حقيقة وموقف
(1) بين المستوطن والمواطن .. موازنة وموقف
يسمونها دولة إسرائيل.. ويريدونها دولة يهودية فليريدوا ما يريدون، وليسمّوا أنفسهم ما يسمّون.. فإنما هم مستوطنون لا وطنيون ولا مواطنون؛ وأحرى بما يسمونها دولة إسرائيل أن تسمى (مستوطنة إسرائيل) أو المستوطنات الإسرائيلية! حيث المستوطنة تكون مكاناً غير دائم لدخيلٍ عابر.. أما الوطن فهو المكان الدائم لصاحبه المقيم ليس العابر! والمستوطن لو نزل بغير إذن المواطن أرض وطنه لما كان جزاؤه إلا الرفض والطرد. فما بالك لو كان مغتصباً سارقاً؟ وسيمضون.. سيمضون في مشروعهم الاستيطاني الاستكباري الرّبوي، ظانّين أنّ قوة المال والمادة ستدوم لهم، وستظل هي صاحبة السيطرة والسيادة؛ وخصوصاً متى لاقوا من أصحاب النفوس الضعيفة المتخاذلة المنبطحة من بيننا من يلحس عسلهم ويتلقف فتاتهم ويحمد منّتهم! ولكن ليفهم هؤلاء.. وليتذكّر كل المؤمنين الأقوياء المحمديين الشرفاء أنّ هذه الحِقبة هي حقبة العلوّ الإسرائيلي في الأرض، وفسادهم الذي ما يزال يكبر حتى يأتي وعد زواله .. إنها مجرّد كَرّة لهم كان لها ابتداء وسيكون لها انتهاء؛ فقط يحتاج منا إلى إيمان قويّ وعمل دءوب، وجهاد لا يتوقف بكل صورة من صوره والوصف.. حتى يأتي أمر الله.. ويتحقق وعده بنصر المؤمنين.. إن الله لا يخلف الميعاد.
(2) الطفرة والثورة
هل الإحصائيات والأرقام تعدّ دليلاً على حقيقة، أم حقاً هناك الطفرة وهناك الثورة التي تقلب الأرقام وإحصاءاتها رأساً على عقب، وتزيح الزاوية مئة وثمانين درجة؛ فيعيد المهندس حساباته، والرياضيّ إحصاءاته.. أو ينتظر حساب الثورة وعقاب الطفرة! نعم.. لو توفّر الوعي وتعمّق الإيمان، فلا بدّ أن يتوّجا بالثورة التي تقلب الميزان.. فترفع بيوت الحق وتهدم عروش الطغيان! تمحو سدف الظلام وتشرق بنور الأمن والسلام.. تجتث من جذوره السرطان؛ ليعود الجسد معافىً قوياً من جديد، يواصل مسيرته نحو الحرية والعدالة والتجديد.. فليثرْ على أنفسهم الخامدون المستكينون المفرّطون.. ليعيدوا حساباتهم.. وليثبتوا على حقوقهم ولا يتخلّوا عن ثوابتهم.. ولا يكونوا كالتي نقضت غزلها أنكاثاً من بعد قوة! ومن انتابه الضعف منكم والخَور؛ فليسلّم الراية لمن هو أهلٌ لها وأجدر.. الثورة.. الثورة يا شعبنا المجاور للأقصى المنتهَب.. ثورةً على المتخاذل المتمطّي على كرسيه.. متثائباً حتى النعاس فالنوم؛ ليصحو بعد أحلامٍ سعيدة بالترقّي إلى درجةٍ أعلى؛ إذا ما واصل برنامجه الاستخذائيّ التبعيّ المتخاذل، المضيّع للحقوق المتنازل! وثورة على المستوطن الذي يصادر أرضك كلّ يوم ويحرق زيتونك ويسوّي زروعك.. وثورة على المهوّد لقدسك الحافر تحت أقصاك؛ ليقيم مكانه هيكله المزعوم!
(3) وعندنا.. ما بقى عندنا!
الدمار والحصار.. والقبض على الجمر.. والعذاب بأكثر من نار.. الأُسر التي نسكن الخيام والأكواخ العارية من الأسوار تحت السيول والأمطار.. الشباب الذين سدّت في وجوههم أبواب العمل! العيادات والمستشفيات التي لا تجد الدواء للمرضى الأحياء الأموات.. الإسمنت والحديد الذي يتاجر به فتضاعف له الأثمان! المسافرون العالقون.. الطلبة المضيّعون .. الصيادون المهددون المطاردون.. ضاقت الحال وتكسرت النصال على النصال.. فهل بقى إلا الانفجار، وأن تنقلب الحملان إلى ذئاب والحمائم إلى عقبان؛ فتقتحم العقبة وتفكّ الرقبة.. وتنفجر بركاناً لا يهدأ حتى ينفث النار ويشقّ طريق الخلاص.. وتنطلق طوفاناً لا يتوقف حتى يقتحم الأسوار ويخلص من ربقة الإسار.. وحياة الذل والانكسار!
ـــــــــــــــــــــ الاستقلال 847
(1) بين المستوطن والمواطن .. موازنة وموقف
يسمونها دولة إسرائيل.. ويريدونها دولة يهودية فليريدوا ما يريدون، وليسمّوا أنفسهم ما يسمّون.. فإنما هم مستوطنون لا وطنيون ولا مواطنون؛ وأحرى بما يسمونها دولة إسرائيل أن تسمى (مستوطنة إسرائيل) أو المستوطنات الإسرائيلية! حيث المستوطنة تكون مكاناً غير دائم لدخيلٍ عابر.. أما الوطن فهو المكان الدائم لصاحبه المقيم ليس العابر! والمستوطن لو نزل بغير إذن المواطن أرض وطنه لما كان جزاؤه إلا الرفض والطرد. فما بالك لو كان مغتصباً سارقاً؟ وسيمضون.. سيمضون في مشروعهم الاستيطاني الاستكباري الرّبوي، ظانّين أنّ قوة المال والمادة ستدوم لهم، وستظل هي صاحبة السيطرة والسيادة؛ وخصوصاً متى لاقوا من أصحاب النفوس الضعيفة المتخاذلة المنبطحة من بيننا من يلحس عسلهم ويتلقف فتاتهم ويحمد منّتهم! ولكن ليفهم هؤلاء.. وليتذكّر كل المؤمنين الأقوياء المحمديين الشرفاء أنّ هذه الحِقبة هي حقبة العلوّ الإسرائيلي في الأرض، وفسادهم الذي ما يزال يكبر حتى يأتي وعد زواله .. إنها مجرّد كَرّة لهم كان لها ابتداء وسيكون لها انتهاء؛ فقط يحتاج منا إلى إيمان قويّ وعمل دءوب، وجهاد لا يتوقف بكل صورة من صوره والوصف.. حتى يأتي أمر الله.. ويتحقق وعده بنصر المؤمنين.. إن الله لا يخلف الميعاد.
(2) الطفرة والثورة
هل الإحصائيات والأرقام تعدّ دليلاً على حقيقة، أم حقاً هناك الطفرة وهناك الثورة التي تقلب الأرقام وإحصاءاتها رأساً على عقب، وتزيح الزاوية مئة وثمانين درجة؛ فيعيد المهندس حساباته، والرياضيّ إحصاءاته.. أو ينتظر حساب الثورة وعقاب الطفرة! نعم.. لو توفّر الوعي وتعمّق الإيمان، فلا بدّ أن يتوّجا بالثورة التي تقلب الميزان.. فترفع بيوت الحق وتهدم عروش الطغيان! تمحو سدف الظلام وتشرق بنور الأمن والسلام.. تجتث من جذوره السرطان؛ ليعود الجسد معافىً قوياً من جديد، يواصل مسيرته نحو الحرية والعدالة والتجديد.. فليثرْ على أنفسهم الخامدون المستكينون المفرّطون.. ليعيدوا حساباتهم.. وليثبتوا على حقوقهم ولا يتخلّوا عن ثوابتهم.. ولا يكونوا كالتي نقضت غزلها أنكاثاً من بعد قوة! ومن انتابه الضعف منكم والخَور؛ فليسلّم الراية لمن هو أهلٌ لها وأجدر.. الثورة.. الثورة يا شعبنا المجاور للأقصى المنتهَب.. ثورةً على المتخاذل المتمطّي على كرسيه.. متثائباً حتى النعاس فالنوم؛ ليصحو بعد أحلامٍ سعيدة بالترقّي إلى درجةٍ أعلى؛ إذا ما واصل برنامجه الاستخذائيّ التبعيّ المتخاذل، المضيّع للحقوق المتنازل! وثورة على المستوطن الذي يصادر أرضك كلّ يوم ويحرق زيتونك ويسوّي زروعك.. وثورة على المهوّد لقدسك الحافر تحت أقصاك؛ ليقيم مكانه هيكله المزعوم!
(3) وعندنا.. ما بقى عندنا!
الدمار والحصار.. والقبض على الجمر.. والعذاب بأكثر من نار.. الأُسر التي نسكن الخيام والأكواخ العارية من الأسوار تحت السيول والأمطار.. الشباب الذين سدّت في وجوههم أبواب العمل! العيادات والمستشفيات التي لا تجد الدواء للمرضى الأحياء الأموات.. الإسمنت والحديد الذي يتاجر به فتضاعف له الأثمان! المسافرون العالقون.. الطلبة المضيّعون .. الصيادون المهددون المطاردون.. ضاقت الحال وتكسرت النصال على النصال.. فهل بقى إلا الانفجار، وأن تنقلب الحملان إلى ذئاب والحمائم إلى عقبان؛ فتقتحم العقبة وتفكّ الرقبة.. وتنفجر بركاناً لا يهدأ حتى ينفث النار ويشقّ طريق الخلاص.. وتنطلق طوفاناً لا يتوقف حتى يقتحم الأسوار ويخلص من ربقة الإسار.. وحياة الذل والانكسار!
ـــــــــــــــــــــ الاستقلال 847