ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن ، صوت قوة الحق أمام حق القوة في معادلة الظلم و زحام الظلام حتي ينمحي الليل ، إنه التحام الضياء بالليل و الجسد بالأرض السماوية والشمس والصخر العتيق ، إنه الاحتفال الدائم بينك وبين التراب على أنغام الميجنا و إضاءة الزيت القدسي ، كأنك ليس لك ، أخذتك الأرض و زرعتك عميقا زيتونا أخضرا في جسدها ، يغطيك الغيم و الزهر إلى يوم بعث الخليقة فسوف تُبعث!! سافرت روحك صافية صافية وهي تمسك بالتراب والزيتون لتمضي أغنية للحصاد ، أخذتك يد غادرة مدججة بالظلم ، اغتالت قبلك الأشجار والطيور و السلام وصلاة المؤمنين . لتمضي أنت بلا قناع في أول الغيث كعاصفة أنيقة .
ما زلت أصغي إلى الآن لصوتك العميق يحفر الرعد تنادي وتهتف : هذي أرضنا وأنتم غرباء ، تفضحهم أمام عدالة الكون ، وتعري الخرافة المسلحة بالخراب وتنادي : أغلقوا علينا الباب في هندسة الخراب الممتلئة بالليل والشظايا والضباب والاسمنت و الفولاذ ، تعالوا نرتب فوضى المجانين ، ونستدرجهم لحدائقنا ، دمنا كبير لا يموت ، و ليس علينا دين لنسدده ، نحن أبناء الضوء و الثرى و النار ، لنا هوية ووطنية كالزيتون و الليمون .
يدك أعلى من السماء ، وصوتك ألمع من البرق ، اغتالوك فاشتعلت الصلاة وتشنج عضل الأرض الغاضبة ، وسال دمك المعطر بالمريمية ليغسل التراب بالأحمر صعودا وهبوطا .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : اليوم سأذهب إلى الأمام لأنادي في العالمين الحقيقة وأنشرها واسعا في الوعي الإنساني وأضيء الساحات كلها بشحم الأرض ، لا أكترث بلهو الموت ، فالحرية تأتي من الأمام ، فلا أنظر للخلف ، اغتالوك ليطفئوا الساحات ويعم العتم و الفجع ، فتموت بكبرياء روحك العنيدة ، وترتفع بك عريسا لترى ما لا نراه .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : لا تمت قبل أن تكون ندا ، تستيقظ مع فضة الفجر نشيطا بلا خيبة ، وتمضي كثيفا إلى عطش الأرض ويمضي معك الشجر و العشب ، فاحمل نفسك و فأسك وتعال معي ، وترتفع أمام حقدهم الأعمى ويدك ممدودة بالفأس لحدود الغد في حقول الزيتون و اللوز ، تنادي في المكان : للحرية ثمن ، تستجيب لك الحرية و تحييك ، تتشقق الأرض ، و يهيج الغبار ، وتمشي متكئا على صخر عتيق في رحلة الوجود من غرسة لغرسة تولد ، أنا التراب ، أنا أكره العبودية ، اغتالوك ففاض ماؤك ودمك ، وتشظت روحك في تجاعيد الأرض و في جوف الوقت .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن تصرخ في وجه الجلادين : جوع لا ركوع ، ثائر بين السلاسل من سجن إلى سجن ، تشتعل وتتسع كالضوء في ضيق الزنازين في انتظار نسيم الحرية ، وتصرخ أرضي تنزف حتى الموت، فلنتأهب لقطف الجمر ، بلغ السلام وقل ماؤنا لا يجف ، هيا نحرث الواقع ، تشهق عميقا و تمضي بالسنابل و الزعتر المتمرد ، لأنك تكره اليد الفارغة ، اغتالوا صوتك العالي وابتسامتك الواسعة . ترتفع بك الأرض وترتفع بها ، وتحلق روحك البرية لاحتضان الغيم حيث وعد السماء .
أقول لك : ستتقيأ الأرض الطيبة الماء المالح ، وسيهبط ماء السماء مع كلماتك وبين يديك و تحت أقدامك ليروي رفاة الأجداد ويزيح السموم و الخرافات و الكراهية و الشرور ، وعدا لنشيد السنابل و الصنوبر ، وسنلتقي حول موقد شتوي في مواعيد الغرس و المطر ، فلا تتوقف عن الحرث و الرعد ، فأنت تكره السقوط والخوف ، كم كنت تنتظر أن تضيء ساحة السماء ، وساحات المخيم ، دمك يشع الآن على الصخر و الأسلاك ، ويطوف بلا ضجيج مع الآيات في فجر العائدين على امتداد الوطن الشهيد ، سلاما ... شهيد .
( ويسألني: أَين كنت ؟ أَعد للقواميس كل الكلام الذي كنْت أَهديتنِيه ،
وخفِّف عن النائمين طنين الصدى
الشهيد يعلمني: لا جمالي خارج حريتي.
الشهيد يوضِّح لي: لم أفتِّش وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنوبر والتين،
لكنني ما استطعت إليها سبيلاً، ففتشتُ
عنها بآخر ما أملك: الدمِ في جسدِ
الشهيد يُحاصِرني: لا تسِر في الجنازة
إلا إذا كنت تعرفني. لا أُريد مجاملةً )
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
ما زلت أصغي إلى الآن لصوتك العميق يحفر الرعد تنادي وتهتف : هذي أرضنا وأنتم غرباء ، تفضحهم أمام عدالة الكون ، وتعري الخرافة المسلحة بالخراب وتنادي : أغلقوا علينا الباب في هندسة الخراب الممتلئة بالليل والشظايا والضباب والاسمنت و الفولاذ ، تعالوا نرتب فوضى المجانين ، ونستدرجهم لحدائقنا ، دمنا كبير لا يموت ، و ليس علينا دين لنسدده ، نحن أبناء الضوء و الثرى و النار ، لنا هوية ووطنية كالزيتون و الليمون .
يدك أعلى من السماء ، وصوتك ألمع من البرق ، اغتالوك فاشتعلت الصلاة وتشنج عضل الأرض الغاضبة ، وسال دمك المعطر بالمريمية ليغسل التراب بالأحمر صعودا وهبوطا .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : اليوم سأذهب إلى الأمام لأنادي في العالمين الحقيقة وأنشرها واسعا في الوعي الإنساني وأضيء الساحات كلها بشحم الأرض ، لا أكترث بلهو الموت ، فالحرية تأتي من الأمام ، فلا أنظر للخلف ، اغتالوك ليطفئوا الساحات ويعم العتم و الفجع ، فتموت بكبرياء روحك العنيدة ، وترتفع بك عريسا لترى ما لا نراه .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن : لا تمت قبل أن تكون ندا ، تستيقظ مع فضة الفجر نشيطا بلا خيبة ، وتمضي كثيفا إلى عطش الأرض ويمضي معك الشجر و العشب ، فاحمل نفسك و فأسك وتعال معي ، وترتفع أمام حقدهم الأعمى ويدك ممدودة بالفأس لحدود الغد في حقول الزيتون و اللوز ، تنادي في المكان : للحرية ثمن ، تستجيب لك الحرية و تحييك ، تتشقق الأرض ، و يهيج الغبار ، وتمشي متكئا على صخر عتيق في رحلة الوجود من غرسة لغرسة تولد ، أنا التراب ، أنا أكره العبودية ، اغتالوك ففاض ماؤك ودمك ، وتشظت روحك في تجاعيد الأرض و في جوف الوقت .
ما زلت أصغي لصوتك إلى الآن تصرخ في وجه الجلادين : جوع لا ركوع ، ثائر بين السلاسل من سجن إلى سجن ، تشتعل وتتسع كالضوء في ضيق الزنازين في انتظار نسيم الحرية ، وتصرخ أرضي تنزف حتى الموت، فلنتأهب لقطف الجمر ، بلغ السلام وقل ماؤنا لا يجف ، هيا نحرث الواقع ، تشهق عميقا و تمضي بالسنابل و الزعتر المتمرد ، لأنك تكره اليد الفارغة ، اغتالوا صوتك العالي وابتسامتك الواسعة . ترتفع بك الأرض وترتفع بها ، وتحلق روحك البرية لاحتضان الغيم حيث وعد السماء .
أقول لك : ستتقيأ الأرض الطيبة الماء المالح ، وسيهبط ماء السماء مع كلماتك وبين يديك و تحت أقدامك ليروي رفاة الأجداد ويزيح السموم و الخرافات و الكراهية و الشرور ، وعدا لنشيد السنابل و الصنوبر ، وسنلتقي حول موقد شتوي في مواعيد الغرس و المطر ، فلا تتوقف عن الحرث و الرعد ، فأنت تكره السقوط والخوف ، كم كنت تنتظر أن تضيء ساحة السماء ، وساحات المخيم ، دمك يشع الآن على الصخر و الأسلاك ، ويطوف بلا ضجيج مع الآيات في فجر العائدين على امتداد الوطن الشهيد ، سلاما ... شهيد .
( ويسألني: أَين كنت ؟ أَعد للقواميس كل الكلام الذي كنْت أَهديتنِيه ،
وخفِّف عن النائمين طنين الصدى
الشهيد يعلمني: لا جمالي خارج حريتي.
الشهيد يوضِّح لي: لم أفتِّش وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنوبر والتين،
لكنني ما استطعت إليها سبيلاً، ففتشتُ
عنها بآخر ما أملك: الدمِ في جسدِ
الشهيد يُحاصِرني: لا تسِر في الجنازة
إلا إذا كنت تعرفني. لا أُريد مجاملةً )
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )