الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كل العرب على حق بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2015-04-28
كل العرب على حق
بقلم : صلاح صبحية
العرب جميعهم على حق ، يتقاتل العرب وجميعهم على حق ، القاتل والمقتول على حق ، الشعوب العربيّة على حق ، الحكومات العربية على حق ، الحكام العرب على حق ، توجيه الأسلحة العربية إلى الشعوب العربية على حق ، التنظيمات المسلحة الإرهابية على حق ، قطع الرؤوس بقرار أميري على حق ، جهاد النكاح برفع الراية الحمراء على أبواب المجاهدين جهاد حق ، سبيّ النساء واغتصابها الجماعي عمل حق ، تدمير المدن العربيّة واجب و حق ، هجرة الشعوب العربيّة من أوطانها إلى الأرض المنخفضة في الشمال هجرة حق ، ابتلاع البحر الأبيض المتوسط لآلاف العرب عبر قوارب الموت موت حق ، تدمير العراق وسورية وليبيا واليمن والصومال على حق ، وخراب لبنان وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والسودان على حق ، كل ما في عالمنا العربي على حق .
والدي الذي توفاه الله منذ أكثر من عشرين عاماً كان على حق ، والدتي التي ما زالت تروي الحكايا عن مربع صباها في بلدتنا ترشيحا بفلسطين والتي تعيش في عقدها التاسع هي على حق ، حفيدتي التي تبلغ من العمر نحو شهرين هي على حق ، أقاربي وأصحابي وأصدقائي وجيراني ومعارفي الذين هجروا مخيمهم هم على حق .
كل القنوات الفضائية العربية المتناقضة فيما بينها على حق ، المحللون السياسيون الذين يملؤون شاشات التلفزة ضجيجاً وهذياناً جميعهم على حق ، مجلس الجامعة العربية الذي لم ينجح في حل أية أزمة عربية هو على حق ، مؤتمرات القمة العربيّة التي لم يعد الشارع العربيّ يهتم بها هي على حق ، الأحزاب العربية الوطنية والقومية والدينية جميعها على حق ، وعبادة الحكام وتقديسهم وجعلهم أهم من الوطن على حق .
لا أحد على باطل ، فالباطل منفي في العالم العربي ، ولأنّ الباطل غير موجود فإنّ العرب يبنون اليوم أهم حضارة عرفها التاريخ المعاصر ، حضارة انتحار الشعوب وهدم الدول ، وينشرون ثقافة القتل الجماعي ، حيث لم يعد الموت عبرة للبشر ، بقدر ما أصبح الموت خلاصاً من القدر اليومي المثقل به كاهل العرب ، ولأنّ الباطل غير موجود في الثقافة العربية المُعاشة اليوم فإنّ العرب يعيشون مجداً عظيماً قلّ نظيره في تاريخ البشريّة .
فالصراع الذي يدور في العالم العربيّ ليس صراعاً بين الباطل والحق لأنّ الكل على حق ، وإنما هو صراع الحقوق فيما بينها ، ولكن عندما تتصارع الحقوق فيما بينها تلتقي في منتصف الطريق دون أن تتحول إلى صراع وجود هدفه نفي أحدهما للآخر بكل مقوماته ، فكيف يمكن لجزء الوطن أن ينفي الجزء الآخر من الوطن ، هي حروب إبادة ، يبيد الشقيق شقيقه ، ويتطاول زميل العمل على زميله فيرديه قتيلاُ ، ويتلقى المكافأة على فعله ، فلا شيء يردع أحد ، لا وازع من ضمير ، ولا صرخة خُلق حميد ، فقد مات الضمير ، وغادرت الأخلاق الحميدة النفوس ، إنها أزمة أخلاق يعيشها العرب بكل مكوناتهم ، حيث لم يعد الحلم سيد الأخلاق .
لا يوجد في العالم العربيّ شيخ قبيلة يرمي عقال رأسه حتى يعود المتقاتلون إلى رشدهم ، فشيوخ القبائل لا عقال لهم حتى يكونوا عاقلين في حكمهم ، والحكام العرب لم يعد بينهم حاكم حكيم يفرض حكمته على الجميع لينقذ ما تبقى من بقايا الوطن ، لأنّ حكمة حكامنا وما أكثرهم لا تخرج من دائرة قصورهم المشيدة بفقر العرب وذلهم وهوانهم .
لقد أمسينا في عالمنا العربيّ أذلاء ، فما أقسى أن يعيش الإنسان ذليلاً في وطنه تحت شعار ( لا أحد على باطل ، الكل على حق ) ، وحدها الشمس على باطل ، لأنها لم تشرق بعد على صباح عربي تتجلى فيه الحقيقة جليّة واضحة لكل من ادعى أنه على حق وهو في حقيقته على باطل ، ولأنّ الشمس كذلك فقد نامت في كبد السّماء ، وولجت النجوم والكواكب في خط الأفق ، وانشق القمر حتى لا ينير للتائهين دروبهم في وسط ظلمتهم القاتلة ، وتهدمت الأنفاق لتطفىء الشمعة في نهايتها ، فهل يستيقظ أصحاب الحق وبعد أن فات الأوان ليدركوا أنّ بعض حقهم على باطل .

حمص في 27/4/2015 صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف