 2014،فقد ذكر التقريران التعليم الرسمي فيهايحتل المرتبة 22 عالميا بمعدل 50.52.أما في العام 2013 فإحتلت المرتبة 21 بمعدل 58.37 وهذا يدل على انخفاض نسبة التعليم الاكاديمي وذلك لإهتمامهاأيضاًبالتعليم المهني والحرفي، فقد اصبحت مرتبتها الـ 31 بمعدل 38.52 في العام 2014 بعد ان كان ترتيبها الـ 34 بمعدل 39.61 في العام 2013 في مجال التعليم المهني والحرفي.

             إن النظام التعليمي في اسرائيل شامل ويركز على اتجاهات تربوية تقدمية. حيث يصل الإنفاق على التعليم لنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وتقوم الدولة بدعم معظم المدارس. وتبلغ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ 2.9% ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.وتحتل ميزانية وزارة التعليم المرتبة الثانية من  ميزانية الدولة لسنة 2014 بعد وزارة الدفاع حيث بلغت 12.3 مليار دولار، بزيادة تقدر بحوالي 480 مليون دولار عن ميزانية العام 2013.ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال ما ينفق من موارد مالية طائلة على جهاز التعليم من أجل إمتلاك المعرفة واستغلال التطور التكنولوجي والمعلوماتي لخدمة الدولة، وربط التقنية بالتعليم.أما فيما يختص بالتعليم العالي فاحتلت اسرائيل المرتبة30 عالميا بمعدل 60.27، اما في العام 2013 فقد احتلتالمرتبة29 عالميا بمعدل59.06بزيادة 1% في المعدل 2013-2014. أما فيما يتعلق بمعدل تطور جامعاتها من حيث الأفضلية على مستوى العالم،فجاءت بالمرتبة20بمعدل 56.66 للعام 2014.

            وقد سنت اسرائيل سنة 1953م قوانين خاصة بالتأهيل المهني تهدف لتنمية الروح العلمية والإهتمام بالتكنولوجيا من خلال اهداف محددة. ففي رياض الأطفال يربط التعليم بين ما يعايشه الطفل يومياً وبين العلوم والرياضيات والطبيعيات،  بينما يركز التعليم في المرحلة الإبتدائية على التكنولوجيا وانجازات العلماء والتدريب على الأعمال الزراعية والحرف اليدوية واتقان مهنة معينة. أما في المرحلة الإعدادية فيتضمن التعليم التكنولوجي تقديم برامج حرفية وبرامج ترعى المواهب والهوايات، وفي المرحلة الثانوية تتنوع المجالات المهنية بما يتناسب مع حاجات المجتمع فينقسم التعليم فيها الى اربع مدارس: (1) مهنية (2) زراعية (3) صناعية (4) وشاملة عامة. ويقوم بإدارة هذه المدارس عدد كبير من اصحاب الشركات والأعمال. وتنظر اسرائيل للتعليم على انه وسيلة لتزويد الدولة بالكوادر المؤهلة التي تحتاجها ووسيلة لسد حاجة سوق العمل، فيتم توجيه نصف الطلاب نحو التخصصات الأكاديمية بينما يتم توجيه النصف الآخر نحو التخصصات المهنية والتقنية التي يُحتاج اليها. وتولي إسرائيل اهتماماً خاصاً وتحرص ان يكون التعليم فيها اساساً لتطورها في شتى المجالات. فلا يوجد مسار ليس له حاجة فبعد التخرج يتجه الطالب الى سوق العمل أو الى اكمال تحصيله الجامعي او الحصول على دبلومات متخصصة.

وإذا نظرنا الى نظام التعليم الفلسطيني بشكل عام وقارناه بنظام التعليم في إسرائيل والعالم العربي والعالم نراه يحمل خصوصية لا توجد عند معظم الشعوب حيث إحتل الإنسان الفلسطيني المركز الأول عربياً من ناحية إنتشار التعليم في العقود الماضية من جهة ومن ناحية الكفاءات العلمية المميزة من جهة أخرى. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها الشعب الفلسطيني وما زال، فإننا نرى ان معدلات الأمية في فلسطين من أقل المعدلات في العالم. وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد طرأت تحولات واضحة خلال الستة عشرة سنة الماضية في معدلات الأمية، حيث اشارت البيانات الى انخفاض معدل الأمية بشكل كبير منذ العام 1997؛ حيث بلغ معدل الأمية بين الأفراد (15 سنة فأكثر) 13.9% في العام 1997؛ ليصل إلى 3.7% في العام 2013 وهي من أقل معدلات الأمية في العالم. وقد بلغ معدل الأمية  في الدول العربية 22.5% حسب بيانات معهد اليونسكو للإحصاء.  وبلغ معدل الأمية عالمياً بين الأفراد (15 سنة فأكثر) 15.7%.

وبالنظر الى قطاع التعليم والتدريب المهني في فلسطين فهو يعتبر من اهم القطاعات التي ستنهض بشكل اساسي في تفعيل القطاع الصناعي والانتاجي للبلد، ويجب على الحكومة الفلسطينية التنبه له وعمل كافة الوسائل لمنع إستغلال الطلبة العرب من قبل اسرائيل التي تعمل على تشجيعهم للإلتحاق بالتعليم المهني وتقدم الدعم المادي لهم لتلبية إحتياجات سوق العمل الإسرائيلي. كذلك التنبه لأهمية التعليم في قيام دولة سوية، فقد قامت إسرائيل بالإهتمام بالتعليم حتى قبل قيامها بفترة،مما أسهم في إقامة دولة ذات أساس، وعمل على رسم معالمها.

من خلال قرأتنا لهذه الأرقام والمعطيات وعلى الرغم من إهتمام فلسطين بالتعليم بشكل عام الا وانه ومقارنة بنظام التعليم في إسرائيل والسويد واللتين تحتلا مراتب متقدمة عالمياً فإن فلسطين لازالت تعاني من التأخر في هذا القطاع وعلى الحكومة ان:

 1. تولي التعليم اهتماماً خاصاً وتعمل على تخصيص نسبة كافية من ميزانيتها لدعم هذا القطاع والعمل على جعل التعليم في فلسطين مجانيا وذا جودة عالية، خاصة في مجال مواكبة التكنولوجيا واساليب التدريس المتطورة عالمياً.

2. توفير دورات تدريبية للطلاب حتى يتم صقل شخصياتهم على الصعيد المهني والاجتماعي والشخصي. لما لذلك من اهمية في التأثير وفي زيادة النمو والتطور في جوانب متعددة في الدولة.

3. العمل على إيجاد تعاون بين مؤسسات التعليم الأكاديمي والمهني وبين مؤسسات العمل لإستيعاب الخريجين للحد من البطالة.

4. تشجيع المزيد من الطلاب للإنخراط في مجال التعليم المهني بناءاً على خطط إستراتيجية واضحة وهادفة مبنية على دراسات للمستلزمات السوقية.

* إعداد طلبة الدراسات العليا في كلية التنمية الريفية تخصص بناء مؤسسات وتنمية موارد بشرية – جامعة القدس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف