الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أُمّة الإنسان بقلم عصام الكحلوت

تاريخ النشر : 2015-05-02
أُمّة الإنسان بقلم عصام الكحلوت
  أُمّة الإنسان       بقلم عصام الكحلوت

في كتابه "دين الفطرة" ، يقول (جان جاك روسو) :الإنسان فاعل حر، فعله إذن منه، وليس كل ما يفعله بإرادة حرة، يدخل في النظام الذي اختاره الخالق بتدبيره وحكمته، بالتالي فلا يجب إضافته إليه. الرب المدبر للكون والساهر عليه، لا يريد الشر الذي يقترفه الإنسان بالإسراف في استغلال الحرية المخولة إليه.

   هكذا كان علينا أن نعتني بالبحث والتمحيص في بناء هذا الإنسان وإحاطته بتلك الهالة الإيمانية التي تتجسد خلالها شخصيته، وتنتج عنها تأثيرات سلوكياته وتصرفاته عبر تفاعله بمن حوله من أفراد ، أو مجتمعات.

   لعل اهتمام الغرب بمفهوم الفرد – الإنسان-  واعتنائه بتلك العوامل المؤثرة في تكوينه هي ما جعله أجدر بالتقدم وأحق بموقع الصدارة وفي المقابل فلعل انكفائنا على " الأنا " وانشغالنا عن تعاليم ديننا وعزوفنا عن مواكبة الأمم حولنا هو ما جعلنا ملازمين لواقعنا التبعي المهين .

وإذا حاولنا التمعن في دور الدين الإسلامي ورسالته لبناء الإنسان وتربيته فإننا لا نحتاج إلى فرطٍ من الجهد لملاحظة ذلك، فلم يكن الله جل وعلا عاجزًا عن نصرة دينه بكلمة منه  ولا عن وضعه في صدور الرجال بكن منه، يكون معها الأمر حتمًا ، إنما أراد الله لنا أن نتعلم من رسوله – صلوات الله وسلامه عليه –  عبر تركيزه مع صحابته على مبدأ التربية ، وبناء الإنسان  خلال منهجٍ منظم مبني على الجلد والعزيمة والأناة، فلم يبدأ رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – دعوته بالقفز إلى الأهداف الكبرى والغايات الشاملة ، إنما قدم لذلك بمراحلٍ من التربية أصّل فيها لمعالم هذا الدين في صدور الرجال، ولما أن تغلغل الفهم العميق لهذا المنهج بداخلهم, وبعدما أن أدرك كل منهم تلك الغاية السامية التي خلق لأجلها، وحدد بدقة دوره في هذه الحياة , بدأت خطوات التحرك لنشر الرسالة ، فنجد ربعي بن عامر في خطابه لرستم عظيم الفرس بقوله "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

 اختصارا بغير إفراطٍ ولا تفريط لوصف الدور الذي جاء لأجله الإنسان المسلم .

وبإسقاط ذلك المبدأ على حياة الإنسان وتسليط الدور على تلك الغايات التي أستخلفه الله في الأرض لأجلها ظل المسلمون ينتقلون من نجاح إلى نجاح , ومن نصر إلى نصر و عظم شانهم وصاروا قادة لا أتباعًا  إلى أن ، انحرفوا عن ذلك النهج التربوي الذي وضعه لهم رسول الله  - صلوات الله وسلامه عليه -. ونتج عن ذلك أن فقدنا معالم شخصيتنا , وانعدمت هويتنا , و أصبحنا نتخبط في بين إتباع الأمم وبين ابتداع معالم الضياع بين أفراد امتنا.

 فانشغلنا بالدنيا عن الآخرة ولم نحصل من عواملها ما حصله سوانا ، حتى صرنا إلى ما صرنا إليه.

في المقابل فإننا نجد على الساحة الإقليمية مجموعات جاءت من أصقاع الأرض لا يربطها إلا عقيدةً باطلة، تتحكم رغم قزميه كيانها - شكلًا- في مقدرات كوكبنا ولن أقول أمتنا ، فنجد أن الكيان الصهيوني الذي بني على بروتوكولات خاصة أصبح رغم افتقاده للكثير من عوامل النجاح ، أصبح في مقدمة الركب يتحكم في مقدرات الأمم من حوله ، غير أننا انشغلنا  باللوم والذم والتفاخر بأمجاد الأجداد عن دراسة الحالة الصهيونية من حولنا  وسبل ودعائم قيام دولتهم .

    في كتابه الصلح مع إسرائيل يقول ، عميد الإمام :ولما نجحت التربية في بناء هذا المخلوق الصهيوني الشرير, خرجوا متخفين صوب أهدافهم وبدأوا يتسللون ويتقربون , وأخذوا يتمسكنوا حتى تمكنوا من السيطرة على معظم مفاصل العالم الأساسية . أصبح صوتهم الأعلى نبرة , والأكثر سمعا ، والأوجب طاعة مما جعلهم يحققوا الكثير مما رسموه وخططوا له من أهداف .وإذا أردت أن تتأكد بأم عينيك فما عليك إلا أن تعيد قراءة مجموعة الأهداف الشريرة التي تضمنتها بروتوكولات حكماء صهيون وتقارنها بواقع العالم اليوم ، ستجد أن نسبة مخيفة من هذه الأهداف قد تحققت وأصبحت واقعا أليما تتجرع آلامه ومضاره كل شعوب العالم بلا استثناء الآن .

وليس المجال يتسع لسرد تجارب الأمم من حولنا في بناء حضاراتها  ونهضتها لكن المتمعن في أصول تلك الحضارات وأسس تلك النهضات يجد بما لا يدع مجالًا للشك أن بناء الإنسان   وتربيته كان أساسا لذلك كما في التجربة اليابانية والأوروبية  والماليزية وغيرها .

  إن تربية الإنسان هي العنصر الوحيد الذي لا يجب على أي قوة لها غايات سامية ، وأهداف جليلة، ومهام عظيمة أن تتغافله أو تنحيه جانبا.

فالتربية هي وسيلة صناعة العقول وبناء المبادئ وتقويم السلوكيات وتنظيم المهارات أي أنها باختصار طريقنا الوحيد لاستغلال الموارد الكامنة في أمتنا عبر التنظيم والتطوير على أسس  سليمة لا يتعارض فيها الجانب الأخلاقي مع الرغبات الإنسانية ولا تضاد فيها بين الغايات البشرية وحاجات النفس مع قوانين الشريعة السماوية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف