الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سلاما ... غيث أنيق بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2015-05-02
سلاما ... غيث أنيق بقلم : محمود حسونة
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن ، صوت قوة الحق أمام حق القوة في معادلة الظلم و زحام الظلام حتي ينمحي الليل ، إنه التحام الضياء بالليل و الجسد بالأرض السماوية والشمس والصخر العتيق ، إنه الاحتفال الدائم بينك وبين التراب على أنغام الميجنا و إضاءة الزيت القدسي ، كأنك ليس لك ، أخذتك الأرض و زرعتك عميقا زيتونا أخضرا في جسدها ، يغطيك الغيم و الزهر إلى يوم بعث الخليقة فسوف تُبعث!! سافرت روحك صافية صافية وهي تمسك بالتراب والزيتون لتمضي أغنية للحصاد ، أخذتك يد غادرة مدججة بالظلم ، اغتالت قبلك الأشجار والطيور و السلام وصلاة المؤمنين . لتمضي أنت بلا قناع في أول الغيث كعاصفة أنيقة .
ما زلت أصغي إلى الآن لصوتك العميق يحفر الرعد تنادي وتهتف : هذي أرضنا وأنتم غرباء ، تفضحهم أمام عدالة الكون ، وتعري الخرافة المسلحة بالخراب وتنادي : أغلقوا علينا الباب في هندسة الخراب الممتلئة بالليل والشظايا والضباب والاسمنت و الفولاذ ، تعالوا نرتب فوضى المجانين ، ونستدرجهم لحدائقنا ، دمنا كبير لا يموت ، و ليس علينا دين لنسدده ، نحن أبناء الضوء و الثرى و النار ، لنا هوية ووطنية كالزيتون و الليمون .
يدك أعلى من السماء ، وصوتك ألمع من البرق ، اغتالوك فاشتعلت الصلاة وتشنج عضل الأرض الغاضبة ، وسال دمك المعطر بالمريمية ليغسل التراب بالأحمر صعودا وهبوطا .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : اليوم سأذهب إلى الأمام لأنادي في العالمين الحقيقة وأنشرها واسعا في الوعي الإنساني وأضيء الساحات كلها بشحم الأرض ، لا أكترث بلهو الموت ، فالحرية تأتي من الأمام ، فلا أنظر للخلف ، اغتالوك ليطفئوا الساحات ويعم العتم و الفجع ، فتموت بكبرياء روحك العنيدة ، وترتفع بك عريسا لترى ما لا نراه .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : لا تمت قبل أن تكون ندا ، تستيقظ مع فضة الفجر نشيطا بلا خيبة ، وتمضي كثيفا إلى عطش الأرض ويمضي معك الشجر و العشب ، فاحمل نفسك و فأسك وتعال معي ، وترتفع أمام حقدهم الأعمى ويدك ممدودة بالفأس لحدود الغد في حقول الزيتون و اللوز ، تنادي في المكان : للحرية ثمن ، تستجيب لك الحرية و تحييك ، تتشقق الأرض ، و يهيج الغبار ، وتمشي متكئا على صخر عتيق في رحلة الوجود من غرسة لغرسة تولد ، أنا التراب ، أنا أكره العبودية ، اغتالوك ففاض ماؤك ودمك ، وتشظت روحك في تجاعيد الأرض و في جوف الوقت .

ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن تصرخ في وجه الجلادين : جوع لا ركوع ، ثائر بين السلاسل من سجن إلى سجن ، تشتعل وتتسع كالضوء في ضيق الزنازين في انتظار نسيم الحرية ، وتصرخ أرضي تنزف حتى الموت، فلنتأهب لقطف الجمر ، بلغ السلام وقل ماؤنا لا يجف ، هيا نحرث الواقع ، تشهق عميقا و تمضي بالسنابل و الزعتر المتمرد ، لأنك تكره اليد الفارغة ، اغتالوا صوتك العالي وابتسامتك الواسعة . ترتفع بك الأرض وترتفع بها ، وتحلق روحك البرية لاحتضان الغيم حيث وعد السماء .
أقول لك : ستتقيأ الأرض الطيبة الماء المالح ، وسيهبط ماء السماء مع كلماتك وبين يديك و تحت أقدامك ليروي رفاة الأجداد ويزيح السموم و الخرافات و الكراهية و الشرور ، وعدا لنشيد السنابل و الصنوبر ، وسنلتقي حول موقد شتوي في مواعيد الغرس و المطر ، فلا تتوقف عن الحرث و الرعد ، فأنت تكره السقوط والخوف ، كم كنت تنتظر أن تضيء ساحة السماء ، وساحات المخيم ، دمك يشع الآن على الصخر و الأسلاك ، ويطوف بلا ضجيج مع الآيات في فجر العائدين على امتداد الوطن الشهيد ، سلاما ... شهيد .
( ويسألني: أَين كنت ؟ أَعد للقواميس كل الكلام الذي كنْت أَهديتنِيه ،
وخفِّف عن النائمين طنين الصدى
الشهيد يعلمني: لا جمالي خارج حريتي.
الشهيد يوضِّح لي: لم أفتِّش وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنوبر والتين،
لكنني ما استطعت إليها سبيلاً، ففتشتُ
عنها بآخر ما أملك: الدمِ في جسدِ
الشهيد يُحاصِرني: لا تسِر في الجنازة
إلا إذا كنت تعرفني. لا أُريد مجاملةً )

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف