الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المجتمع بين السمات ، والتطلعات بقلم:فرج كندى

تاريخ النشر : 2015-05-06
المجتمع  بين السمات ، والتطلعات  بقلم:فرج كندى
المجتمع  بين السمات ، والتطلعات  

بقلم / فرج كُندى

تحتاج بنية مجتمعاتنا العربية الى  اعادة النظر فى تتشكل  هويتنا وثقافتنا عامة وهوية وشخصية المجتمع الليبى بصفة خاصة لكونه مصبوغ بالصبغة العربية اكثر من غيره من المجتمعات لكون الغالبية السكانية تنحدر من اصول عربية ولكون الاسلام ولغته العربية قاسم مشترك لكافة المكونات مع احتفاض البعض بخصوصيته الثقافية وهذا يعتبره الليبون عامل اثراء وتنوع لاعامل اختلاف وتضاد بل هو عنصر تكاملى ورافد اجتماعى وثقافى داعم لا منتقص  من خصوصية المجتمع ككل دون حساسية او نزاع وخاصة مع انبلاج ثورة فبراير التى ازاحت الحواجز بين المكونات الاجتماعية وزادتها لحمة وتوافق  واتلاف  وإن كنا بحاجة إلى كثير من العمل الجاد فى المجال الاجتماعى والثقافى  و الفكري لرأب الصدع وتضييق الشرخ الذى  اصاب المجتمع فى بعض المظاهر الاجتماعية بسبب التداعيات السياسية التى اثرت الى حدا ما فى النسيج الاجتماع الذى يحتاج منا الى وقفة حقيقية بأتباع مختلف مناهج وأدوات النقد المعرفي والتنظيم الاجتماعى  الحديث لتفكيك منظومة الفكر الاقصائى او التهميشى وكافة المظاهر والدعوات الجامدة والمتخشبة المسيطرة على بعض العقليات النافذة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا  ، والتي لا تزال واقفة زمنياً وعقلياً عند حدود وعتبات القرون القديمة التى تجاوزها الزمن وخرجت عن النطاق المعرفى ولامكان لها فى منظومة الاخلاق الشرعية ولا تتوافق مع مقومات واساسيات الحياة المعاصرة وفى ظل سيادة الدولة المدنية ،بتمترسها واصرارها اعلى التمسك بافكار وتوجهات واتجاهات عقيمة ولا امل فى انها تنتج اى ثمرة تفيد الوطن ولا تصلح حال المواطن

وهذه الحاجة الماسة للمزيد من النقد الفكري تنبع من الأهمية القصوى لضرورة انخراط تلك العقليات المهووسة  والمسكونه  بقيم وأفكار مستمدة من تداعيات احداث الماضي  الذى تحكمه ظروفه  وواقعة الذى نشاء فيه والاسباب المباشرة وغير المباشرة التى شاركت فى بلورته وصناعته واثر التكوين  المعرفى والقيمى  لشخوصه ، ومحاولة استبداله والاستعاضة عنه  بقيم العصر ومناخات الواقع المعاصر ومواكبة  الحالة  الثقافيىة والفكرية والعلمية والسياسية التي تقوم على مبادئ الدين وفكرة التعايش وفق مبدء  العدالة  والحرية وحق الناس في تحديد مصائرها ومستقبلها بدون قيود او وصاية بشرية او التقوقع حول سلطان معرفى سابق لايتماشى مع متطلبات العصر الحاضر ,

من هنا علينا البحث وامعان النظر  لتحديد أهم تلك الأمراض والبنى الفكرية  والثقافية المستعصية التي لا تزال تفعل فعلها وتستحكم بوجودها فى بعض جوانب حيتان الثقافية والاجتماعيىة  التى تقيدها  من الانفلات من عقال التخلف والانقسام

وهذه السمات والطباع يمكن اجمالها فى :

 الجمود وعدم القدرة على مواكبة الحياة والعصر والتطورات الزمانية والمعرفية .. أي أنها لا تؤمن بسنن التطور ونواميس التغيير الكوني، بل تعتقد بمجموعة من المسلمات الفكرية والاجتماعية العامةت وتعتبرها الميزان والقانون الناظم للفكروالمهيمن على العقل  والعمل ، بحيث يحكم  ذلك القانون المهيمن على العقل والذهن  بصحة أو بطلان المعارف والمبادئ التى يؤمن بها ويعتنقها  وعندما تنطلق الأحداث والمتغيرات الخطيرة في واقع المجتمع أي تحرك أو انطلاقة فكرية، أو اجتماعية يدخل فيها عناصر المجتمع القبلي والجهوى والايدولوجى والمصلحى البحت ، باعتبار أن مجموعة المفاهيم الغالبة والسائدة والتي يحرص البعض  على ديمومتها واستمراريتها تمثل لديهم وعياً اجتماعيا شاملاً ومستوعباً لكل تفاصيل ودقائق حركة الوجود والحياة، يشعرهم فطرياً بأن حياتهم الحالية هي الأفضل، والأحسن، والأكثر قدرة على إشعارهم بحريتهم وانطلاقتهم وانفلاتهم من قيود الزمان والمكان. لذلك نرى فى العقلية  الواقعة تحت سيطرة الذهنية السكونية المتقوقعة  على تصورها الخاص المستكين تحت مفهوم التعلق الماضي، وأن كان قد عفى عليه الزمن او لايتماشى مع متطلبات الواقع او قد يكون سدا فى وجه التقدم والنور والازدهار ومن هنا جاء تمسكها بالعادات والتقاليد لتي هي ربما تكون عامل تماسك وتعاون وربما تتحول الى سيف مسلط على كل ماهوجديد ومعاصر

ومن  الملاحظ كنتيجة لوجود ثوابت معينة في واقع مجتمع الواقع تحت سيطرة الذهنية القبلية او الجهوية مع غياب الوعى بالمواطنة والملحة العامة وفقدان التوازنات بعدم تغليب المصلحة العامة على الخاصة بين الأطراف كانت تتطلب دائماً تحقيق التوافق بالإجماع الكامل بين كل عصائبها وبفقدان  هذا التوافق وعدم  الإجماع الكامل، يضيق مجال الحوار والحلول الوسط، وتتسعت دائرة التنابذ والافتراق، ويبدأ تشرذم والشقاق ويصل الى حدالاحتراب والتناحر .. وهذا ما نجده سائداً وراسخاً، للأسف، في واقعنا العربي بصفة عامة  فى مجتمعنا بصفة خاصة ا، حيث يلاحظ أن المنظمات الرسمية، والاجتماعية  والأحزاب السياسية لم تنجح فى تحقيق الاهداف الاساسية المرجو منها تحقيقها وربما لا يجانبنا الصواب اذا قلنا انها الى الان فشلت فشل ذريع فى تحيقق ماكانت تعقده عليا الكثير من مكوناتها ومنتسيبها , 

ومن العوامل الؤثرة ايضا تقدم الصفوف القيادية غير المؤهلين وعديمى الخبرة والتاهيل وتهميش الفئات المثقفة والعالمة وتطفيش الخبرات والكوادر النوعية، واستبعادها من ساحة التأثير والإبداع الثقافي والعلمي بالرغم من كونها هي الوحيدة المؤهلة والقادرة على الارتقاء بواقع المجتمع، والسير به نحو مواقع أكثر تطوراً وازدهاراً في التفكير والعمل على المستوى الحضاري والعلمي، والتصدي الدائم المخلص لتحقيق المشروع الحضاري والثقافي للأمة.

و يعمد دعاة ورموز العصبية  المتحكمين بمفاصل القرار الاجتماعى  إلى ترفيع أبناء القبيلة او الجهة اومن نفس العشيرة إلى المناصب القيادية في الدولة القبيلة او الجهوية ، بتغذية وتوجيه  تكالبهم المستميت على احتلال المناصب العليا والوظائف الكبرى، وتوزيع المكاسب والمغانم فيها. ويتم ذلك ،طبعاً، على حساب تراجع وانحسار الأسماء الكبيرة من المفكرين والمثقفين وأصحاب الكفاءات والقدرات الحقيقية المختصين في مجالات  الفكر والعمل المختلفة. ويشكل هذا النوع من التعدى  والظلم الاجتماعي والعلمي  الذي يفضي إلى إحداث اختلال بالغ في موازين المسؤوليات، ومعدل الاداء   والتأثير السلبى على نجاح  الأدوار والمهام اللازمة للنهوض بالمجتمع، الامر الذى  يشكل عامل يأس وإحباط ونفور لدى النخب المفكرة والمتعلمة،والراغبة فى العطاء . إذ يولد لديها ردود أفعال سلبية إزاء الوضع  الانحداري الخطير الذي بدأت تسير عليه البلاد في كل قطاعاتها ومؤسساتها، قد تنحو الى العزوف  عن المشاركة الفعالة في تطوير الواقع، وبناء المجتمع ونهوض الدولة، وتحقيق املها والمشاركة  فى انجاز طموحاتها  ، وتنفيذ  مشاريعها.. باعتبار أنه لم يتم تقدير وعي وفكر وإبداع تلك النخب العلمية،واتاحت الفرص وفتح المجال أمامها لتعبر عن ذاتها العلمية واثبات كفاتها . فيتولد لديها قناعات أن أفضل طريق وأقصر سبيل لاستمرار إبداعها والتعبير عن تفوقها العلمي يكون في  الهجرة ومغادرة البلد، والانخراط في العمل لدى البلدان  التي تحترم العلم والعلماء، وتبارك إنجازات المفكرين، وتفسح لهم كل المجالات للعمل العلمي المنتج والفاعل. وهذه الظاهرة في الواقع اهم ما تتميز به الدول التى تفتقر الى الحرية والديمقراطية وتهان بل تنعدم فيها كرامة الانسان .

وكم نحن بحاجة الى الاستفادة من الماضى والاستاند على كل ما فيه من ايجابية ونترك ما به من سلبية ونستشرف المستقبل مع العيش فى الواقع والتطلع الى بناء دولة معاصرة تستضل بمبداء الحرية وتحترم فيه كرامة الانسان ويحمد تاريخها السراة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف