الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فاتنة .. من وراء السحاب بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2015-05-04
فاتنة .. من وراء السحاب بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" فاتنة .. من وراء السحاب "
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================

( آخر ما جادت به قريحة الكاتب . )

مقدمة :
النص ليس شطحة من شطحات الخيال ... وليس مشهداً من مشاهد أفلام هوليود ...
ولكن الشخوص والأحداث حقيقية ؛ حدثت على أرض الواقع .
وليس من فضل للكاتب على النص ... اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
==========================

" فاتنة .. من وراء السحاب "

جميلة هي بكل المقاييس .. بل وفائقة الجمال .. والسحر .
لم يرف له جفن ... لم يتلفت نحوها .. ولم يحاول الاقتراب منها ... أو لمسها ... أو مجرد التفوه بحرف واحد .. رغم عبق الأريج الفواح الذي ينبثق بقوة من جاذبيتها المميزة وجمالها الفريد .
أشاح ببصره عنها إلى الجانب الآخر من المكان .. يحاول أن يتحاشى النظر إليها .. إلى وجهها الفتان أو إلى جسدها الساحر ... بينما راح عطرها يهاجمه ويغزو خياشيمه بقوة وعذوبة ...
.. راحت ترمقه بنظرات سريعة خاطفة من وراء " نظارتها " الذهبية السوداء الجميلة التي زادتها فتنة وسحراً وجاذبية ..
هما وحيدين في المكان .. المكان المغلق عليهما بإحكام .. لا يشاركهما فيه أحد .. المسافة بينهما كانت قصيرة .. والوقت لم يكن قصيراً ..
وحدهما لا ثالث لهما ؟؟!!
.. الوقت يمر ببطء ثقيل جداً .
.. الشاب يقف جامداً في الزاوية البعيدة - نسبياً – بلا حراك ولا تفاعل أو ارتعاش أو اهتمام .
الفتاة تتحرك بعصبية غريبة .. تلتفت إلى الشاب بين الفينة والأخرى ؟؟!!
تحاول أن تصلح من هندامها - رغم أنه لم يكن بحاجة لأي لمسة إصلاح - .. ومراجعة ترتيب تسريحتها وزينتها .. – التي لم تكن بحاجة لأي لمسة إضافية - ؟؟!!..
لوحة الأرقام المثبتة في الواجهة الأمامية تتغير بسرعة رهيبة .. والوقت يسير ببطء شديد ؟؟!! .
.. إنه الدور العاشر ... العشرين ... ال ...
الحركات العصبية المتلاحقة تسيطر على الفتاة .. نظراتها المضطربة نحو الشاب تزداد حدة واضطرابا وصرامة ... تتأفف .. تتمتم ...
الدور الثلاثين ... الأربعين ... ال ...
لوحة عداد "الأسانسير" في ناطحة السحاب الشاهقة الضخمة تتلاحق بسرعة رهيبة ... والوقت يمر ببطء شديد غريب ؟؟!! والفتاة تتحرك في كل اتجاه .. تماما كما كانت عيناها تتحركان في محجريها بحركة لولبية سريعة ؟؟!! .. بينما الشاب ما زال يقف في الركن القصي كتمثال من جليد .. أو كتمثال إغريقي متناهي القدم ؟؟!! .
الدور الخمسين .. الستين ... ال ...
تحاول الفتاة أن تشغل نفسها بأي أمر .. تحاول أن تحادث أحد .. أي أحد .. طالما أن هذا الشاب لا يود الحديث إليها ... أو الاقتراب منها .. أو مجرد الالتفات إليها ؟؟!!
تخرج جهاز " المحمول " .. ( الموبايل الحديث جدا ) من حقيبة يدها الفخمة المطرزة بخيوط الذهب والمرصعة بالدرر .. تضغط بأصبعها على أزرار لوحته بعصبية ونزق ... تتحدث إلى الطرف الآخر بهمس وعصبية وانفعال ... وهي لا تزال ترنو ببصرها إلى الشاب القابع في الزاوية البعيدة بنظرات شذر ؟؟!! .
طوحت بيدها التي تحمل ( الموبايل ) في الهواء .. وكأنها تود أن تقذف به ناحية الشاب ؟؟!! ..
.. تتمالك نفسها .. ويبدو بأنها قد سيطرت على أعصابها .. بقدر الإمكان .. وتحاول أن تسيطر على أحاسيسها وأفكارها ومشاعرها .
.. الدور السبعين .. الثمانين .. ال ...
درجة حرارتها وانفعالها تصل حتى درجة الغليان ... وتتعداها .. تتعمد إسقاط الحقيبة من يدها على أرضية ( الأسانسير ) .. علها تلفت نظره ؟؟!! .. تصطدم الحقيبة بالأرض بقوة فتصدر صوتاً مرتفعاً .. تتوقع أن يبادر الشاب للاندفاع نحوها كي يلتقط الحقيبة عن الأرض ويعيدها إليها مستغلاً الفرصة السانحة ؟؟!! ..
استرعت الحركة – المفتعلة – انتباه الشاب ، نظر ناحية الحقيبة الملقاة على الأرض بنظرة خاطفة .. بعدم اكتراث .. ثم أشاح ببصره بعيدا عنها ...
يستبد بها الغيظ والحنق .. تستولي عليها العصبية بشكل جنوني من جديد .. تنحني إلى الأسفل كي تلتقط الحقيبة ... تتمتم وتدمدم بحروف وكلمات مبهمة .. تلتقط الحقيبة ثم تطوح بها في الهواء .. وكأنها تود أن تقذفها ناحيته ؟؟!! .
.. مؤشر عداد " الأسانسير " يشير إلى الدور التسعين ... المئة .. ال ...
يتوقف مؤشر العداد عن العد .. ويتوقف "الأسانسير" عن الصعود والحركة ...
يخرج الشاب من المكان بمجرد فتح باب "الأسانسير" .. يندفع إلى الخارج .. تلحق الفتاة به بخطوات سريعة تسيطر عليها العصبية والتوتر .. يصدح صوتها بالموسيقى العذبة وهي تناديه :
- هيه .. أنت .. أنت سيدي ؟؟!!
يلتفت الشاب إلى الخلف بسرعة لكي يتأكد من مصدر الصوت وهدفه .. يقع بصره على وجهها .. عينيها من وراء النظارة السوداء .. تبتسم له ابتسامة عذبة ساحرة .. تؤكد له بأنه المقصود عندما تصدح الموسيقى العذبة بالعزف مرة أخرى ؟؟!! .
- نعم .. أنت سيدي ؟؟!! .
وقف جامدا للحظات باهتاً ..
لا ينطق بحرف .. اقتربت منه أكثر .. ازدادت ابتسامتها مساحة وجمالا وسحرا وجاذبية .. هتفت برقه وعذوبة :
- هل لك بتناول فنجاناً من القهوة بصحبتي سيدي ؟؟!!.
.. بهت .. استولت عليه الدهشة .. لم ينبس ببنت شفة .. لم يدرِ ماذا يقول .. أو ماذا عليه أن يقول ..
اقتربت منه أكثر .. أشارت له ناحية مدخل شقة ثبت عليها يافطة كبيرة ضخمة مضاءة بألوان الطيف :
" المركز الرئيسي لسلسلة الشركات العالمية الكبرى " ..
أشارت له بالسماح بالدخول .. تردد في بداية الأمر .. راحت تشجعه على الدخول بابتسامة عريضة ساحرة .. وحركة لطيفة من يدها .. وعبارة ترحيب .
يدخل المكان متردداً وجلاً .. ترافقه الفتاة بخطوات وئيدة .. يهب جميع الحاضرين في المكان لاستقبال الفتاة والترحيب بها بحرارة وسعادة .
المكان فسيح فسيح .. العديد من الموظفين والموظفات يجلسون إلى مقاعدهم .. مكاتبهم ..
تصل إلى مدخل حجرة ثبت على مدخلها بالبنط العريض وبخط جميل :
( مكتب المدير العام وصاحبة الشركة مس " .... " )
بادر أحد الموظفين بفتح باب الحجرة .. أومأت للشاب بالدخول .. رحبت به أيما ترحيب .. راحت تهمس جذلة :
- أنا هي مس " .... " صاحبة ومديرة الشركة ..
جلست على مكتبها الوثير الفخم الذي يضاهي مكاتب الوزراء والرؤساء بل يفوقها فخامة وروعة ؟؟! .
راحت ترحب به بحرارة .. أشارت له بالجلوس قريبا منها .. سرعان ما كان موظف آخر يدخل المكان .. تومئ له ناحية الشاب .. ينحني نحوه بأدب جم .. يسأله عما يريد احتساءه من مشروب بارد .. ساخن ...
يطلب الشاب فنجاناً من القهوة بخجل وحياء .. سرعان ما كان يحضره له الموظف ...
تنهض الفتاة من مكانها وهي تحمل بيدها علبه مذهبة فخمة .. تقترب منه .. لتقدم له شيئا من " الشوكلاتة " الفخمة باهظة الثمن .. يتناول شيئاً منها بخجل وبيد مرتعشة .. ويحتسي القهوة ...
تأخذ الفتاة الجميلة بزمام المبادرة بالحديث إليه ..
تعرفه على نفسها .. فهي الابنة الوحيدة لأحد أباطرة المال والتجارة في المدينة الكبيرة .. وصاحب ناطحة السحاب هذه .. وهي تدير الأعمال نيابة عن أبيها المقعد ..
هي " آنسة " لم تتزوج بعد ..
