هل عودة فلسطيني سوريا الى اراضي السلطة الفلسطينية خياراً مقبولاً؟
وسام ابو شمالة
تعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا امتداد طبيعي لماساة اللاجئين الفلسطينين منذ النكبة وحتى الان ولا يمكن فصل هذه المشكلة عن قضية اللاجئين وحق العودة ومقتضياته السياسية والقانونية والوطنية والشرعية..لذلك فان دراسة الحلول والخيارات لمعالجة الكوارث المتعاقبة على اللاجئين الفلسطينين يجب ان تدرس في اطار تعزيز حق العودة وتدعيم السبل لعودة اللاجئين الى اراضيهم التي هجروا منها بالقوة عام 1948 . وبناء عليه فان تداعيات الثورة السورية والاحتراب الداخلي في سوريا ادى الى مزيد من التشريد والجوع والموت للفلسطينين في سوريا مما يضع امام صناع القرار جملة من البدائل والخيارات لدراستها ومن ثم العمل على تنفيذ الخيار الانسب . ومن ضمن الخيارات المطروحة خيار عودة فلسطيني سوريا الى اراضي السلطة الفلسطينية . فما مدى امكانية تنفيذ هذا الخيار؟ وما هي مميزاته وسلبياته؟ وما مدى واقعية تنفيذه ؟ ومن هي الاطراف ذات الصلة بتنفيذ هذا الخيار؟ وما هي معيقات التنفيذ؟
هذا ما ستحاول هذه الورقة الاجابة عليه باختصار.
ما إمكانية المضي في هذا الخيار؟
الإحتمال الأول: قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بتبني هذا الخيار من خلال دعوة اللاجئين بشكل جماعي للقدوم إلى مناطق السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال التنسيق مع الدول العربية والاونروا والنظام السوري.
الإيجابيات: حل مشكلة اللاجئين في سوريا وتخفيف معاناتهموإنقاذ حياتهم.
السلبيات: 1. يعتبر هذا الخيار مقدمة لموافقة رسمية من السلطة الفلسطينية على عودة اللاجئين الى الاراضي المحتلة بعد عام 67 مما يعني التخلي عن عودتهم إلى أراضيهم الأصلية وبالتالي تنصل إسرائيل من أي مطالبات مستقبلية بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
2.يعتبر هذا الخيار مقدمة ونموذج لساحات اخرى للاجئين في لبنان والعراق والاردن مما يعني القضاء على حق العودة نهائياَ.
3. تطبيق هذا النموذج قد يعطي مسوغا لاسرائيل لتنفيذ سياستها بطرد الفلسطينيين في أراضي 48 إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
4. إنّ عودة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى اراضي السلطة الفلسطينية سيُرتّب حتماً تداعيات قانونيّة علىهم خصوصا أنّهم سيحصلون فعليّا على صفة المواطنين المرتبطين بالسلطة، ما يعني تزويدهم بالوثائق الصادرة من السلطة الفلسطينية مثل الهويّات وجوازات سفر، فهل ستتمتع هذه هذه الوثائق بالصلاحية القانونية، خصوصا في ظلّ الرفض الإسرائيليّ لإمكانية عودتهم الجماعية حتى لاراضي السلطة.
واقعية التنفيذ: ضعيفة أي أن نسبة إقدام وتنفيذ هذا الخيار هي محدودة.
الاحتمال الثاني: عودة فردية وعلى فترات متباعدة لمن يتمكن من العودة الى مناطق السلطة .
واقعية التنفيذ: محدودة الا بعض العائلات التي تتمكن من الوصول الى مناطق السلطة.
الايجابيات: ليس لها انعكاسات سياسية على قضية حق العودة.
السلبيات: عدم تمكن الغالبيه من اللاجئين من القدوم الى مناطق السلطة.
الاطراف ذات الصلة لتنفيذ هذا الخيار:
الطرف الاول: السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من خلال موقعها الرسمي الذي يؤهلها لمخاطبة الجهات ذات الصفة الرسمية مثل الانظمة العربيه والنظام السوري والاونروا وغيرها .
الطرف الثاني : حماس كجهة مسيطرة على مقاليد الامور في غزة مما يحتم التنسيق معها لاستيعاب الوافدين
الطرف الثالث:الفصائل الفلسطينية داخل سوريا باعتبارها تسيطر على مقاليد الامور في بعض المخيمات
الطرف الرابع : التنظيمات المسلحة في سوريا كداعش والنصرة وغيره
الطرف الخامس : الامم المتحدة والانروا كجهة مسؤولة عن اللاجئين في سوريا .
- معيقات التنفيذ :
1. المعيقات السياسية والوطنية ذات الصلة بحق العودة للاجئين الى ديارهم .
2. المعيقات الفنية لتشابك موضوع اللاجئين مع عدة اطراف (فصائل فلسطينية داخل سوريا, النظام السوري,التنظيمات المسلحة مثل داعش وغيرها, الانروا,السلطة الفلسطينية,حماس,الدول العربية المجاورة لفلسطين –مصر لبنان الاردن . اضافة لخطورة التنقل وضمان سلامة اللاجئين.
3. المعيقات الداخلية الفلسطينية وخاصة حالة الانقسام السياسي .
4. ضعف القدرة والكفاءة الاقتصادية في مناطق السلطة الفلسطينية وضعف القدرة على استيعاب اللاجئين ودمجهم اقتصاديا خاصة في مجال السكن والتشغيل مما يشكل عبئا اقتصاديا قد لا يشجع السلطة على المضي قدما في هذا الاتجاه .
تقدير الموقف والخلاصة :
محدودية هذا الخيار وضعف احتمالية تنفيذه وذلك لكثرة المعيقات ولتعارضه مع احد الثوابت الرئيسية للشعب الفلسطيني وهي عودة اللاجئين الى ديارهم وليس الى أي مكان اخر داخل او حارج فلسطين.
التوصيات:
التمسك بعودة اللاجئين في سوريا الى اراضيهم وديارهم التي اخرجوا منها عام 48
عدم لجوء السلطة او م ت ف او الفصائل الى ها الخيار باي حال من الاحوال
لا مانع من لجوء حالات فردية الى مناطق السلطة بشكل فردي وليس منظم
وسام ابو شمالة
تعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا امتداد طبيعي لماساة اللاجئين الفلسطينين منذ النكبة وحتى الان ولا يمكن فصل هذه المشكلة عن قضية اللاجئين وحق العودة ومقتضياته السياسية والقانونية والوطنية والشرعية..لذلك فان دراسة الحلول والخيارات لمعالجة الكوارث المتعاقبة على اللاجئين الفلسطينين يجب ان تدرس في اطار تعزيز حق العودة وتدعيم السبل لعودة اللاجئين الى اراضيهم التي هجروا منها بالقوة عام 1948 . وبناء عليه فان تداعيات الثورة السورية والاحتراب الداخلي في سوريا ادى الى مزيد من التشريد والجوع والموت للفلسطينين في سوريا مما يضع امام صناع القرار جملة من البدائل والخيارات لدراستها ومن ثم العمل على تنفيذ الخيار الانسب . ومن ضمن الخيارات المطروحة خيار عودة فلسطيني سوريا الى اراضي السلطة الفلسطينية . فما مدى امكانية تنفيذ هذا الخيار؟ وما هي مميزاته وسلبياته؟ وما مدى واقعية تنفيذه ؟ ومن هي الاطراف ذات الصلة بتنفيذ هذا الخيار؟ وما هي معيقات التنفيذ؟
هذا ما ستحاول هذه الورقة الاجابة عليه باختصار.
ما إمكانية المضي في هذا الخيار؟
الإحتمال الأول: قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بتبني هذا الخيار من خلال دعوة اللاجئين بشكل جماعي للقدوم إلى مناطق السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال التنسيق مع الدول العربية والاونروا والنظام السوري.
الإيجابيات: حل مشكلة اللاجئين في سوريا وتخفيف معاناتهموإنقاذ حياتهم.
السلبيات: 1. يعتبر هذا الخيار مقدمة لموافقة رسمية من السلطة الفلسطينية على عودة اللاجئين الى الاراضي المحتلة بعد عام 67 مما يعني التخلي عن عودتهم إلى أراضيهم الأصلية وبالتالي تنصل إسرائيل من أي مطالبات مستقبلية بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
2.يعتبر هذا الخيار مقدمة ونموذج لساحات اخرى للاجئين في لبنان والعراق والاردن مما يعني القضاء على حق العودة نهائياَ.
3. تطبيق هذا النموذج قد يعطي مسوغا لاسرائيل لتنفيذ سياستها بطرد الفلسطينيين في أراضي 48 إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
4. إنّ عودة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى اراضي السلطة الفلسطينية سيُرتّب حتماً تداعيات قانونيّة علىهم خصوصا أنّهم سيحصلون فعليّا على صفة المواطنين المرتبطين بالسلطة، ما يعني تزويدهم بالوثائق الصادرة من السلطة الفلسطينية مثل الهويّات وجوازات سفر، فهل ستتمتع هذه هذه الوثائق بالصلاحية القانونية، خصوصا في ظلّ الرفض الإسرائيليّ لإمكانية عودتهم الجماعية حتى لاراضي السلطة.
واقعية التنفيذ: ضعيفة أي أن نسبة إقدام وتنفيذ هذا الخيار هي محدودة.
الاحتمال الثاني: عودة فردية وعلى فترات متباعدة لمن يتمكن من العودة الى مناطق السلطة .
واقعية التنفيذ: محدودة الا بعض العائلات التي تتمكن من الوصول الى مناطق السلطة.
الايجابيات: ليس لها انعكاسات سياسية على قضية حق العودة.
السلبيات: عدم تمكن الغالبيه من اللاجئين من القدوم الى مناطق السلطة.
الاطراف ذات الصلة لتنفيذ هذا الخيار:
الطرف الاول: السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من خلال موقعها الرسمي الذي يؤهلها لمخاطبة الجهات ذات الصفة الرسمية مثل الانظمة العربيه والنظام السوري والاونروا وغيرها .
الطرف الثاني : حماس كجهة مسيطرة على مقاليد الامور في غزة مما يحتم التنسيق معها لاستيعاب الوافدين
الطرف الثالث:الفصائل الفلسطينية داخل سوريا باعتبارها تسيطر على مقاليد الامور في بعض المخيمات
الطرف الرابع : التنظيمات المسلحة في سوريا كداعش والنصرة وغيره
الطرف الخامس : الامم المتحدة والانروا كجهة مسؤولة عن اللاجئين في سوريا .
- معيقات التنفيذ :
1. المعيقات السياسية والوطنية ذات الصلة بحق العودة للاجئين الى ديارهم .
2. المعيقات الفنية لتشابك موضوع اللاجئين مع عدة اطراف (فصائل فلسطينية داخل سوريا, النظام السوري,التنظيمات المسلحة مثل داعش وغيرها, الانروا,السلطة الفلسطينية,حماس,الدول العربية المجاورة لفلسطين –مصر لبنان الاردن . اضافة لخطورة التنقل وضمان سلامة اللاجئين.
3. المعيقات الداخلية الفلسطينية وخاصة حالة الانقسام السياسي .
4. ضعف القدرة والكفاءة الاقتصادية في مناطق السلطة الفلسطينية وضعف القدرة على استيعاب اللاجئين ودمجهم اقتصاديا خاصة في مجال السكن والتشغيل مما يشكل عبئا اقتصاديا قد لا يشجع السلطة على المضي قدما في هذا الاتجاه .
تقدير الموقف والخلاصة :
محدودية هذا الخيار وضعف احتمالية تنفيذه وذلك لكثرة المعيقات ولتعارضه مع احد الثوابت الرئيسية للشعب الفلسطيني وهي عودة اللاجئين الى ديارهم وليس الى أي مكان اخر داخل او حارج فلسطين.
التوصيات:
التمسك بعودة اللاجئين في سوريا الى اراضيهم وديارهم التي اخرجوا منها عام 48
عدم لجوء السلطة او م ت ف او الفصائل الى ها الخيار باي حال من الاحوال
لا مانع من لجوء حالات فردية الى مناطق السلطة بشكل فردي وليس منظم
