. نيويورك .
انتهت القصيدةُ .
ولا أعرف كيف سأكتب قصيدتي (نيويورك) على الأوراق أو أنشرها . هل أكتبها في وسط الصفحة أم في أولها أم في آخرها وفي أي سطر وبأي نوع من الخطوط وبأي سمك وبأي لون .كنت أريد التحدث إلى نيويورك .أقص عليها القصة الجديدة التي عرفتها عن مجموعة من الحدادين ينصبون سيركاً جوالاً وكان من بينهم حداد مسن يمسك بقضيب مثني من الحديد يريد تقويمه . فكان يطرقه طرقة بمطرقة صغيرة ومن بعده حداد فتي شاب يمسك بأخرى ثقيلة فيهوي على القضيب حيث طرق الحداد المسن فيطرقه . وهكذا حتى رآهما أحد ملاك السيرك فقال له وكأنه يعلم كل شىء إن هذه المطرقة لا تصلح لهذا العمل فقال الحداد المسن في صرامة أنا فقط أعلم هذا الشاب أين يطرق . لا أعرف لماذا تذكرت نيويورك . ربما تمثالها الأخضر وقضبان حديدها المصقولة اللامعة المغروسة في بناياتها العالية كالرماح والأبراج. ولكنني شعرت بفرحة قصيرة وحزن طويل امتد حتى قص مني كل القصيدة التي لم أكتبها وتحولت فقط إلى كلمة واحدة هي (نيويورك). وأشعر أنها مدينة حزينة مثلي رغم بهرجها . ولها يوم كبير مثلي . ولعلني سأكتب عنها كثيرا بعد ذلك . ببرجٍ أو ببرجين أو بلا أبراج.
كنتُ في كل قصيدة أكتبها أتعمد إخفاء جلالها وهيبتها ووقارها بالأخطاء وكما قال أمل دنقل (إن تكن كلمات الحسين. و سيوف الحسين. و جلال الحسين. سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء. أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء) لكن قصيدة نيويورك من كلمة واحدة فكيف أخفيها وأخفي سطوع حروفها عن الأعين أأكتبها بخط أصفر فتسر الناظرين أم أسحبها إلى آخر السطر وتُنسى أم أضعها في أول السطر فتفلت سطوتها من عيون المتعجلين أم أضعها في الوسط وتكشف السر بين البقرة الصفراء والإنسان العجول. وأقول لعل علتها أنها كلمة أعجمية عند شاعر عربي .لي أكثر من يوم يا وجدان تدور هذه الكلمة في عقلي وقلبي . كتبت عشرات القطع الشعرية وأنا أفكر حتى أصل إلى نيويورك ولم أصل. وفجأة قلت هي نيويورك. عشرات القطع الشعرية أردد بعضها دون كتابة وبعضها كتبته وبعضها توقفت عن كتابته . زحمة لأصل إلى نيويورك .
انتهت القصيدةُ .
ولا أعرف كيف سأكتب قصيدتي (نيويورك) على الأوراق أو أنشرها . هل أكتبها في وسط الصفحة أم في أولها أم في آخرها وفي أي سطر وبأي نوع من الخطوط وبأي سمك وبأي لون .كنت أريد التحدث إلى نيويورك .أقص عليها القصة الجديدة التي عرفتها عن مجموعة من الحدادين ينصبون سيركاً جوالاً وكان من بينهم حداد مسن يمسك بقضيب مثني من الحديد يريد تقويمه . فكان يطرقه طرقة بمطرقة صغيرة ومن بعده حداد فتي شاب يمسك بأخرى ثقيلة فيهوي على القضيب حيث طرق الحداد المسن فيطرقه . وهكذا حتى رآهما أحد ملاك السيرك فقال له وكأنه يعلم كل شىء إن هذه المطرقة لا تصلح لهذا العمل فقال الحداد المسن في صرامة أنا فقط أعلم هذا الشاب أين يطرق . لا أعرف لماذا تذكرت نيويورك . ربما تمثالها الأخضر وقضبان حديدها المصقولة اللامعة المغروسة في بناياتها العالية كالرماح والأبراج. ولكنني شعرت بفرحة قصيرة وحزن طويل امتد حتى قص مني كل القصيدة التي لم أكتبها وتحولت فقط إلى كلمة واحدة هي (نيويورك). وأشعر أنها مدينة حزينة مثلي رغم بهرجها . ولها يوم كبير مثلي . ولعلني سأكتب عنها كثيرا بعد ذلك . ببرجٍ أو ببرجين أو بلا أبراج.
كنتُ في كل قصيدة أكتبها أتعمد إخفاء جلالها وهيبتها ووقارها بالأخطاء وكما قال أمل دنقل (إن تكن كلمات الحسين. و سيوف الحسين. و جلال الحسين. سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء. أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء) لكن قصيدة نيويورك من كلمة واحدة فكيف أخفيها وأخفي سطوع حروفها عن الأعين أأكتبها بخط أصفر فتسر الناظرين أم أسحبها إلى آخر السطر وتُنسى أم أضعها في أول السطر فتفلت سطوتها من عيون المتعجلين أم أضعها في الوسط وتكشف السر بين البقرة الصفراء والإنسان العجول. وأقول لعل علتها أنها كلمة أعجمية عند شاعر عربي .لي أكثر من يوم يا وجدان تدور هذه الكلمة في عقلي وقلبي . كتبت عشرات القطع الشعرية وأنا أفكر حتى أصل إلى نيويورك ولم أصل. وفجأة قلت هي نيويورك. عشرات القطع الشعرية أردد بعضها دون كتابة وبعضها كتبته وبعضها توقفت عن كتابته . زحمة لأصل إلى نيويورك .