عرفها بنفسه ... فهو شاب قادم من إحدى دول الشرق الأوسط .. بحثاً عن فرصة عمل في الغرب .. في أمريكا ... وأنه أتى لناطحة السحاب هذه ليتقدم لوظيفة متواضعة في الشركة التي تقع في نفس الطابق .. نفس الدور ...
هتفت به جذلة :
- إنها شركتي هذه ..
فجأة .. كانت توجه إليه سؤالاً مفاجئاً :
- هل أنت متزوج ؟؟!!
يجيبها الشاب بعبارة مقتضبة بالنفي .
تفاجئه بسؤال آخر :
- ولماذا فعلت ذلك ؟؟!!
يستفسر منها بأدب جم عن مغزى السؤال الغريب وما تهدف إليه ... فهو لم يعي مغزى السؤال بشكل جيد .
... تبتسم ابتسامة عريضة ساحرة .. تهمس بكلمات وحروف كصدح الموسيقى الندية :
- أقصد .. لماذا فعلت ذلك ؟؟!! أثناء تواجدنا في " الأسانسير " طوال ذلك الوقت الطويل .. ونحن على انفراد ؟؟!!
.. صمت الشاب لبعض الوقت ...
راحت الفتاة تكمل الحديث :
- في مثل تلك الحالة .. فالكثير من الشباب والرجال .. وحتى العجائز يستغلون الفرصة الذهبية بالمعاكسة والمشاكسة اللفظية والحركية .. بل وبالتمادي إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير ..... ولكن يبدو بأنني لست جميلة بما فيه الكفاية ؟؟!! .. إذ يبدو بأن جمالي وجاذبيتي التي يتغنى بهما الجميع لم يعجبانك ؟؟!! .. فلقد كان بإمكانك أن تفعل أي شيء تريده .. أن تقبلني مثلاُ ... دون أن يراك أحد.
.. أجابها باقتضاب بصوت فيه الخشوع:
- ولكنه يراني ؟؟!
.. نظرت نحوه بغرابة وتعجب .. تساءلت :
- ومن هو ذلك الذي يراك ؟؟!! ونحن في مكان لا يرانا فيه أحد ؟؟!!
أجابها بصوت واثق .. رخيم وخاشع :
- الله ؟؟!!
تساءلت بتعجب :
- الله ؟؟!!
- نعم .. الله ... هو الله ..
- الله يراك ؟؟!!
- نعم يا سيدتي .. فإن لم أكن أراه فهو يراني .
- أي ديانة تعتنقها أنت ؟؟!!
- الإسلام الحنيف ...ربي وديني وقرآني ورسولي وخلقي ... يمنعونني من اقتراف أي فعل شائن ؟؟!!
- وهل دينك يأمر بمثل كل هذا ؟؟!!
- نعم .. نعم يا سيدتي ...
- وكيف يمكن أن يعتنق المرء ديانتك ؟؟!!
- أن يشهر إسلامه .. وأن يقول : " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله "..
- حسناً .. ولكني أريد أن أخبرك بأن الوظيفة التي تقدمت إليها في شركتي هذه لم تعد شاغرة .. فلقد سبقك إليها شخص آخر .. أعتذر لك بشدة ..
.. هم الشاب بالنهوض من مكانه والمغادرة .. فيبدو بأن فرصة العمل التي جاء من أجلها قد ذهبت لغيره ...
نظرت الفتاة نحوه .. تابعت الحديث :
- ولكن .. تمهل قليلاً .. انتظر .. فثمة وظيفة أخرى قد تناسبك ..
- وظيفة أخرى ؟؟!! قد تناسبني ؟؟!! لقد جئت إلى هنا أطلب أي فرصة عمل مهما كانت ... ما هي الوظيفة .. سيدتي ؟؟!!
- مدير عام مساعد للشركة !!! .. أي مساعدي .
- مدير مساعد للشركة لك ؟؟!!
- نعم .. هي كذلك ... هل توافق على العمل بها ؟؟ .. ولكن هناك ثمة شرط أساسي للوظيفة ... أن يكون مساعد المدير الجديد متزوج !! .. وأظن بأن هذا الشرط لا ينطبق عليك .. وأظن بأن هذه الفرصة أيضاً سوف لا تكون من نصيبك .
.. تمهلت بالحديث لبعض الوقت .. أتبعت :
- اللهم إلا إذا قبلت الزواج ... فوراً .. مني ؟؟!!
.. صمت الشاب طويلاً .. ألحت عليه بالسؤال ... تمتم ببطء وحياء :
- ولكن ؟؟!! ...
قاطعته :
- لا داعي لكلمة " ولكن " هذه .. بالله عليك .. فأنا أعرف ما تقصده بشكل جيد .. ولكن لتعلم يا هذا بأن أموال الدنيا وكنوزها لا تساوي روعة ونقاء وصفاء معدنك وأدبك وأخلاقك المستمد من دينك ..
أتبعت :
- " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله " ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف