الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المخربون لعقل الامة وضميرها..مدمرون لمستقبلها موطئون لاعدائها بقلم:صالح عوض

تاريخ النشر : 2015-05-03
المخربون لعقل الامة وضميرها..مدمرون لمستقبلها موطئون لاعدائها
صالح عوض
بينما كنت انتظر ركوب الطائرة في مطار هواري بومدين متوجها الى اسطمبول تقدم مني ثلاثة اشخاص سودانيين وهم عمداء كلية التربية في الخرطوم والنيل الازرق والبحر الاحمر حيث كانوا قد انهوا مؤتمرا بخصوص الاسرة والمدرسة في وهران ..تعرفوا علي وقد شاهد بعضهم مقابلة لي في تلفزيون السودان القومي..وعلى عادة السودانيين كراما سمحين اخذوا بمناقشتي بما جاء في المقابلة حيث كان حديثي فيها عن ضرورة وحدة الامة وتصديها للمخططات التي تستهدفها واخطرها مخطط التقسيم والتفتيت..لم نكمل حديثنا حتى التحق بنا رجل مغربي مقيم بالجزائر ينتظر الاخر سفره الى الدار البيضاء شد على يدي قائلا: ارجوك ارجوك استمر في تحبيب الشعوب لبعضها واستمر في حربك على دعاة التفرقة بين الشعوب..
بلا شك شعرت بمسئولية اضافية نحو الامة المحمدية وخجلت كثيرا من لحظات ضعف انتابتني وانا اواجه سيل عرم من الجهل والتعصب والتشبث بما يفرق وارى كم تنفق الاموال والدماء لتعزيز الفرقة في امة الاسلام فكدت اصرخ: لاجدوى يا محمد لاجدوى يارسول الله، فلقد تفرقت امتك وماذا لمثلي ان يصنع وقد عم البلاء..هذا فيما نداء الرسول صلى الله عليه واله وسلم يقرع في ضميري : سددوا ولاتفرقوا بشروا ولاتنفروا..وقوله سبحانه وتعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى"..والاف الشواهد والاسانيد والحجج والوقائع التي لاتسمح لي بالفرار من المعركة..اجل انني اشعر بمزيد من السعادة كلما استوقفني رجل مهموم مثقف او عالم او مسئول يناشدني ان لا اتراجع عن الدعوة لجمع صف الامة.
المخربون لضمير الامة وعقلها هم اولئك الذين يخترعون لها اعداء غير اعدائها ويبتدعون لها اهداف غير اهدافها ويصنعون لها سبيل الدمار الذاتي..ويوسوسون لها ينبشون في كل زاوية من زوايا دربها لاشغالها عن وجهتها ويضخمون لها الصغائر لتغطي على اعينها الكبائر الخطيرة..وهذا نهج قديم لكل اصحاب الهمم الهابطة والمتعيلمون وعباد النصوص وظواهرها فلقد سبق لبعضهم وبتحريك من يهود ان تنابزوا في حضرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وتناخوا لعصبيات جاهلية هذا اووس وهذا خزرج حتى كادت السيوف تقع فيهم لولا تصدي الرسول الحاسم للجاهلية النتنة..
نحن الان في معركة الوجود..نواجه المشروع الغربي الاستعماري بعناوينه البارزة الكيان الصهيوني والتجزئة بكل تصنيفاتها والتبعية والتخلف..ولا يمكن للاستعمار الغربي ان يطمئن لسير مصالحه الظالمة الباطلة دونما تمكين كل العناوين السابقة وجعلها في مامن من التغيير .. ومن هنا بالضبط تاتي مهمة ودور الطليعة الرائدة في الامة من مثقفين ومفكرين وعلماء دين واعلام وساسة امة تدعو الى الخير ..اجل الى الخير ولا خير في فرقة ولا خير في تنازع ولا خير في شحناء وبغضاء وعصبيات..ثم انها امة تأمر بالمعروف اي بكل ما يمكن اواصر الامة ويقويها ويحصنها وينمي قدراتها ويتجاوز عن سلبياتها على اعتبار الاولى فالاولى وعلى اعتبار ان وقائع القوة تزيل الضعف وان نصر الله المبين يكون فرصة حقيقية لدخول الناس في المنهج القويم افواجا افواجا..انها امة تنهى عن المنكر اجل تنهى عن كل ما يفسد وحدة الامة ويفسد قيمها واخلاقها وتتصدى لكل ما يشتت طاقتها ويبدد امكانياتها..اجل قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾..اجل هذه وظيفة الاخيار في الامة الرواد الحريصين على مستقبلها وعلى القيام بواجب الرسالة.
