الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مصر القومية وعودة اليمن بقلم: عبدالرحيم الليثي

تاريخ النشر : 2015-04-26
مصر القومية وعودة اليمن بقلم: عبدالرحيم الليثي
مصر القومية وعودة اليمن

بقلم: عبدالرحيم الليثي

انقسمت الرؤية العربية للضربات العسكرية التي شنها التحالف الخليجي على اليمن، ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، وما بين تلك الرؤى المختلفة انتهت "عاصفة الحزم" رسميًا الثلاثاء الماضي، بعد تنفيذها لأكثر من ألفي طلعة جوية خلال 26 يومًا هي عمر الحرب التي دمرت الكثير من قوات الجيش اليمني، وقواعده العسكرية، وخلفت عشرات القتلى والمصابين، ولم تغير من الأمر شيئًا على الأرض.

وبالرغم من التباين الواضح في الرؤى العربية تجاه الحرب على اليمن، ظهرت الرؤية المصرية واضحة وجليه، حيث شاركت مصر مشاركة رمزية بعدد قليل من الطائرات، وأربع قطع حربية لتأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي بالنسبة لمصر، في حين رفضت القيادة المصرية الدفع بقوات برية للدخول في معركة تزهق فيها أرواح المئات وربما الآلاف من الأشقاء في اليمن، ومن القوات المشاركة في حال قبولها بهذا الأمر.

وعلينا أن نشيد بالحكمة التي تمتعت بها القاهرة والقيادة المصرية خلال تلك الحرب، فمصر تعي جيدًا أن الأزمة في اليمن يمكن أن يتم حلها بطرق سلمية توفر الوقت والجهد والدماء التي سالت خلال الأيام الماضية، وتضع الإخوة المختلفين في اليمن على طاولة واحدة تصل بهم إلى بداية الطريق الصحيح نحو عودة اليمن.

وقد كان من الأمور التي دفعت القيادة في مصر لاتخاذ ذلك الموقف الايجابي من الأزمة في اليمن، هو أن تركيا التي تدعم جماعة الإخوان الإرهابية وتعلن عدائها الصريح لمصر، أعلنت تأييدها لتلك الحرب وأبدت استعدادها للمشاركة فيها، الأمر الذي كان سيضع مصر وتركيا في خانة واحدة، بالإضافة إلى أن تلك العمليات العسكرية تصب في صالح جماعة الإخوان في اليمن، والتي تصنفها مصر جماعة إرهابية.

وظهرت رؤية الرئيس السيسي العروبية القومية خلال تلك الحرب، والتي تمثلت في طرح الحلول السياسية لحل الأزمة ولم شمل الشعب اليمني، ليعود مرة أخرى لحمة واحدة دون تفرقة مذهبية أو طائفية، أراد لها البعض أن تكون عنوانا للمرحلة الراهنة، وصدقت رؤية القاهرة، إذ لم تؤت الحرب ثمارها رغم ما نفه الطيران من ضربات، وعاد دعاة الحرب يدعون للجلوس على طاولة المفاوضات الآن.

وهنا عندما نتحدث عن المفاوضات والحلول السياسية، فلن نجد من الدول التي يمكن أن تقوم بهذا الدور، سوى سلطنة عمان التي أعلنت من البداية وبشكل رسمي، رفضها المشاركة بأي نوع في الحرب على اليمن، ومعها مصر التي تحظى بقبول واسع من كافة الأطياف السياسية في اليمن، باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.

وهو ما يعني أنه ليس هناك سوى مصر المرشحة بقوة لاستضافة الحوار السياسي بين الأشقاء في اليمن، خاصة أن لمصر الكثير الذي يجعلها مرشحة لاستضافة الحوار دونا عن غيرها من باقي الدول سواء القريبة أو البعيدة، فمصر هي الشقيقة الكبرى التي يمكنها لم شمل الشعب اليمني، بعيدا عن الصراعات المصطنعة بين السنة والشيعة، ومحاولة تحويل الخلاف السياسي لحرب مذهبية، بما للقاهرة من وسطية متأصلة في جذور شعبها، تجعلها تتقبل كافة التيارات والمذاهب الدينية، لتبني عليها قواعد من التوافق تنتهي إلى نبذ الخلافات ولم الشمل.

ومصر الآن على استعداد تام لاستضافة الحوار اليمني - اليمني، في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي يحظى شخصيًا بقبول كبير من جانب الشعب اليمني الشقيق، خاصة بعد رفضه إرسال قوات برية لليمن، وهو ما راهن عليه البعض لتوريط مصر في حرب على شعب عربي شقيق، دون وجود دواعي لتلك الحرب من الأساس.

إن الموقف الحكيم الذي تبنته القيادة المصرية في الأزمة اليمنية الراهنة، يدفعها بقوة لتولي ملف المفاوضات لإنهاء الأزمة بالطرق الودية، والتي توفر على الأشقاء الخراب والدمار الذي تجلبه الحروب، وتصون دماء الأشقاء في اليمن، وتضع البلاد على بداية طريق العودة من جديد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف