هل لها من ممسك؟
بقلم د./ يحيى محمود التلولي
كثيرا ما نسمع عبارة تتردد على ألسنة الكثير من الناس كبيرهم وصغيرهم، ذكورهم وإناثهم، عالمهم وجاهلهم، سواء رددوها عن قصد أو غير قصد، عن علم أو عن جهل، وخصوصا في مواقف تتجلى فيها المشاحنات الكلامية بين بعضهم البعض، فيقولون: " يا أخي، لا أنت راحمنا، ولا مخلي رحمة الله
تنزل."
إن المتفحص للشق الأول من العبارة "لا أنت راحمنا" لا يجد فيها شيئا، بل الرحمة مطلوبة فقد ورد عن عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا مَنْ فِي
الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَقَالَ:
حَسَنٌ صَحِيحٌ . ولكن الشق الثاني من هذه العبارة، وغيرها مما يذكره الناس مهما كان القصد من ترديده على الألسنة هي خطأ بكل المعايير، وبشتى المقاييس؛ وتتنافي مع ما جاء في كثير من آي القرآن الكريم؛ لأنهم لو تدبروا معناها ما تلفظوا بها؛ لما تحمله من قل الأدب و سوء التأدب مع الله –عزّ
وجلّ-، ومنح قدرة للمخلوق لمنع نزول رحمة الله على عباده، والله –عزّ وجلّ- يقول: "قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ
أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا" (الأحزاب، الآية: 17) وغير
ذلك من الآيات التي يطول المقام بذكرها أو حصرها.
وعليه ينبغي علينا توخي الحيطة والحذر؛ لعدم الانزلاق للتلفظ بمثل هذه العبارة أو بغيرها مما يخالف شرعنا الحنيف، وتوظيف الألفاظ التي ترضي ربنا في تلك المواقف.
بقلم د./ يحيى محمود التلولي
كثيرا ما نسمع عبارة تتردد على ألسنة الكثير من الناس كبيرهم وصغيرهم، ذكورهم وإناثهم، عالمهم وجاهلهم، سواء رددوها عن قصد أو غير قصد، عن علم أو عن جهل، وخصوصا في مواقف تتجلى فيها المشاحنات الكلامية بين بعضهم البعض، فيقولون: " يا أخي، لا أنت راحمنا، ولا مخلي رحمة الله
تنزل."
إن المتفحص للشق الأول من العبارة "لا أنت راحمنا" لا يجد فيها شيئا، بل الرحمة مطلوبة فقد ورد عن عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا مَنْ فِي
الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَقَالَ:
حَسَنٌ صَحِيحٌ . ولكن الشق الثاني من هذه العبارة، وغيرها مما يذكره الناس مهما كان القصد من ترديده على الألسنة هي خطأ بكل المعايير، وبشتى المقاييس؛ وتتنافي مع ما جاء في كثير من آي القرآن الكريم؛ لأنهم لو تدبروا معناها ما تلفظوا بها؛ لما تحمله من قل الأدب و سوء التأدب مع الله –عزّ
وجلّ-، ومنح قدرة للمخلوق لمنع نزول رحمة الله على عباده، والله –عزّ وجلّ- يقول: "قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ
أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا" (الأحزاب، الآية: 17) وغير
ذلك من الآيات التي يطول المقام بذكرها أو حصرها.
وعليه ينبغي علينا توخي الحيطة والحذر؛ لعدم الانزلاق للتلفظ بمثل هذه العبارة أو بغيرها مما يخالف شرعنا الحنيف، وتوظيف الألفاظ التي ترضي ربنا في تلك المواقف.