وفي هذه المهمة الجليلة ترتفع الهمم وتسمو الارواح وتشرق النفوس لغايات مقدسة ترفرف فيها رايات الحق خفاقة باسم ربها المتعال وتترك خلفها الارتكاسات في الحمأة الاسنة لاولئك المرجفين في المدينة ينعقون كالبوم بخراب امة محمد يجلسون القرفصاء يتناطحون باقوال الرجال يشتتون الراي ويبددون الاهتمام يشيرون باصابعهم الباردة الى اعداء وهميين والى مشاريع وهمية فيما العدو ماثل بكل مقولاته ومشاريعه وجيوشه..
لقد قاتلت الامة عدوها الخارجي فيما كان الحكام غير شرعيين وقد اغتصبوا الحكم وكانوا هم اصحاب الملك العضوض..ذلك لان محاربة العدو الخارجي اولى وهذا عين الصواب والحكمة..فهل يجلس الناس يحاربون بعضهم بعضا فيما جيوش الاعداء على التخوم تتربص بالجميع الدوائر؟
ان الشرع والعقل ..ان القران والسنة النبوية وكما فهم العلماء النابهين والحكماء الاواهين والمفكرين النابهين والمنطق السليم كل ذلك يشير الى ضرورة الانتباه الى خطر حقيقي انه الارجاف في صفوف المؤمنين وتعطيل الامة عن مواجهة عدوها..بحجج قد يصح بعضها وقد يشط الاخر ولكنها في كل احوالها لا قيمة لها بعد ان يكون الولاء في امة محمد انما هو للاسلام والمسلمين.
لا يعتقد عاقل ان امة مثل امة الاسلام بتعدادها الضخم وبحيويتها المتدفقة يمكن ان تكون على راي رجل واحد او فهم واحد بل ان عظمة الاسلام ومتانة الامة تاتي من تنوعها وتعدد الاراء فيها ولكنه تعدد وتنوع للوحدة والتكامل .. وليس مطلوبا من احد ان يشبه احدا ولا يتبع احدا في فهم او راي ولا يحجر على احد ان يفهم او يحاول الفهم فذلك سبيل التجدد والعطاء المتنوع في الامة ولكن ذلك كله على قاعدة الوحدة التي لايمكن قبول المساس بها باي شكل من الاشكال .. ففي النصوص مجال واسع للتاويل والتفسير والتنوع وفي الروايات قواعد واسانيد تحتاج الفحص والتمحيص وعلى قاعدة الجرح والتعديل وكل هذا عملية تتم في ظل روح المسئولية نحو وحدة الامة والدفاع عن وحدتها ونبذ المنهي عنه من السب والشتم والطعن.
مكونات الامة لا تعني انها متساوية ولا متشابهة ولكنها تعني انها متوحدة سبيلها واحد وربها واحد ومستقبلها واحد..فالناس جميعا لادم وهنا التنابز القومي ..فلا قومية ولا جهوية ولا عرقية انما الجميع لاصل واحد ..ولا فرقة مذهبية ولا تنازع على اجتهادات انما نحن قد سمانا ابراهيم عليه السلام المسلمين..ولا تصارع فئوي ولاطبقي انما التكامل والتعاون.
هكذا نتحرك نحو هدفنا في النهضة متخففين من قيود تجرنا الى الدون .. نتحرك لتكون امتنا شاهدة على العالمين تقوم بمهماتها الربانية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا نلغي دو المخربين لضمير الامة وعقلها.. هل اوفيت بالوعد لاخوتي السودانيين ولاخي المغربي ولاخوتي وامتي في كل مكان؟..تولانا الله برحمته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف