الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثمن الأخبار بقلم:دنيا الأمل إسماعيل

تاريخ النشر : 2015-05-04
ثمن الأخبار بقلم:دنيا الأمل إسماعيل
ثمن الأخبار
دنيا الأمل إسماعيل

منذ الاحتفال به للمرة الأولى عام 1993، واليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير يعيش حالة من الجنائزية المتنامية، فهو يوم لتذكر المآسي، وإعادة اعتبار سنوية لقيمة التضحية المفرطة من أجل الكلمة الحرة ومن أجل عدالة التعدد أمام سطوة الرؤية الواحدة.

ومنذ ذلك العام أيضاً وحرية الكلمة ترتدي أثواباً ليست على مقاسها ولا هي صنيعتها الخالصة، بل على العكس من ذلك، فكثيراً ما وقعت الكلمة في شرك المحايلة أو التجميل أو التضليل، وهو شرك خفيّ أو معلوم أحياناً وأحياناً أخرى، ومن ينجو منه فقد نجا من سقوط عظيم.

حين تصعد الاحتفاليات وتغيب الحقائق وتستخدم هذه وتلك كطريقة للاستنفاع ، يبقى الضحايا الحقيقون في سباتهم لحين استفاقة أخرى، يجري تنميتها تحت شعارات فعّالة عاطفياً وإعلامياً.

الأخبار ليست محايدة  وكذلك طريقة استخدامها ومواعيد صلاحيتها وما يجري ترويجه عبر الصحافيين أنفسهم – عن غير وعي معرفي – من ( نضال إعلامي) هو أحد أهم وسائل الاسترزاق والاكتساب الرائجة، لا ضير في ذلك من تطعيمها بمعاناة هنا أو هناك؛ عبر رسالة جوالية أو ضحكة على شاطيء بحر أو بيانٌ صديق من ذوى القربى ( المصلحيين).

ثمة خراب كبير وتزييف للوعي وتسطيح مطلوب، حتى أنّ جدّة العمل والعمال، لا تضاهي في منافعها استسهال البعض وقدرتهم الفائقة على تعظيم الذات وتوافه الأمور، وهو نهج يبدو أنه لا يطال فقط مجال الإعلام – على ما فيه من انجازات- لكنه أصبح مترسخاً كقيمة في حد ذاته حتى في بنائنا الداخلي الذي يعاد قولبته و أدلجته وفق لا رؤى مقنّعة لا تخدم إلاّ ذاتها وتستخدم الآخرين / مادة الأخبار وضحاياها؛ للصعود وولوج عالمٍ مادته البشر وليس هدفه البشر. هنا تصبح الصحافة وسيلة للمجد غير المعرفي وغير المهني، وتصبح الصدفة الصحافية معياراً فاعلاً للمهنية والوعي، وما أكثر الصحافيون الذين عاشوا عمرهم الصحافي على صدفة عابرة، فحولتهم بين ليلة وضحاها إلى (رقم ضخم) في عالم الصحافة الغريب.

لا حاجة هنا للوعي، ولا حاجة للمعرفة، كما لا حاجة أيضاً للمبدئية. فكل وسيلة صحافية تصنع غايتها وفق ما ترتأيه، والرؤيا هنا لا تملك رؤية، إنما هي تحترف التلون والتعدد و الثورية والمسالمة، الوطنية والنفعية. وكل بوصلة تحاول أن تضبط قانون الفوضى الصحافية المنتجة (ما ليس على هوى المعارضين/ات ) هي بوصلة صدئة، من المفيد للجميع تنحيتها.

ليس بمقدور أحد أن ينفي شبكة المصالح التي يتعاظم خطرها بين الإعلاميين والصحافيين/ات ومؤسسات المجتمع المدني، وهو خطر نابع من إعادة إنتاج الثقافة العشائرية المتوارثة عبر الأشكال الحديثة من البنى السياسية والاجتماعية والثقافية، وثمة شواهد يمكن تلمسها بسهولة ، تدلل على أن استبقاء هذه البنى وتجديد محتواها (الفكري) فيه مصلحة للكثيرين/ات وليس أفضل من الإعلام والصحافة وسيلة للترويج والتنميط والتأليه، وهذه البنى تنتج  علاقات قائمة على الزبائنية  والاستنفاع السري والمعلن، لذلك فهي تجري وراء الضحايا ولا تلاحق القتلة، وتعمل على تلميع أنصاف المتعلمين والقادة، وتغييب أصحاب الرأي   والمبدعين والمفكرين والمكافحين الحقيقين/ات.

وفي الصحافة الزبائنية يسود قانون العرض والطلب، والربح والخسارة؛ لا قانون المهنية  والأخلاق الصحافية والانحياز لهموم المواطن ، لذلك كل حزب ينتج إعلامه التسويقي، وكل جماعة عبر أقنعتها المشروعة – من وجهة نظرها – تمرر أفكارها عبر أردية لا تدل على أصحابها سوى لعين خبير/ة . إنها هيمنة القوة حين تفرض شروطها بنعومة ٍ ضالة تخضع الأخبار لمنطقها والصحافيين لمصالحها بوعي أو دونه، ما دامت المنفعة حاضرة والأقلام مشرئبة نحو مغنمة هنا أو هناك .
ليس دائما برئياً هذا الإعلام، وليس دائماً مظلوماً، فكم مرة ساهم في تعزيز الظلم والعنف والتمييز والاضطهاد، وكم مرة  أعمى عينيه عن حقائق ساطعة، لكن لا مصلحة فيها، وكم مرة ركض صحافيونا خلف أخبارٍ وعينهم على جائزة هناك، خارج الحدود، لذلك هم سيفوزون دائماً، ودائماً ستبقى الضحايا تنتظر خبراً يخرج منها ويعود إليها.

إنه ثمن الأخبار الذي يتجاوز المعد والمنتج والمنفذ والمستهلك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف