الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من هي العيون التي تحدق بمسؤولية نحو اليرموك؟!بقلم:ابتسام اسكافي

تاريخ النشر : 2015-05-02
  من هي العيون التي تحدق بمسؤولية نحو اليرموك؟!

ابتسام اسكافي

ما اسهل ان يخرج علينا احدهم عبر واحدة من المحطات ووسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والتي هي مع او ضد لاستحداث اطلالة اعلامية من اجل من لا عيون لهم لقلوبهم.

المسالة لا تدخل في اطار توجيه اللوم هنا وهناك على هذا الطرف او ذاك، بل لان الدم المهدور على طريق الآم القضية يتحول إلى قهر يعقد اللسان ويختزل عذابات عشرات السنين ذاقها اللاجئين بعد ان فاض مخزونهم من الصراخ الذي افضى إلى اللامكان سوى مكان افواههم.

كلما شاهدنا اللاجئين في اليرموك تنفجر المرارة متحولة إلى حنظل في حلوقنا كانه حبات علقم تنساب دون توقف. شعرت وانا واحدة من الملايين الذين يرقبون بشكل يومي ما يجري في اليرموك وكافة مخيمات اللجوء التي تعاني اكثر من غيرها، ارقب كغيري بكاء الاطفال ونحيب الشيوخ والنساء والمقعدين ووجوه اهلكها الخوف والتعب وفقدان الامان قبل الجوع والعطش وحطمها المرض وقهر السنين، ارقب اطفالا شحبت وجوهها من فقدان كل شئ بما في ذلك الاهل والبيت والدفء والرعاية السماوية كما الارضية.

ذهبت قبل ايام إلى احدى مدن الضفة الغربية المحتلة، ولدي شعور ممزوج من كظم الغيظ والخجل، فالان وانا اقف على مدخل المدينة خجلة من سؤال احدهم عن مكان مخصص للتبرع كانت احدى المحطات المحلية اعلنت عنه كعنوان لحملتها للتبرع لمخيم اليرموك، توجهت مباشرة إلى هناك فوجدت طوابير من الناس في انتظار دورها من اجل انجاز مصالحهم الخاصة، وكوني لم ارتب مسبقا للانتظار طويلا حيث انني ذهبت للتبرع نيابة عن احد الاقارب بمبلغ يسير، فبحثت عن عنوان آخر وبشكل سريع خرجت من المكان، وبدأت اسال، وكانت الاجابات غير متوقعة؛ فحينها تلاشت في نفسي خشية الخجل من السؤال عن مكان للتبرع بعد ان اجابني احدهم "لااعرف" وآخر لا علم له عن الموضوع فشرعت عامدة كاعلامية طرح السؤال على كل من تقع عيني عليه بالصدفة وفوجئت بالرد ذاته "لا اعرف" من اكثر من عشرين شخصا "رجل وامراة"، إلى ان عثرت على طالبتين من المرحلة الثانوية وهممت بالسؤال كواثقة بالحصول على اجابة، وكان السؤال: هل تعرفون اين يتبرعون لمخيم اليرموك فانتن في المدرسة ولا بد ان المعلمات تحدثن اليكن عن المخيم..؟وجاء الجواب لا نعرف أي شئ، وفي النهاية اهتديت إلى مكان كان قد تم الاعلان عنه.

قد اتردد في قول كل ما يجول في خاطري، وهو كثير، لكن الآن ونحن معشر الشعب المكبل باغلال الضعف الذاتي شعبيا وحزبيا وسياسيا ووطنيا، نرقب صانعي اللحظة التي نحن والقضية الفلسطينية فيها لا نتحدث الا بصمت ونقبل على انفسنا ان نعيش حقيقة العري والاستعراء والعداء والتنازل ثم التنازل عن دورنا الوطني، لاننا نتردد في جمع قوانا الوطنية من اجل الخلاص، خلاصنا وخلاص من كسر عبء اللجوء كاهلهم وكاهل اجيال ممن لحق بهم.

السنوات الاربع التي مر بها اللاجئون في مخيم اليرموك مختمرة بالدم والمر والدموع والهلاك الجماعي والكل السياسي والحزبي الفلسطيني الخجول جدا، يتناسى عن قصد انه ينوب عن الشعب من خلال ابناء الشعب الذين اسسوا بارواحهم وتضحياتهم بنيان تلك الاحزاب والقوى لتنوب عن الشعب في صد الهزيمة والظلم والقهر ورفع راية النصر.

فابناء المخيم قبلوا منذ التطهير العرقي ان يكونوا امانة في اعناقكم سلموكم فلذات اكبادهم لتذهبوا بهم إلى معارك التحرير والاشتباك من الاحتلال، تشردوا وعذبوا، اودعوكم القضية امانة في اعناقكم انجبوا الاطفال ليصبحوا مناضلين من اجل الوطن لا من اجل الذل والموت قتلا وجوعا واغتصابا للجسد والروح، فماذا فعلتم وماذا انتم فاعلين؟!!

الاطراف والعيون تلتف حول المخيم من كل حدب وصوب يشعلون النار فيه وفي بيوته وفي قلوب رجاله قبل نساءه واطفاله، وانتم صامتون صامتون فعلا لا قولا الا من توزيع الحجج السياسية هنا وهناك والتحالفات هنا وهناك.

هؤلاء اللاجئين يزداد عددهم عند كل ولادة جديدة كما تزداد جرعات الالم والمرارة، اما نحن وانتم شعبا واحزابا وقيادات "متكرشة" شغلها الشاغل عالم الاستهلاك الاعلامي كما الغذائي؛ فلا نملك وتملكون سوى الادمان على الصمت المشحون بالبلادة وعدم الاحساس، لقد حذفنا الاحساس بعضنا ببعض حتى اصبحنا ضليعين بفن البكاء الكاذب على بعضنا، ضاقت بنا الدنيا من ايجاد ضمادة نضمد بها جراحنا التي نكأتها الايام في المخيمات كما السياسة والسياسون، نعيش بترف بفضل من عاشوا الذل والهوان حيث هم الصامدون الجائعون ونحن المترفون المتبلدون.

ايها المنتحرون على رماد احزابكم..

لقد تحزبتم بفضل اللاجئين حين كانوا وما زالوا قضية القضية الفلسطينية، ان كل من اصبح رمزا حين غابت الرموز في المعتقلات وتحت التراب واهلكها الابعاد والتهجير، انكم اصبحت رموزا معلقة في اعناقكم نظرات وتطلعات شعب فلسطيني يحدق بعيون باكية تستجدي القتل والموت للخلاص من التهجير وهجران من صدأت قلوبهم وعيونهم التي لا ترى ولا تسمع سوى الرومانسية السياسية الراقصة في سماء غير سماء الوطن وعلى ارض غير ارض الوطن، ونسيتم ان نظرتكم تجاه الدول من يمينها إلى يسارها لا تجدي كونكم وقود التوازنات في عصر لا ينتصر فيه احد لفلسطين سوى ابناءها...الا انكم تأبون التوبة على عتبات الوطن وتفضلون النجومية في حاضنات نواياها تقبع في قعر المحيطات.    
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف