الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التنظيمات المتطرفة وحواضنها بقلم خالد ديريك

تاريخ النشر : 2015-05-03
 التنظيمات المتطرفة وحواضنها  

لا يمكن لأي نبات أن ينمو ويزهر إلا في بيئة مناسبة تتوافر فيها الشروط المساعدة لها من حيث الظروف الجوية والتربة والمناخ الملائم ,كذلك لا يمكن لأي فكر متطرف أن يواظب ويركن على سكة ودوامة الاستمرار والنماء وإخضاع مجتمع ما لتوجهاته, إلا في بيئة خصبة قابلة له تتوافر فيها الفقر والجهل والانتقام والشعور بالمظلومية ,لأن إيديولوجية التطرف وانتشاره ليس عقائدية فقط بل مرتبط بكافة الجوانب السلبية.

ظهرت التنظيمات المتطرفة في المناطق النامية والمضطربة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً أكثر من غيرها وهي تعد من أكثر المناطق عرضة لهذه الآفة لخصوبتها من كافة الجوانب وكونها لقمة سائغة في الوقوع في مصيدة الفكر المتطرف وعشاً لتكاثره.

هؤلاء يجدون في الفتاوى الاعتباطية التي تطلق من المنظرين وشيوخ الفكر المتشدد الحالي وبعض النصوص من الكتب والمراجع التي دونت في أزمنة مختلفة على أيدي بعض الإمامة, صوابية وخلاصة أكثر من اعتمادهم على النصوص والتفسيرات القرآنية الصحيحة,وهم ملتزمون باجتهادات وفتاوى متشددة  وتفسيرات دينية خاطئة وبطولات وأساطير طائفية وعشائرية وحتى دينية خيالية أكثر من التزامهم بمضامين وكنوز الدين ورسالته الإنسانية السامية.

كما أن حواضن التنظيمات المتطرفة تتسع وتتمدد, وهي  ليست محصورة في المناطق السنية في البلدان العربية وإن وجدت ضالتها ورواجها بين ثناياها أكثر من غيرها, فإن قتل الآلاف من  أفراد عشيرة الشعيطات السنية العربية في دير الزور السورية ومن عشيرة البونمر العراقية على يد داعش, وقبلها تشكيل الصحوات من العشائر السنية العراقية بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2007 لطرد عناصر القاعدة يؤكد إنها ليست حكراً على شعب واحد,فهذه التنظيمات تظهر في زمن حدوث الخلل والمشاكل والهزات الأمنية واستباحات عسكرية وبروز روحية الثأر والانتقام .

وتعمل على تغذية الشعور بالظلم والإقصاء والتهميش لتأليب حواضنها على خصومها وجعلهم أدوات ودروعا , وتبعث الغرائز والفتن الطائفية والحروب الأهلية من خلال الفتاوى الاعتباطية من الفكر التكفيري ,لذا فهم يستغلون الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية السيئة في المناطق الساخنة لتحقيق مآربهم عبرعقيدة يؤمنون بها .

هؤلاء وجدوا في افغانستان وباكستان مروراً بالعراق وسوريا إلى اليمن وشمال وغرب ووسط إفريقيا وبعض الدول الآسيوية الأخرى ملاذاً آمناً لهم,ووجودهم لا يقتصر على المناطق المضربة فقط  وإن كانت هي ساحتهم الميدانية والرئيسية, فمعظم المناطق العربية والإسلامية وخاصة ضمن الطبقات الفقيرة أو التي تعادي وتعارض أنظمة بلدانها  الديكتاتورية أو العلمانية لا تخلوا سراً أو علناً من الخلايا والمريدين لهم أفراداً أو جماعات .إضافة إلى مؤيدين لهم في أنحاء الغرب فهم قنابل موقوتة معرضة للانفجار في أية لحظة .

ظهور هذه التنظيمات كان أحد أهم الاسباب التي حولت ثورات "الربيع العربي " إلى خريف دموي ,فلا تونس ولا مصر حصلتا على الأمن والاستقرار, ولا تزال الحرب المستعرة  تمضي بسرعة الرعد, وتحصد الأرواح وتهجر الآلاف في كل من  ليبيا واليمن وسوريا والعراق ودول أخرى في المحيط الإقليمي  تقترب من حافة الفوضى.

وهذه البوادر لحرب إسلامية كبرى تلوح في الأفق بين الشيعة والسنة ويتم تغذيها غرباً وشرقاً

في وقت سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة من سوريا والعراق والعمل على تعزيز وجودها وتوسعها نافستها "الحوثيين" في السيطرة على اليمن بشكل شبه كامل, إنها حرب طائفية بامتياز بين أدوات متشددة من الطرفين وبدعم المركز الشيعي والسني وحلفائهما وتغذية الغرب لها.

وللقضاء على التشدد والإرهاب يستوجب العودة إلى الجذور والأسباب ألا وهي الشعور بالمظلومية والاضطهاد والحرمان السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي والتمييز العنصري والطائفي والقومي الذي سهل تقبل الفكر المتطرف والفتاوى الاعتباطية, فالتحرر والانعتاق والحرية وممارسة الديمقراطية والتنمية ستساهم إلى تلاشي العقائد المتشددة.

لكن قبل ذلك وإلى جانب العمليات العسكرية, يلزم تجفيف مصادر التمويل  وتصحيح المناهج التربوية والاعتماد على الخطاب الديني السامي الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك ونبذ العنف والعدوان تحت أي حجة كانت ,وتفنيد إيديولوجيات المتطرفين وأفكارهم الشاذة من قبل حكماء وعلماء العالم الإسلامي وتشديد الخناق من قبل الحكومات على الشخصيات والمؤسسات التي تطلق الفتاوى الاعتباطية الكامنة في خانة العنف وقمع الحريات ,وفصل الدين عن الدولة وبدء العمل بآليات المؤسساتية عبر الممارسات الديمقراطية.

احياء الحروب القديمة والثارات لن يجلب سوى الدمار والمآسي ومن الصعب إخمادها إذا ما اشتعلت وشملت كافة البلدان التي تمتزج فيها الطوائف,لكن الأمر يوحي العكس حيث الجميع يدعمها شرقاً وغرباً سواء أكانت سراً أو علناً وفقاً لمصالحها.

بقلم خالد ديريك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف