الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حاجتنا إلى قافلة الفقهاء (1) يتبع بقلم عمر حيمري

تاريخ النشر : 2015-05-04
حاجتنا إلى قافلة الفقهاء (1) يتبع بقلم عمر حيمري
حاجتنا إلى قافلة الفقهاء (1) يتبع عمر حيمري
القافل لغة هو الراجع ، والقافلة هي " الرفقة الراجعة من السفر أو المبتدئة به يكون معها دوابها وزادها " (معجم المعاني الجامع والمعجم الوسيط ) . وابن منظور في لسان العرب يقول " سميت القافلة قافلة تفاؤلا بقفولها عن سفرها الذي ابتدأته . والمقفل : مصدر قفل إذا عاد من سفره ، قال وقد يقال للسفر : قفول في الذهاب والمجيء .
وفي المتداول اليومي تعني كلمة القافلة ( الكافلة ) مجموعة من الأفراد يتفقون على الرفقة والصحبة تحسبا للمشاكل والمصاعب ، التي قد تواجههم أو تحدث لهم أثناء السفر أو الرحيل ، والتي تتطلب التعاون والتضامن والمواجهة الجماعية للتغلب عليها ، فيتفقون مسبقا ، على الانطلاق من مكان معين ، ويتجهون نحو وجهة مشتركة ، وقد يكون لهم هدف مشترك كالحج ، أو التسوق ( التجارة ) ، أو السياحة ، أو الهجرة ، أو تقديم مساعدات طبية مجانية ومتعددة للمحتاجين لها ، كتشخيص الطب العام - قياس السكري والضغط الدموي - طب الأسنان - طب الجلد – طب العيون ... إلى جانب التحسيس والتوعية ضد الأمراض المزمنة والمعدية ، وطلب العلاج والتداوي ، أو القيام بأنشطة اجتماعية ذات الصبغة الإنسانية التضامنية ، كتوزيع المواد الغذائية ، والملابس ، والأغطية ، والأشجار ، والمستنبتات في المناطق النائية والمعزولة ...
أما مصطلح الفقهاء ، فهو جمع لكلمة فقيه ، وهو من يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويفهمه ويعلمه ويعمل به . وقال مجاهد : ( إنما الفقيه من يخاف الله . ) والفقه هو الفهم والمعرفة المتعلقة بالأحكام الشرعية العملية ، ويشترط في الفقيه أن يكون على قدر كبير من الفهم والمعرفة العقلية الشاملة ، والاطلاع الواسع على قواعد أصول الفقه وعلى مناهج استخراج الأحكام الفقهية للنوازل ، كالاستنباط ، والاستدلال ، والقياس . كما عليه أن يكون فطنا وعلى دراية كاملة بمعتقدات وأفكار وأعراف وعادات مجتمعه المحلي والوطني ، حتى وإن كانت على قدر من الخرافة والتفاهة ، وعليه أيضا أن يكون على علم بما يدور بين مواطنيه من أحداث سياسية وتغيرات اجتماعية ، أو أخلاقية ، أو دينية .
هذا الواقع المتنوع الذي يجمع بين السلبي والإيجابي وبين الحلال والحرام وبين كل المتناقضات ، هو ما يجب على الفقيه فقهه والانتباه إليه والتعامل معه بذكاء وفهم عميق ، حتى يتجنب كل اصطدام محتمل ويجتنب كل الصعوبات المعيقة للدعوة إلى الحق ، وحتى يتم التواصل مع العينات التي يريد دعوتها بنجاح . وإلا بقي في معزل ، بعيدا عن المجتمع الذي يريد إصلاحه . ولنا عبرة في قوم شعيب ، إذ اتهموا نبيهم بعدم القدرة على التواصل معه بحجة أنهم لا يعلمون ولا يفهمون ولايعقلون الكثير من كلام نبيهم وأقواله وحكمه ونصائحه . وهذا ما سجله القرآن الكريم في الآية الكريمة : [ قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ] (سورة هود آية 91 ). قالوا هذا لنبيهم تهربا من التواصل معه ، وتهكما ، وعنادا ، وجحودا ، ونكرانا للحق لما جاءهم ، وكفرا بالدين الجديد ، وليس جهلا ، أو قصورا في عقولهم ، أو تقصيرا من نبيهم ، فيكون لهم بذلك عذر عند ربهم ، لأنه من العبث ، ومن غير الحكمة والمنطق والعقل ، أن يبعث الله رسولا بغير ما يفهم أو يعقل قومه . لأن المراد من بعثة الرسل ، هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وتحقيق الحاكمية لله وحده لا شريك له . مصداقا لقوله تعالى : [ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ] ( النحل آية 43 ـ 44 ) وقوله : [ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يومنون ] ( النحل آية 64 ) . وهذه الغاية ( أقصد هداية الناس ) لا تتم ، إلا إذا كان هناك توافق في لغة وفكر المرسل والمرسل إليهم ، لكي يحدث التواصل ، فيحصل الفهم والبيان ، ثم يبقى الهدي أو الضلال بمشيئة الله وإذنه ، وهذا ما قررته الآية الكريمة [ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ] ( سورة إبراهيم آية 4 ) . إن مهمة الرسول هي البيان أما الهدي أو الضلالة ، فخارج عن قدرة ورغبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومرتبط رأسا بمشيئة الله سبحانه وتعالى .

إن الفقه في الاصطلاح الإسلامي ، قد ارتبط مفهومه بمعرفة الأحكام الشرعية العملية المرتبطة بالجانب الواقعي ، التطبيقي . لأن المسلم ، لا يقبل على أمر ما ، أو يتركه ، حتى يعلم حكم الشرع فيه . ومن ثم كان تعلم الفقه ضروري ، بل يصبح واجبا، عندما يتعلق الأمر بعلم الفرائض ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب ، ولأن الله لا يعبد بجهله وجهل شريعته وسننه ، فهو عليم ، ولا يعبد إلا بعلم . وقديما قيل ( عبادة الجاهل في حجره إذا قام هرقها ). فالفقه إذن ، هو العلم المقرون بالعمل والتطبيق . وقد نسب إلى الإمام علي رضي الله عنه ، أنه عرف الفقه بقوله : ( الفقيه حق الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ، ولا يؤمنهم من عذاب الله ، ولا يرخص لهم في معاصي الله ، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا خير في علم لا فهم فيه ، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها .) ( نقلا عن مفتاح دار السعادة – علي حسين ) .
إن الفقيه هو خزان العلوم الشرعية التطبيقية ومرجعيتها في مواجهة النوازل ، والإفتاء بما يتفق مع شرع الله بفضل التمكين الإلهي ، وبفضل ما وهبه الله إليه من عقل راجح وعلم واسع وقدرة على استنباط واستخراج الأحكام وفق الشريعة الإلهية ، وهو رجل عملي يهتم بكل ما يجري حوله من أحداث سياسية ووقائع اجتماعية وصراعات فكرية ... وكوارث لسر النبوة ، فتواه تلزم المسلم أين ما كان دون أي اعتبار للحدود الجغرافية أو المكانة الاجتماعية للأفراد والجماعات ، كما تلزم الأمة والحاكم على السواء بالطاعة والانقياد . انطلاقا من هذا الفهم للفقه كانت مسؤولية الفقهاء .... بقلم عمر حيمري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف