الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المنشية و حلم العودة بقلم:عبد القادر السطل

تاريخ النشر : 2015-04-29
المنشية وحلم العودة

أعمدة دخان تتصاعد أمام حسن بك, أطفال يركضون وأصواتهم تخترق صوت الصمت وصياد يرمي بشباكه خلف الماسورة التي تفصل حي ارشيد عن المنشية. تصطدم أمواج البحر بالصخور التي تحجب البحر عن الحي  وصوت خافت للآذان ينبعث من خلف جدران المسجد. المكان هو المكان ولكن عقارب الساعة تعود بنا للوراء إلى أواخر شهر نيسان من العام 1948 حيث كانت أعمدة الدخان تتصاعد من بين البيوت وأطفال تركض ونساء وشيوخ حي بأكمله يركضون نحو بر الأمان. وقذائف المورترز البريطانية تقصف الأخضر واليابس البشر والحجر وتغسل أمواج البحر دماء الشهداء. توقف القطار عند المحطة وأغلق شباك التذاكر ومحلات العرب تحرق في سوق الكرمل. موعد غير محدد مع الموت مع الفراق ومع الهجرة نحو المجهول.. توقف نبض الحياة  وتحوّل أكبر أحياء مدينة يافا وأكثرها كثافة سكانية إلى أطلال, إلى رماد وحطام وأشلاء هو موعد مع التشريد مع اللجوء إلى الغموض.

15000 مواطناً أعزل يتحولون خلال أيام إلى شهداء وجرحى ولاجئين, بائع الحليب يعدم في تل أبيب وسيدة عربية وابنتها من المنشية تحملان على سيارة مفتوحة عاريتين لجولة تجوب شوارع تل أبيب. حي المنشية يتحوّل إلى ضحية كونه أقرب الأحياء لتل أبيب. شباب المنشية لم تعد تتسكع أمام سينما مغربي وأم كلثوم لن تعود إلى هناك.

تقول فدوى طوقان :

هنا كانوا

هنا حلموا

هنا رسموا

مشاريع الغد الآتي

فأين الحلم والآتي وأين همُ

كان لاحتلال حي المنشية الأثر الكبير على أهالي يافا الذين وجدوا البحر منفذهم الوحيد للنجاة من القذائف التي دكّت حي المنشية مدة ثلاثة أيام متواصلة وبالتحديد 26/27/28 نيسان حيث وصلت القوات الصهيونية إلى شارع بسترس بعد الإنزال الذي قامت به من البحر وتم الاحكام على يافا من تل أبيب وحصار وقصف من البحر أدى في نهاية الأمر إلى تحقيق مأرب الغزاة بتطهير يافا عرقياً. الحرب والدمار والصمت العربي كانوا أسياد الموقف. والنتيجة أن مدينة يافا الرمز , حلم كل فلسطيني  خزانة فلسطين ومرتعها  وتحديداً حي المنشية يتم تطهيرها عرقيا بشكل كامل ويتم فيما بعد نسف ما تبقى من بيوت الحي حتى لا تتم أي محاولة للعودة إلى هناك. ويتم إخفاء المعالم وطمس ما تبقى من البشر والحجر وفي نهاية الأمر يتم طمر ما تبقى من أطلال ليتحوّل المكان أي حي المنشية إلى منتزه يحمل اسم المحتل.

ويبقى في الحي معلمان فقط هما مسجد حسن بك ومحطة القطار التي بنيت عام 1893. هنا ولد شفيق الحوت وسلوى الحوت وافتخار اللمداني وخيري ابو الجبين وفاروق القدومي وصلاح خلف وإبراهيم ابو لغد وغيرهم آلاف.

من هنا رحلوا, من هنا كانت البداية كما قالها أبو هادر  ( شفيق الحوت) .

يومياً أمرّ بطريقي مخترقا هذا الحي , يومياً ألقي بنظرة نحو البحر متسائلاً  أين دخان فوهات المخابز التي كانت تعجّ في الحي وأين رائحة الخبز والفول ؟؟ لماذا فقدنا الحياة على أرض تستحق الحياة ؟؟

الربيع يحمل في طياته عبق زهر البرتقال وورد جوري يطل علينا من حوش الدار ويحمل في ذكرياته أيام وشهور وسنين عصيبة من يافا إلى الشام ومن السهل الأخضر إلى صنعاء .

وأعود لطوقان تقول :

قفا نبكِ

على أطلال من رحلوا

تنادي من بناها الدار ...

سنبكي يا طوقان عندما نرى فلول العائدين من خلف الامواج من باب الشمس  أمام الفجر الذي لم يولد بعد.. حينها سأبكي !!

عبد القادر سطل

نيسان 2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف