الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2015-05-05
بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب بقلم:مروان صباح
بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب

مروان صباح / نذهب أبعد وأعمق ،وأطرف من المستويات المتعارف عليها كي نقترب شيئاً فشيئاً من عُقدة الدولة والفرد ،معاً ،وقد تكون حادثة اخفاق الفرقة الموسيقية ،المصرية ،لعزف السلام الوطني الروسي ،كما يُفترض أن يعزف ،ليست بقيمة كبير ،لكنها ،دلالياً ،تفضح كثير من الأشكال والأنماط والأنساق ،على الصعيد الدولة وبمكوناتها ،وبالتالي ،تعكس صورة المجتمع وليس النظام ،فحسب ،وقد تكون مسألة التضخيم لأي شيء في العصر الحديث منقولة بحذافيرها من الولايات المتحدة الأمريكية ،كونها دولة حديثة المنشأ وبعيدة الجغرافيا ،أحبت وأحب مواطنيها لفت أنظار العالم ،لهذا ،كانت ومازالت تحرص على أن تكون صناعاتها ،جميعها ،حجم كبير ،رغم أن ،في جانب أخر من هذا الكوكب ،الذي يعج بالتناقضات ،لدينا نموذج حي يرزق ،في قلب أوروبا ،هي ،سويسرا ،اعتمدت وتعتمد ،على عقول تفانت في استقطاب أموال العالم عبر منظومة بنكية محترفة ،بالإضافة ،إلى تميزها بالسياحة ،خصيصاً ،للطبقة الغنية ،كما أنها عُرفت عنها بتصنيع دقيق ،ذات خصائص وجودة عالية للساعات ،وهذا ،إذ ،دل ، يدل ،على أن المسألة لم تكن متعلقة بالحجم أو الضخامة عبر الأزمنة بقدر ما هي كيفية استخدام الدماغ الذي يحتوي على نحو مئة مليار خلية عصبية للتخزين ،وهناك مثل شعبي مصري يقول ،الكبير كبير والصغير صغير ،أي عندما تكون الجغرافيا والديمغرافيا صغيرة وقليلة ،تحتاج إلى وسائل ابداعية وليس كما حال كثير من الدول العربية ،حيث ،تعتمد على ظاهرة النفخ والنفخ فقط .
نلاحظ بشدة أن الإنسان ( القصير ) ولكي يتخلص من قصره يحافظ على ارتداء الكعب العالي ،اعتقاداً منه ،أن بذلك يخفي طوله الطبيعي ،تماماً هي هكذا ،الدولة الفاشلة التى تحرص على تضخيم كل ما يتعلق بسيادتها ،من علم ونشيد وسجاد أحمر ،عملاق الحجم ،وأيضاً ،قصور وعديد من الأمور الشكلية كي تُقنع من حولها أنها ،تمام ،ولهذا النهج ،ادواته ،هم ماهرون في اداء ادوار بهلوانية ،بل ،هي في واقع الحال ،مدرسة تفرز من حين إلى أخر مجموعات تقيم في ثنايا الأنظمة ،مهمتهم النفخ المتواصل ،وتجدهم يصنعوا من وضع وترتيب السجادة الحمراء ،حكاية وحكايات ،وفي المجالس تتدخل المفاضلة بين ،سجادة ،أكبر من جغرافية وطن وبين سجادة البيت البيض ،بالطبع ،النتيجة معروفة مسبقاً ،سيدفع الوطن ثمن رعونة هؤلاء ،ونستذكر في هذه الحفلة التنفيخية ،جيش القدس في عهد صدام ،البالغ عدده في حينها ،مليون متطوع ،كان العرض العسكري ،السنوي ،يُظهر ذاك الحجم الكبير لجيش القدس ،الذي أتاح التضليل ،باختصار ،توريط الجموع ،بالفخر الكاذب والأمان الواهم والتحرير القريب ،لكن ،في جانب أخر ،كانت المعلومة والمعرفة لخفايا الحقيقة ،أكثر الماماً بإمكانيات جيش القدس وحقيقة جهوزيته .
المسألة في واقع حقيقتها ،لم تكن على الإطلاق ولا مرة ،بحجم العلم أو بعدد كلمات النشيد الوطني ،بل ،بالإنتاج العلمي وتعدد الاختصاصات ،التى تتحول مع مرور الوقت إلى أن تصبح علامة مسجلة باسم الدولة ،فهناك دول عرفت من خلال صناعة الأجبان وأخرى بالعطور والسيارات والقائمة تطول ،وبالرغم ،من أن الصين ،اليوم ،تُقلد جميع الصناعات ،لكن ،تبقى هناك صناعات ذات جودة عالية ،تُصنع في الصين وتحت إشراف شركات الأم ،وذلك لاعتبارات لها علاقة بتوفير كلفة الانتاج ،وبالرغم ،ما تمثل الصين من قوة إنتاج وفائض عافية بالاقتصاد ،إلا أن الحقيقة تقول بأنها تعافت من تضخيم الذاتي مقابل ارتفاع إنتاجها السوقي ،وهذا ،ما يفتقده العربي ،ففي الوطن العربي وللأسف ما كان أشبه بالبديهيات والمسلمات ،أصبح حلبة للسجال ، حيث ،تتضخم الذات بشكل كوميدي وتتبخر جميع الصناعات بما فيهم التقليدية ،اليدوية ،ألا ،يغار العربي من تلك الشعوب والدول التى لديها علامات مسجلة بأسمائهم ،أو مهلاً ،نعيد السؤال بطريقة أخرى ،ألم يتعب العربي وهو اللاهث طيلة الوقت وراء شراء إنتاجات الآخرين دون أن يسأل إلى متى سيبقى حال الأمة ،هذا الحال ،لا بد من التساؤل قبل أن يأذن للقيامة ،قيامتها ،على الأقل ،لعل تجتمع العروبة حول تصنيع إبرة وإدخالها السوق العالمي لكي يشار لها بأنها الأكثر جودة بين الإبر ،حتى لو كانت كلسعة العقرب أو النحلة ،لعلها ،تكون السبب في ايقاظ أمة استغرقت في سباتها العميق .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف