الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لم يبق مخيم لننأى به بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2015-04-26
لم يبق مخيم لننأى به بقلم:عريب الرنتاوي
أقل الكلام

لم يبق مخيم لننأى به

عريب الرنتاوي

ما الذي سيحمله الوفد الفلسطيني المتجه إلى دمشق في جعبته بعد غدٍ الاثنين؟ ... كم من وفد ذهب وعاد من دون إجراز أي تقدم في أي من الملفات المدرجة على جداول أعماله ... لا سياسة "النأي بالنفس" نجحت في تجنيب المخيم ويلات الزحف الإرهابي المجنون، ولا "أكناف بيت المقدس" تمكنت من الدفاع عن نفسها حتى تنتصر "لثورة الشعب السوري" وتحمي المخيم وساكنيه.

بعد زيارات وجولات من المحادثات ومؤتمرات صحفية لطالما نُظٍر إليها بوصفها المحطة الأهم في الزيارة، انتقلنا من شعار "إخراج المسلحين من المخيم" إلى شعار "ترك المخيم للمسلحين وتفريغه من سكانه" ... وبدل أن تكون زيارات الوفود والمبعوثين، سببا في تأكيد الحضور الفلسطيني في أزمة المخيم، رأينا أداءً سياسياً بائساً يجعل "الغياب" أكثر قيمة من "الحضور" ... وبدل أن تنتهي المشاورات مع فصائل دمشق والقوى "المحسوبة" على حماس، إلى توحيد الرؤى الفلسطينية المختلفة، وجدنا تراشقاً بالاتهامات تعمق الانقسام وتبدد الثقة المفقودة أصلاً.

ما الذي سيحمله الوفد معه هذه المرة من أفكار مشاريع؟ ... وما هي الرهانات المعقودة على زيارته للعاصمة السورية؟ ... هل ينتظر "فلسطينيو اليرموك" فعلاً مقدم هذا الوفد وعلى أحر من الجمر، هل يعرفون بمقدمه أصلاً، وهل يعولون عليه؟ ... هل لدى السلطة والمنظمة "خريطة طريق" لاسترداد المخيمات وإعادة اللاجئين قسراً عنه، أم أن البحث سيتركز حول سبل إخراج من تبقى من هؤلاء اللاجئين وعددهم لا يزيد عن 15 ألف لاجئ تقطعت بهم سبل النجاة من أطواق العزلة والحصار وقبضة الدواعش والمجاهدين من كل نوع وصنف؟

والحقيقة أن خطأ القيادة الفلسطينية لم يكن في تبنيها لشعار "النأي بالمخيم" عن الصراع السوري الداخلي، فالفلسطينيون لا يملكون "ترف" اختيار فريق من الفريقين، وتجربة النكبات الفلسطينية المتعاقبة قادتهم إلى هذا "الدرس البليغ" ... خطأ القيادة الفلسطينية في عدم مواكبتها للتطورات الميدانية في المخيم وجواره، والأهم الإحجام عن التصرف والمبادرة في الوقت المناسب لتدارك ما يمكن تداركه وفقاً لمقتضيات الحال ومستجدات الحروب المتنقلة، فالنأي بالنفس، قرار صائب، لكنه بحاجة لتعاون الأطراف الأخرى من أجل ترجمته وتنفيذه، وهذا ما سقط سقوطاً ذريعاً.

وإذا كانت وفود السلطة قد نجحت في الوصول إلى نوع من "التفاهمات" مع النظام حول المخيم ومشكلاته المتشابكة والمتعددة، فهل كان بمقدورها أن تصل إلى تفاهمات مماثلة مع القوى المسلحة المسيطرة على المخيم أو على أجزاء كبيرة منه، وأعني حصراً داعش والنصرة؟ ... وإذا كان من الجائز للسلطة والمنظمة أن تجري حوارات ومفاوضات مع فصائل المعارضة السورية المختلفة، وهي فعلت ذلك في مناسبات عديدة، فهل من الجائز والممكن إجراء مفاوضات مماثلة مع فصائل مصنفة إرهابية، وإن قبلت المنظمة بالتفاوض مع هذه الجماعات الإرهابية، فهل تقبل الأخيرة بالتفاوض مع المنظمة؟

إزاء وضع كهذا، هل يمكن إصباغ قدر من "القداسة" على شعار "النأي بالنفس والمخيم" ... ألا يحتاج الحياد إلى قوة تحميه وتسيّجه طالما أن هناك من لا يريد ولا يرغب القبول بواقع كهذا ... ألم يكن بالإمكان، وبالتنسيق مع النظام والتشاور مع بقايا المعارضات "المعتدلة"، تشكيل قوة فلسطينية وازنة لحفظ حياد المخيم وساكنيه من فلسطينيين وسوريين؟

والخلاصة أن استمرار التشدق بشعار "النأي بالنفس" لم يعد مقبولاً أبداً ... فمن أجل النأي بالمخيم عن الصراع السوري، يجب أن يكون هناك مخيم بالأصل، وأن يكون عامراً بسكانه، هذا هو هدف الشعار ومرماه الأساسي، أما أن يكون المخيم قد استشهد وبات أثراً بعد عين إثر رحيل أهله عنه، فإن من البلاهة الاستمرار في ترديد هذا الشعار ... استعادة المخيم أولاً وإعادة أهله إليه ثانياً، وبعد ذلك، وبعد ذلك فقط، يمكن أن نتحدث عن "نأي بالنفس والمخيم" على حد سواء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف