الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

آلم الشوق بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2015-05-04
آلم الشوق بقلم : محمود حسونة
حنين ...
( إلى الأحبة الذين أدهشونا ، و نالوا من قلوبنا ثمّ غابوا ، إلى الذين حلقوا بنا بعيدا في سماء الوجد لنستمتع أكثر بألق الحياة وبهجتها ، نناشدكم ألا تنسوا قلوبنا المتعبة من الفراق و من الزمن )

هل صحيح أن الزمن له أسلوبه الخاص في جعل الماضي أكثر جمالاً ؟؟!!
تمتلأ العينان بالدمع الحقيقي الحار و بالحكايا و الصور ، ويشهق القلب بصوت مسموع من فرط الشوق ، في محاولة شاقة لالتقاط شيئا كاد يسقط إلى أعماق غامضة ، تشتعل حواف الروح فجأة بألم داهم ناعم ، و تتزاحم نبضات القلب كما يحدث لحظة فراق بعد عناق ، وتختلط بتيار سري صاخب و جارف يسحبك إلى مساحة قاحلة ممتلئة بأطلال الأحبة وروائحهم ، ذاك هو الحنين(ألم الشوق ) .
( ضاع الطريق وكان الثلج يغمرني والروح مقفرة والروح في رشح )

تنفتح أبواب الذاكرة عن آخرها ليدخل الزائرين بعد غياب ، حنين يجذبك في تيار شاهق إلى أمواج عنيفة تلطم سواحل النفس، تجيء و تروح بعناد ، ثم تنحسر وتتركك هزيلا مشوشا ، تعاني ألم الشوق ووخز الحنين الرشيق ،أنت تقف على أطلال الماضي الجميل .
( كأنّا خلقنا للنوى و كأنما حرامٌ على الأيام أن نتجمعا ))
يعصف بنا الحنين من كل جانب بلا قسوة ، و يهيم بنا ، حنين لا تكفي كل الكلمات لتعبر عن انطباعات الذين ينتابهم ، حنين يجعل أعمارنا أكثر اشتعالا و لوعة ، ويستر جروحنا المضيئة في عمر أقصر من انتظار لقاء . شعور صارم يحبسك مثقلا ومصلوبا في قفص ذهبي ترغبه بعيدا عن فضاء ملوث ، ذكريات تسأل عنك و تسأل عنها ، تفيض بها و تفيض بك ، أعرفك قديما يا ذكريات ، هيا نولد معا من جديد ، في الضوء ، أو على غيمة فوق ساحل البحر في فصل الشتاء أو الربيع لتصير الأرض كلها سريرا نصلي عليها .
تُبدع الذكريات في اختراق جسدي و روحي و قلبي ، تجري في عروقي لتلدني مرة و مرة ، بلا مخاض أو صرخة ، أنا لست وحدي دائما !! أنا وجميع الصور و الذكريات هادئا و صاخبا ، جميلا وقبيحا ، و أردد النغمات التي غناها النسيم ، نغمات تأتي و تهرب ، هناك صورة تغني ، تطربني ، تضيء سمائي لكنها تسأل عن المغادرين ، تحرث دمي ، فيتوهج جمري ، فماذا أقول لها ؟! أنا أكره الفراق و الموت !! أأخضع لقدري أم أرفضه أم أدافع عنه في جدلية معلقة في رقابنا ؟؟ !!

حنين ينبت في حديقة الروح ، حديقة شاحبة الأغصان ، مكتظة بأعشاش العصافير و الحمام ، وعبقة برائحة عتيقة ناعمة شجية ، حنين يتجاوز ركام الزمن عبر أجنحة عطر إلى صور الأحبة و أطلالهم ، حنين يمرح في ساحة القلب ، تشيخ الأيام و يشتعل الشوق كثيفا في غابة الروح ، يتوق لاصطياد هواجس حارة من أصداف بعيدة في أعماقه .
( و ليست عشياتُ الحمى برواجع ٍإليكَ، و لكن .. خلَّ عينيك تدمعا )
ترى عالما أبيضا ناعما يسكن قلبك ، تنقّب في حناياه الخصبة لتلتقط صورالأحبة ، تقلبها و تقبلها في ذروة الحنين لأيام خلت مبللة بالحنين ، تتهدل صورهم بثوبها الذهبي فتتداعى دافقة أيام غابت ، يعود طيفها يراودك ، تعالي و انثري بخورك على روحي المتعبة ، وبلسمي جراح الزمن ، ولتختف كل الصور الكريهة المغلقة التي تشوه مشهد حاضري ، فهل تهدأ حرارة الحنين بعد أن صبغت السعادة المكان و الظلال ؟؟!
نعود بعد غياب ، نستريح من وقع خطانا تحت شجرة ، ونستتر في ظل الموت الكامن فينا ، ونتساءل : لماذا لا تموت الذكريات ؟! ونموت نحن في ظل الذكريات !!
حمام يحلق في صدري ، يغسل دمي بماء الحب ، فتنبت عشبا حارا ، ويضمّد النزيف في روحي المتعبة من الفراق ومن الزمن ، تناديني : اتبع فضائي الفسيح وصوتي وينبوعي ، إنّي أراك ، فهل تراني رغم الدهشة ؟!! فهل يتوقف نزف الحنين ؟! ، فهل نرغب في وقف نزيف الحنين ؟!

( تعصف الصحراء وقد ضلّ الدليل
لم يبق لي من صحب قافلتي سوى ظلي
وأخشى أن يفارقني
وإن بقي القليل
هل كان عدلٌ أن يطول بي السُّرى
وتظلُّ تنأى أيها الحبيب الرحيل
كأن قصدي المستحيل )

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف