أم كلثوم..بقلم:محمد الحنفي

أم كلثوم...

***
محمد الحنفي

***

كانت فنا...

كانت جمالا في الغناء...

كان الإنسان في كل كلمات الغناء...

تغنيها كوكب الشرق العظيمة...

في كل لحن يحكم كل الغناء...

وأنا لا أملك إلا أن أقدر...

عظيم العطاء...

***

فأم كلثوم قادت فن الغناء...

في عقود لم يسد فيها...

غير الحلم الجميل...

بتغيير العالم من أجل الإنسان...

فكان الفن الجميل وسيلة...

لإثراء القيم...

لإيجاد إنسان سليم من كل الأمراض...

من عقم الأحلام الجميلة...

بتغيير العالم...

بتغيير الحياة...

بإنشاء حضارات عظيمة...

يستجيب فيها الحكام...

لكل رغبات الشعوب...

في أن تصير الأجيال الجديدة...

متحصنة...

بضمانات واقع العدل...

في أن يصيروا ناجحين...

في كل مجلات الحياة...

***

يا وطني...

أليس الفن الجميل مطية...

أليس الغناء الجميل وسيلة...

لإعلاء شأن الإنسان...

وأم كلثوم قادت فن الغناء...

في مرحلة ساد فيها طموح العرب...

نحو مجد التحرير...

من عبودية الرأسمال...

من عبودية الاحتلال...

من عبودية صهاينة التيه...

من رجس أحلام الدواعش...

نحو تحقيق ديمقراطية...

من أجل العرب...

من أجل تحصين بلاد العرب...

من أجل العدل بين العرب...

في توزيع الثروات...

في تقديم الخدمات...

في ضمان حقوق الإنسان...

حتى تتمرس كل شعوب العرب...

على صنع الأحلام الجميلة...

اللا تتناقض...

مع كل الغناء الجميل...

لأم كلثوم...

التتحفنا بأغانيها الجميلة...

اللا تتقادم...

بتقادم عهد الغناء الجميل...

***

فيا وطني...

إنني لا أتأسف...

على زمن ساد فيه الغناء الجميل...

عشته بكل اعتزاز...

تذوقت فيه الغناء الجميل...

كان حلمي في ذاك الزمن...

أن تصير الحياة جميلة...

جمال الغناء الجميل...

اللا يرقى إليه غناء...

مهما صار عظيما...

بكل الأحلام العظيمة...

في كل الوطن...

وفي أوطان بلاد العرب...

اللا تعرف إلا النكسات...

باشتغال الأنظمة...

على أدلجة دين الإسلام...

لإثبات شرعية الحكم...

باسم دين الإسلام...

فصار ما تقوم به...

حجة لأدلجة دين الإسلام...

وتأسيس الأحزاب على أساس الأدلجة...

ليصير في واقعنا...

أحزاب دينية...

ويصير الدين أيديولوجية...

لتلك الأحزاب...

تعتمده...

لتكفير من خالفها...

ويصير كل الأعضاء يفتون بالكفر...

يفتون بحق الجهاد...

ومن خالفهم يصير مقتولا...

باسم الله اكبر...

***

ويا وطني...

فهل هذا هو الإسلام؟...

هل الإسلام أيديولوجية؟...

أم الإسلام دين السلام؟...

يا وطني...

هل الدين لله؟ أم للبشر؟...

أليس من حقنا أن نعيش...

بدون تكفير؟...

بدون الخوف من دين الإسلام المؤدلج...

من أحزاب دين الإسلام المؤدلج...

من نظام العرب...

اليؤدلج دين الإسلام...

لقطع الأطراف...

باسم دين الإسلام...

باسم الله أكبر...

فهل نتقدم...

بتطبيق دين الأدلجة؟...

***

فلماذا لا يصير الغناء الجميل...

وسيلة عشق الإنسان؟...

بعيدا عن قطع الأطراف...

بعيدا عن قطع الرؤوس...

بعيدا عن فتوى التكفير...

قريبا من أم كلثوم...

قريبا من اللحن الجميل...

اليؤثث كل القلوب...

اليرمم كل الشقوق...

بين جدران العروبة...

في كيان الإنسان...

ففي أم كلثوم...

ومن صارت على دربها...

نجد كل الجمال...

في الأغاني الجميلة...

في اللحن الجميل...

في الإنسان يحيا الجمال...

في عشق الإنسان...

اللا يتوقف...

عن أن يصير الكنه...

في غناء أم كلثوم...

في كل الألحان البليغة...

الأنتجتها أحلام كبيرة...

في زمن...

لم ننل منه إلا أم كلثوم...

بكل قاماتها...

              في
كل الأغاني...

بكل الألحان...

فهل نستعيد الزمن...

لنعيش عمق الجمال؟...

أم أن داعش...

قتلت فينا كل الحنين...

إلى عمق الغناء الجميل...

إلى سماع اللحن الجميل؟...

 ***

محمد الحنفي